كشفت منظمة «الائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل» عن ارتفاع ملحوظ في منسوب العنصرية في الدولة العبرية ضد العرب وبقية الأقليات، سواء أكان ذلك في تصريحات المسؤولين أو في سن القوانين أو في الاعتداءات الجسدية وممارسة العنف. وقال نضال عثمان، مدير هذه المنظمة، إن السنة الأخيرة (2012) بوجه خاص، شهدت ارتفاعا ملحوظا بأحداث عنصرية سجلت الأعلى في السنوات الأخيرة، وبالأساس تصريحات تحريضية من قبل منتخبي الجمهور وقيادات سياسية ودينية ضد المواطنين العرب. وطالب الحكومة بتخصيص ميزانية خاصة لإقامة برامج وفعاليات للحد من ظاهرة العنصرية في إسرائيل، كما طالب الحكومة بأن تضع العمل على كبح العنصرية على سلم أولويات الوزارات المختلفة.
ونشرت المنظمة تقريرا، أمس، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية، والذي يصادف 21 مارس (آذار) في كل سنة تم فيه رصد الأحداث العنصرية ضد الأقليات في السنة الأخيرة، فقال إنه في الفترة ما بين مارس من سنة 2012 وحتى فبراير (شباط) من سنة 2013، تم تسجيل مئات الحوادث العنصرية ضد المجموعات والشرائح المجتمعية المستضعفة لإسرائيل وهي: العرب، واليهود الشرقيون، والناطقون باللغة الروسية، والإثيوبيون والعمالة الوافدة وطالبو اللجوء. وأظهرت نتائج التقرير تسجيل 114 حادثة عنف مقابل 53 في السنة الماضية، وتضاعف العنف ضد العرب من قبل اليهود ثلاث مرات عن العام الماضي الذي سجل 20 حادثة مقابل 63 لهذه السنة. كما شهدت هذه الفترة ارتفاعا في العنصرية ضد طالبي اللجوء في البلاد من 15 في العام الماضي إلى 37 حادثا، بالإضافة إلى 6 أحداث ضد اليهود المتدينين، و3 ضد شرقيين. وسجل انخفاض بأحداث العنف ضد طالبي اللجوء الأفارقة من 15 في العام الماضي إلى 5 هذه السنة.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع بارز في نسبة التصريحات العنصرية من قبل منتخبي الجمهور والقيادات الدينية إلى 107 مقابل 60 في العام الماضي، منها 45 ضد الجماهير العربية مقابل 27 في العام الماضي، و54 ضد طالبي اللجوء الأفارقة والعمال الأجانب مقابل 23 في العام الماضي، و4 أحداث ضد الشرقيين والمتدينين مقابل 8 في العام الماضي، بالإضافة إلى حدثين ضد متحدثي اللغة الروسية، وحدثين ضد المثليين.
وأظهر التقرير أن الأحداث العنصرية أيضا في مؤسسات الدولة في ارتفاع، بالإضافة إلى الشركات العامة والخاصة، حيث بلغت هذه السنة 213 مقابل 160 في السنة الماضية، وهي تضم تفرقة في الدخول للنوادي الليلية ضد الأفارقة والشرقيين، بالإضافة إلى 61 حالة هدم بيوت لمواطنين بدو في النقب، و64 حدثا عنصريا آخر ضد العرب في مختلف المجالات. وبلغ مجمل الأحداث العنصرية ضد العرب في هذا العام 125 مقابل 64 في العام الماضي، كما تم تسجيل 37 حدثا عنصريا ضد العمال الأجانب وطالبي اللجوء، و6 ضد يهود شرقيين واثنين ضد المتدينين و14 ضد الإثيوبيين وواحد ضد متحدثي اللغة الروسية.
وشهدت ملاعب كرة القدم في إسرائيل ارتفاعا ملحوظا في أعمال العنف على خلفية عنصرية، فبلغ عددها 78 حادثا مقابل 55 في السنة الماضية. وقد سجلت هذه الأحداث على الرغم من إقامة مبادرات مختلفة لتشجيع الروح الرياضية، فإن ذلك لم يسعف العنصريين من ارتكاب العنف في الملاعب. وتضاعفت الأحداث العنصرية التي مست بالأديان في البلاد، حيث سجلت 24 حدثا مقابل 13 بالسنة الماضية، منها الاعتداء على المقابر الإسلامية والمسيحية واليهودية، وأحداث خطيرة ضد رجال دين.
وشهد الكنيست الإسرائيلي تشريعات عنصرية تمس بالدرجة الأولى المواطنين العرب في الدولة وضد طالبي اللجوء الأفارقة والشرقيين، بالإضافة إلى سعي الحكومة لسن قوانين تمس حقوق المنظمات والجمعيات الفاعلة في المجتمع، وقد سجلت 20 مبادرة لسن قوانين عنصرية بينها قانونان قدما على طاولة الكنيست السنة الماضية ولم يتم تمريرها بعد.
وفي ظل ارتفاع الأحداث العنصرية في مختلف المجالات، أظهرت نتائج التقرير انخفاضا في الحد من الحرية السياسية للقيادات العربية وعنصرية الشرطة ضد الإثيوبيين وداخل المؤسسات التربوية والأكاديمية. كما سجل التقرير انخفاضا في حالات انتهاك حرية الممارسة السياسية للقيادة العربية، إذ أظهرت وجود 22 حالة، مقابل 37 في العام الماضي، وعلى الرغم من انخفاضها عن العام الماضي فإن هذا لا يبرر وجودها والقيام بها أصلا في دولة تدعي أنها دولة ديمقراطية.
ويشير التقرير إلى انخفاض في عدد الأحداث العنصرية التي تنفذها الشرطة ضد المواطنين، من 59 حادثة في العام الماضي إلى 24 لهذا العام، ولكن النتائج أظهرت أن هذه الاعتداءات لم تنخفض تجاه العرب، حيث سجلت 17 في السنة الماضية مثل هذه السنة، وشهدت انخفاضا ضد الإثيوبيين من 26 في العام الماضي إلى 4، وضد طالبي اللجوء الأفارقة والعمال الأجانب من 12 إلى 3 لهذا العام. وللمرة الأولى يشير التقرير إلى وجود أحداث عنصرية ضد متحدثي الروسية بالبلاد (14 حالة).