مواجهة ودية مثيرة لإثبات الهيمنة بين البرازيل وإيطاليا اليوم

إسبانيا تخوض بروفة رسمية أمام فنلندا غدا بتصفيات المونديال قبل لقاء فرنسا الحاسم

TT

تلتقي البرازيل مع إيطاليا اليوم في مباراة دولية ودية رفيعة المستوى بمدينة جنيف السويسرية في إطار استعدادات البلدين لمنافساتهما القادمة. وبالنظر إلى وضع المنتخبين على الخريطة الكروية العالمية من حيث تتويج البرازيل بطلة لكأس العالم خمس مرات، تليها إيطاليا في المركز الثاني برصيد أربعة ألقاب، يرى الكثيرون أن وصف المباراة بالودية ليس دقيقا تماما.

فمواجهة البرازيل عادة ما تذكر الإيطاليين بالهزيمتين المريرتين اللتين تلقتهما بلدهم على يد العملاق الأميركي الجنوبي في نهائي كأس العالم في عامي 1970 و1994. ويسعى المنتخب البرازيلي لتحقيق فوز مقنع على الإيطاليين اليوم مع استعداد منتخب السامبا لبطولة كأس العالم لعام 2014 التي يستضيفها على أرضه، ولكنه في الوقت نفسه لم ينس هزيمته 2 / 3 أمام إيطاليا في مونديال 1982 عندما واصل المنتخب الإيطالي طريقه بالبطولة نحو إحراز لقبه الثالث بكأس العالم.

وقال قائد منتخب إيطاليا وحارس مرماه جانلويجي بوفون الذي اهتزت شباكه خمس مرات خلال الهزيمتين اللتين تعرضت لهما إيطاليا أمام البرازيل منذ عام 2009: «لم نلتق مع البرازيل سوى مرات محدودة في السنوات القليلة الماضية، وكانت نتائجنا سيئة». وأضاف بوفون الذي أحرز مع منتخب بلاده لقب كأس العالم 2006: «ستكون مباراة جنيف اختبارا مهما بالنسبة لنا، لأنها ستعطينا إجابات وافية عن المستقبل ومستوى ثقتنا في أنفسنا».

كما تتمتع المباراة بأهمية كبرى بالنسبة لمهاجم البرازيل كاكا الذي كان ظهوره محدودا خلال فوز بلاده الخامس بلقب كأس العالم عام 2002 ولعب في إيطاليا مع فريق آيه سي ميلان فيما بين عامي 2003 و2009. وقال كاكا الذي لم يلعب سوى في مناسبات محدودة خلال موسمه الرابع مع ريال مدريد الإسباني: «لم يعد يتبقى على كأس العالم سوى عام واحد، ويجب أن أستفيد من أي فرصة أمامي لأحظى باقتناع المدرب فيليبي سكولاري». وسيكون النجم البرازيلي الصاعد نيمار من العوامل الجاذبة للانتباه في جنيف اليوم حيث سجل مهاجم سانتوس الشاب 21 عاما حتى الآن 17 هدفا في 28 مباراة مع منتخب السامبا.

أما نجم المنتخب الإيطالي المرتقب فهو المهاجم الشاب ماريو بالوتيللي 22 عاما الذي يبدو أنه وجد بيئته المثالية في آيه سي ميلان حيث أحرز للفريق سبعة أهداف في ست مباريات منذ انضمامه إليه قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي في يناير (كانون الثاني) (كانون ثان) الماضي. ويتطلع تشيزاري برانديللي مدرب إيطاليا للدفع ببالوتيللي إلى جانب زميله في ميلان ستيفان الشعراوي بخط هجوم المنتخب الإيطالي، متغاضيا في الوقت الراهن عن فكرة اللعب بهجوم ثلاثي الأطراف.

وقال برانديللي: «عندما تستعد لمواجهة البرازيل، لا يجب أن تضيع الوقت على الجوانب الذهنية، لأن اسمهم وحده يتطلب منك الاحترام.. لذا لن نجري أي تجارب جديدة لأننا سنلعب مباراة مهمة». وتسبق المواجهة الودية المهمة لقاء إيطاليا المقبل بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2014 أمام مالطة الثلاثاء المقبل، حيث تسعى إيطاليا من خلال هذه المباراة للمحافظة على صدارتها لمجموعتها بالتصفيات.

أما البرازيل، فليس هناك ما يقلقها في تصفيات كأس العالم التي لا تشارك فيها من الأساس بوصفها الدولة المضيفة للحدث، ولكنها تواصل استعداداتها لنهائيات العام المقبل بلقاء ودي جديد أمام روسيا الاثنين المقبل. وتلتقي البرازيل مع إيطاليا مجددا في 22 يونيو (حزيران) المقبل في إطار منافسات دور المجموعات ببطولة كأس القارات.

