العفالق لـ «الشرق الأوسط»: الفوز بالدوري السعودي للمحترفين سيفتح الباب للفتح أمام الشركات الراعية

طالب الرابطة واتحاد الكرة ورعاية الشباب بـ7 ملايين ريال.. والجبال مستمر للموسم السابع

TT

قال المهندس عبد العزيز العفالق رئيس نادي الفتح إن تصدر فريقه دوري زين السعودي للمحترفين قد يكون سبيلا لأن يجدوا شركة ترعى «الفتح» الذي حقق نتائج لافتة في الموسم الكروي الحالي، كانت كفيلة بتربعه على عرش الصدارة واقترابه بشكل كبير من الفوز بأول لقب تاريخي لناد في محافظة الأحساء منذ انطلاقة الدوري السعودي للمحترفين عام 1976، وأيضا أول لقب للمنطقة الشرقية منذ عام 1987.

وشدد العفالق في حوار جريء وخاص لـ«الشرق الأوسط» على أنهم ينتظرون بفارغ الصبر تهافت الشركات الراعية على رعاية فريق الفتح اعتبارا من الموسم الكروي المقبل؛ كونه ناجحا في كل المجالات، إذ يعيش استقرارا إداريا غير مسبوق، قياسا بإدارات الأندية السعودية الأخرى، كما يعيش استقرارا فنيا لا مثيل له، وبالإمكان وصفه بالتاريخي وغير المسبوق، على اعتبار أن مدرب الفريق التونسي فتحي الجبال سيمضي عامه السابع وهو يترأس الجهاز الفني لفريق الفتح، وهذا في رأي الجميع انتصار للاستقرار الفني وانتصار للانضباطية والاحترافية التي تسير عليها إدارة النادي.

وأبان قائد مرحلة التجديد كما يحلو لمحبي «الفريق النموذجي» أن يصفوه بهذا اللقب أن الفتح لم يضمن لقب دوري زين للمحترفين حتى الآن بعد أن نصب الكثير من الشارع الرياضي فريقهم بطلا للدوري، مشيرا إلى أن العمل الجماعي وعدم التداخل في العمل سر نجاح فريقه وتحقيقه الأهداف التي يرسمها مجلس الإدارة، مؤكدا أن زيارة مجلس الإدارة لأمير المنطقة الشرقية كانت تهدف إلى تهنئته، مشددا على أن تجديد عقود لاعبي فريقه يتم التفاوض بها قبل انتهائها بفترة كافية، مطالبا رابطة دوري المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم ورعاية الشباب بصرف مستحقات الفريق التي تصل إلى نحو 7 ملايين ريال وقد تزيد.

الكثير من الأمور تحدث عنها العفالق تجدونها في ثنايا هذا الحوار الخاص بـ«الشرق الأوسط»:

* في البداية، ما سر تميز الفتح منذ صعوده إلى دوري زين السعودي للمحترفين قبل خمسة مواسم؟

- لا يوجد سر أبدا، وكل ما في الأمر روح التعاون والعمل بشكل جماعي، وكل رجل يعمل في تخصصه من أعضاء المجلس وجهاز الكرة الإداري والفني، ولا يوجد تداخل في العمل، بالإضافة إلى العمل على قدر الإمكانات المتوافرة ومحاولة تعزيز الإيجابيات وتصحيح السلبيات التي نقع فيها حتى لا تتكرر.

* عندما ترأست إدارة الفتح والفريق كان في مراكز الوسط في دوري الدرجة الأولى، هل كنت تتوقع المنافسة في دوري زين؟

- بكل صراحة لا، وكان طموحنا في كل مرحلة مختلفا عن المرحلة التي تسبقها، ولله الحمد كنا دائما نحقق فوق طموحنا، وفي ذاك الوقت كان الطموح البقاء بين الكبار يعد إنجازا لنا، ومن فترة إلى أخرى يرتفع سقف الطموح، وكان حلمنا في البداية هو تحقيق الصعود إلى دوري زين، وبعد صعودنا كان تفكيرنا في الموسم الأول تحقيق البقاء، حيث حققنا نتائج رائعة، ونجحنا في التأهل إلى كأس الملك للأبطال، والمنافسة في بطولتي ولي العهد والأمير فيصل بن فهد، وفي الموسم الثاني رفعنا سقف الطموح كثيرا، وكدنا أن نهبط لولا انتفاضة الفريق في الدور الثاني وتحقيق مركز متقدم أبعدنا عن الهبوط، وفي الموسم الثالث كان طموحنا التأهل إلى كأس الملك للأبطال وتحقق ذلك، وفي الموسم الحالي كان طموحنا تحقيق مركز أفضل من الموسم السابق ووفقنا في التأهل إلى دوري أبطال آسيا، ونحن - حاليا - متصدرون للدوري بفارق 7 نقاط عن الوصيف الهلال، والآن ارتفع سقف طموحنا بالمنافسة على اللقب.

* هل الفتح قادر على المواصلة على النهج نفسه حتى النهاية؟

- بالطبع نتمنى ذلك. وصدقني، الفتح لم يضمن اللقب حتى هذه اللحظة، وكل ما في الأمر أننا اقتربنا من تحقيق الحلم، ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق المأمول منا، والذي أصنفه بأنه إنجاز بكل المقاييس، هذا إذا سارت الأمور على طبيعتها في الأيام المقبلة.

* لماذا لا تبوحون بنيتكم في الفوز باللقب؟ ألا تراه حقا مشروعا للفتح؟

- بكل تأكيد لقب الدوري حق مشروع للجميع وليس فريقنا وحده، وعلى الرغم من أننا نحتاج إلى 5 نقاط فقط من أصل 12 نقطة ممكنة للتتويج باللقب، فإنها ستكون أصعب 5 نقاط في مسيرة الفريق، نظرا لدخول المسابقة مرحلة الحسم، وبالنظر إلى مبارياتنا المتبقية التي تأتي مع فرق تقبع في قاع الترتيب وتسعى لضمان بقائها في المسابقة، ودعني أصدقك القول، إننا حتى هذه اللحظة لم نضمن شيئا، وطموحنا كان منصبا في البداية على ضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا للنسخة المقبلة، وهذا الأمر تطور شيئا فشيئا مع مرور اللقاءات وحصد الفوز تلو الآخر، والآن تحقق حلم التأهل إلى دوري أبطال آسيا، ونبحث - حاليا - عن الحصول على اللقب.

* وماذا عن كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال؟

- البطولة مهمة بالنسبة لنا، ولكن لم نتطرق إليها لأنها لم تنطلق بعد، وتركيزنا منصب على الدوري، وبعد الفراغ منه سننتقل إلى جبهة كأس الملك للأبطال، وهذا الموسم لن نكتفي بشرف المشاركة وسنعمل على المنافسة أيضا.

* البعض ردد أن الفتح احتفل مبكرا ببطولة الدوري وقام بزيارة أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وكذلك زيارة الرئيس العام لرعاية الشباب.

- لم تكن الزيارة للاحتفال بتحقيق أي منجز، بل كانت زيارة مجلس الإدارة للأمير سعود بن نايف لتهنئته بثقة خادم الحرمين الشريفين وتعيينه أميرا للمنطقة، وخلال الزيارة تلقينا توجيهات كريمة منه، وطلب منا تحقيق اللقب، وبإذن الله سنقدم البطولة هدية له، أما زيارة الأمير نواف بن فيصل فكانت بخصوص الألعاب المختلفة بالنادي، وبشرنا خلالها باستكمال المرحلة الثانية من مقر النادي، حيث ستتم توسعة الملعب الرئيس ببناء الدرجة الثانية وتحلية مياه وصالة مغلقة جديدة.

* هل أسهم دعم أعضاء الشرف في أن يتبوأ الفريق الصدارة؟

- لا شك في ذلك، حيث كان لشرفيي الفتح دور كبير في مسيرة الفريق هذا الموسم، الذي تمثل في تقديم الدعم المادي والمعنوي في جميع الأوقات، ما أسهم في التغلب على كثير من المعوقات التي واجهتنا، ومن أهمها تأخر المستحقات المالية من ميزانية الاحتراف وحقوق النقل التلفزيوني، ولكن المجلس الشرفي بقيادة رئيس أعضاء الشرف عبد العزيز الموسى يقوم بدور كبير يشكر عليه كثيرا.

* هل طالبتم بمستحقاتكم المالية؟

- نعم، طالبنا بها عبر رابطة دوري المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم، فالفريق تنتظره التزامات مالية كبيرة.

* إلى كم تصل المبالغ المالية المتأخرة؟

- المبلغ ليس بالسهل بالنسبة لنادٍ مثل الفتح الذي لا يمتلك راعيا استراتيجيا، إذ تسلمنا دفعة واحدة الموسم الماضي والحالي لميزانية الاحتراف، وبقي مليون ونصف، وكذلك حقوق موسم كامل من النقل التلفزيوني لعام 2010 - 2011، وتراوح حقوق النادي بين 6 و7 ملايين ريال.

* على الرغم من أن فريق الفتح يحقق نتائج لافتة ويتصدر لائحة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين فإنه بلا شريك استراتيجي. كيف ترى ذلك؟

- بكل صراحة إلى الآن لم نجد راعيا استراتيجيا، ولكن نتائج الفريق في الموسم الحالي والمنافسة على تحقيق اللقب والحضور الجماهيري الكبير للمواجهات سيكون دافعا للشركات لتوقيع عقد رعاية مع النادي، وأعتقد أنه حان الوقت لأن تتقدم الشركات لفريقنا. ماذا ينقصنا عن غيرنا؟ نحن بتنا على مقربة من تحقيق اللقب الأغلى في كل دولة. نحن أول فريق في محافظة الأحساء سيحصل على اللقب في حال تم ذلك. وأول فريق من المنطقة الشرقية يفوز باللقب منذ عام 1987. إننا على أعتاب مجد تاريخي في حال تحقق، وسنفعل ذلك - بإذن الله - وبالتالي على الشركات الراعية أن تلتفت إلينا، وأن تحقق الهدف بالتقدم لرعاية الفتح. وهو يستحق بناء على ما يقدمه. نعيش استقرارا رائعا على الصعيد الإداري والفني ومنذ سنوات ونحن نعيش ذلك وأندية كبرى لم تعِش ما نعيشه الآن.

* ما ردك على انتقاد المهندس عبد الرحمن النعيم رئيس نادي هجر لرجال الأعمال بالأحساء ودعمهم الفتح وتخليهم عن فريقه؟

- أتمنى أن يتغلب أشقاؤنا في نادي هجر على الظروف الصعبة التي يواجهونها، فهجر والفتح بالنسبة للأحساء عينان في رأس، ولكن نحن لم نفرض قيودا على رجال الأعمال، بل على العكس نتمنى دعم هجر من أجل ضمان بقائه، وأكبر دليل على ذلك أن خزانة النادي تلقى دعما من قبل أعضاء شرف نادي الفتح.

* ولكن المواجهة المقبلة مع المنافس التقليدي هجر، فكيف تنظر إلى المباراة؟

- لقاء صعب للفريقين، فنحن نبحث عن الفوز للمنافسة على تحقيق اللقب، وهجر يسعى للحصول على نقاط المواجهة للهروب من الهبوط، ولا تنسَ أن الفريقين من مدينة واحدة، والمباريات التنافسية لا تخضع لمقاييس فنية.

* هل المدرب التونسي فتحي الجبال حقق المطلوب منه؟ وماذا عن استمراره مع الفريق؟

- جددنا عقد الجبال ليستمر مع الفريق للموسم السابع على التوالي، وهو في الحقيقة مكسب كبير لأي فريق، وشهادتي فيه مجروحة، فهو تحمل معنا الكثير، والجبال من المدربين الذين يوزعون الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها على مراحل زمنية، بحيث تتصاعد مع مرور الوقت.

* وهل تم الاتفاق على خارطة الفريق للموسم المقبل؟

- الاجتماعات متواصلة للاستعداد للموسم الجديد، وسيكون الاجتماع الأخير مع المدرب بعد انتهاء منافسات هذا الموسم وقبل مغادرته بلاده لقضاء إجازته السنوية للاتفاق على الخطوط العريضة وصياغة الأهداف الخاصة، ومناقشة التقرير الفني والمراكز التي تحتاج إلى دعم حسب توصياته.

* وهل سيكون معسكر الفريق في مدينة فرانكفورت الألمانية كما جرت العادة؟

- لا، ليس شرطا، هذا الملف لدى مدير الاحتراف خالد السعود، وهو الآن في مفاضلات بين ملفات عدة ليتم حسمه قبل انقضاء الموسم الرياضي الحالي، وإن كنت متفائلا بإقامته في ألمانيا، فهي الأقرب عقب خوضنا ثلاثة معسكرات ناجحة فيها.

* تلقى لاعبو الفتح عروضا كثيرة في الآونة الأخيرة.. ألا تخشى تشتيت أذهانهم؟

- لاعبونا على درجة عالية من الاحترافية، وهم يعرفون أننا نمر بمرحلة حساسة من عمر الدوري، فإما أن نتوج أبطالا وإما تضيع جهود الجميع هباء منثورا، ونحن بدورنا لا نخشى تشتيت أذهان اللاعبين، لأننا وفرنا لهم عقودا تعد جيدة بالنظر إلى عقود اللاعبين في الأندية الكبيرة، والفتح أصبح وجهة مفضلة للاعبين السعوديين وليس العكس.

* وما سبب ذلك؟

- السبب يعود إلى الهدوء الذي يعيشه الفريق، والاستقرار الذي ينعم به، سواء من الناحية الإدارية أو الفنية، والمناخ الأسري الذي يسود الفريق، فاللاعبون تربطهم علاقات ود بالجهازين الفني والإداري، ولا تقتصر العلاقة بيننا وبين اللاعبين على النواحي الاحترافية، وهذا نابع من باب الحرص على تهيئتهم نفسيا ليقدموا أفضل مردود لديهم خلال المواجهات، كما أننا نقدر لاعبينا بما يستحقونه من مبالغ مالية، وحتى الآن لم يطلب لاعب الرحيل عن النادي أو وضع شروط تعجيزية عن التمديد له.

* ما أبرز المشكلات التي يعانيها الفتح؟

- لا أعتقد أننا نعاني مشكلات بالمعنى الحقيقي، لأننا حريصون على مناقشة كل ما يخص الفريق داخل أسوار النادي، ونسعى إلى أن لا تخرج أسرارنا لوسائل الإعلام قبل تحقيقها على أرض الواقع، لأننا لا نجيد الفرقعة الإعلامية، ونحب العمل في هدوء بعيدا عن الضجيج.

* هل كنت تخشى استمرار عقدة الفتح على ملعب الأخدود في نجران بعد الفوز الأول فيه في تاريخ الفتح؟

- تمكن الفريق من التغلب على نجران في الجولة الـ20، الأمر الذي كسر حاجز النحس الذي رافقه على ملعب نادي الأخدود، فيعد هذا الانتصار الأول له على ذلك الملعب منذ أن وجد الفريق في دوري زين أو دوري الدرجة الأولى، وكذلك دوري الدرجة الثانية.

* في نظرك، ما أصعب المواجهات التي خاضها الفريق الموسم الحالي؟

- بكل صراحة، مباراتا الاتحاد والفيصلي، خصوصا بعد الضغوط التي بدأت تواجه الفريق بعد كثرة الترشحات التي يواجها اللاعبون، الأمر الذي سبب ضغطا كبيرا عليهم، ولكن استطعنا الفوز ومواصلة مشوار الانتصارات عقب الهزة التي تعرضنا لها بعد التعادل أمام الأهلي والخسارة من الشباب، ولكن عدنا ونجحنا في تحقيق أربعة انتصارات متتالية.

* هل تفكر في خسارة منافسكم نادي الهلال أمام الاتحاد، الأمر الذي يتوجكم باللقب في حال انتصر الفريق على هجر؟

- لا ننكر أن الدوري يتكون من 26 جولة، وكل فريق معرض للفوز والخسارة، ولكن في الحقيقة لا نفكر في نتائج الهلال بقدر تفكيرنا في فريقنا، وإذا تابعنا نتائج الهلال أو أي فريق آخر لن نحقق شيئا، ويجب علينا أن نعمل في المباريات المقبلة على تحقيق الانتصارات، وجمع النقاط لتحقيق الحلم.