تنصيب تمثالين للملك أمنحتب الثالث في الأقصر

سقطا في زلزال قبل أكثر من 3 آلاف سنة

عمليات ترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث سوف تستغرق عاما كاملا
TT

شهدت محافظة الأقصر (جنوب مصر) أمس السبت، عملية تنصيب الأجزاء الأولى من تمثالي الملك أمنحتب الثالث (1352 - 1390 قبل الميلاد) كخطوة أولى في تنفيذ مشروع ترميمهما بعد أن تم استخراجهما قبل أسابيع قليلة من أرض زراعية تخص أحد المواطنين بالبر الغربي بالأقصر.

وقال وزير الآثار المصري الدكتور محمد إبراهيم في بيان أمس، إن فريق العمل التابع لوزارة الآثار المصرية بالتعاون مع بعثة ألمانية أعدا قواعد خراسانية بارتفاع 8 أمتار مصنوعة من مواد عازلة لوضع التمثالين عليهما في موقعهما الجديد على بعد 100 متر من معبد أمنحتب الثالث، بعد إجراء دراسات على التربة لمعرفة مدى تحملها وزن التمثالين البالغ وزن كل منهما 110 أطنان.

وأضاف أن مشروع تركيب التمثالين سوف يتبعه إنارتهما ليلا وإعداد الموقع للزيارة العالمية والمحلية، وسوف يستغرق ذلك نحو عام ليضافا إلى خريطة مصر السياحية.

وأكد الوزير المصري على أن التمثالين يعدان من أضخم تماثيل الملك أمنحتب الثالث، حيث يبلغ ارتفاع التمثال الواحد 14 مترا، كما يرتكز كل منهما على قاعدة بارتفاع 4 أمتار، ليبلغ الطول الكلي للتمثال الواحد 18 مترا، لافتا إلى أن التمثالين مصنوعان من الحجر الرملي، وكانا يمثلان الملك واقفا عند المدخل الشمالي لمعبد أمنحتب الثالث.

وأمنحتب الثالث هو تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، ومن أعظم حكام مصر على مر التاريخ، حيث امتدت سنوات حكمه لمدة 38 عاما، وتذكر المراجع التاريخية أنه كان شغوفا بالصيد والقنص، فيما كانت نهايته إصابته بمرض غير معلوم.

من جانبه، أوضح نائب رئيس قطاع الآثار المصرية ورئيس فريق العمل الدكتور محمد عبد المقصود، أن مشروع النقل وإعادة تركيب التمثالين المقسمين لعدة أجزاء بعد تحطمهما إثر زلزال عام 1200 قبل الميلاد (أي قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة) يعد من أضخم المشروعات الجارية بالأقصر، ويشارك فيه فريق ألماني برئاسة الدكتور هوريغ سوروزيان متحملا تكلفته.

وأوضح عبد المقصود أن مشروع الترميم يتضمن إعادة تركيب أكثر من عشرين كتلة من التمثالين في مكانها، إضافة إلى أعمال ترميم القطع الصغيرة ومعالجة النقوش التي تمثل اسم الملك، كما يظهر على قاعدة أحد التمثالين بعض النقوش، إضافة إلى الظهر الذي سجل عليه اسم الملك. بينما يظهر التمثال الآخر مرتديا تاج الجنوب الأبيض، ويعد هذا التمثال أكثر حفظا من الآخر، حيث يظهر دون أي كسور بالوجه، وهو من أجمل تماثيل الملك أمنحتب.

يذكر أن التمثالين تم الكشف عنهما في عام 1933، ثم أعيد اكتشافهما في عام 2010، إلى أن تم استخراجهما مؤخرا من أرض تخص أحد المواطنين بمنطقة زراعية رخوة، حيث غمرا بمياه الري، بالإضافة إلى انفجار ماسورة مياه الشرب بجوارهما، الأمر الذي عرضهما لخطر حقيقي لزم سرعة التحرك لنقل وإنقاذ التمثالين. وقد استغرقت عملية نقلهما يومين كاملين، واستخدمت فيها أحدث الأجهزة والمعدات والسيارات المجهزة والأوناش الثقيلة.