* إسبانيا - فنلندا: تتطلع بطلة العالم إسبانيا لاستغلال مباراتها المقبلة بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2014 بالبرازيل أمام فنلندا غدا في خيخون كإحماء لمباراتها التالية الأكثر أهمية بالتصفيات عندما تحل ضيفة على فرنسا بعد أربعة أيام من هذه المباراة. وتتقاسم إسبانيا وفرنسا صدارة المجموعة التاسعة بتصفيات كأس العالم في أوروبا برصيد سبع نقاط لكل منهما، من ثلاث مباريات. وتحتل جورجيا، التي تستضيف فرنسا غدا، المركز الثالث للمجموعة برصيد أربع نقاط، تليها بيلاروس في المركز الرابع برصيد ثلاث نقاط ثم فنلندا برصيد نقطة واحدة.

وتفتقد إسبانيا غدا جهود اثنين من لاعبيها المخضرمين الذين لعبوا دورا أساسيا في الانتصارات التي حققتها البلاد خلال السنوات الخمس الماضية، وهما حارس المرمى إيكر كاسياس والمدافع كارلس بويول. ويبتعد كاسياس عن الملاعب لإصابته بكسر في أحد أصابع يده اليسرى، فيما أجرى بويول عملية جراحية في ركبته اليمنى يوم الجمعة الماضي. وضم فيسينتي ديل بوسكي مدرب المنتخب الإسباني، ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد الإنجليزي ليحل محل كاسياس، والمدافع سيزار أزبليكويتا مدافع نادي تشيلسي بديلا عن بويول. وقال ديل بوسكي: «كاسياس وبويول هما قائدا الفريق.. سنفتقدهما بكل تأكيد، لا شك في ذلك». وأضاف: «أنها مجموعة بالغة الصعوبة، وسيكون أي إخفاق فيها قاتلا. علينا أن نركز على فنلندا قبل أن نبدأ التفكير في فرنسا».

وفي نفس الوقت أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن صانع الألعاب المخضرم تشافي سيغيب أيضا عن صفوف المنتخب الإسباني. ويعاني تشافي 33 عاما من الإصابة بشد عضلي في ساقه اليمنى، وهي الإصابة التي تسبب له الإزعاج منذ عامين. وفي غياب بويول وتشافي، سيضع شارة قيادة إسبانيا لاعب مخضرم آخر من برشلونة وهو المهاجم ديفيد فيا الذي سيلعب غدا في المدينة التي انطلق منها مشواره الاحترافي اللامع. وكان موسم فيا شهد انتعاشة كبيرة الأسبوع الماضي بعدما أمضى الأشهر الستة الماضية على مقاعد البدلاء، أكثر منها في الملعب.

وسجل فيا لبرشلونة في فوزه الكبير (4 – صفر) على آيه سي ميلان الإيطالي ببطولة دوري أبطال أوروبا، كما سجل في مباراة رايو الأخيرة. والأهم من ذلك، أن التواصل كان جيدا بينه وبين النجم ليونيل ميسي في المباراتين مما دحض ما تردد من أقاويل حول توتر العلاقة بين اللاعبين. يذكر أن فيا هو هداف إسبانيا الأول على مر العصور برصيد 53 هدفا سجلها في 86 مباراة. وسيكون للاعب أهمية خاصة في مباراتي فنلندا وفرنسا مع استبعاد زميله في هجوم إسبانيا، منذ عام 2005، فيرناندو توريس من تشكيل الفريق لتراجع مستواه بشكل ملحوظ مع فريقه الإنجليزي تشيلسي.

وبدلا من توريس، وقع اختيار ديل بوسكي على الصاعد إسكو 20 عاما الذي قاد بأهدافه فريق ملقة لدور الثمانية من بطولة دوري الأبطال مؤخرا. كما تغاضى ديل بوسكي عن ضم المهاجم فيرناندو يورنتي الذي نادرا ما لعب مع فريقه أتلتيك بلباو منذ أن حاول الانتقال من الفريق في أغسطس (آب) الماضي. ومن اللاعبين الذين استبعدهم ديل بوسكي، لاعب خط وسط بايرن ميونيخ الألماني خافي مارتينيز، ويحل محله بالفريق خافي جارسيا الذي أظهر تطورا كبيرا في الأداء وثبات المستوى منذ انتقاله من بنفيكا البرتغالي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي.