سقوط الأقنعة

أحمد صادق دياب

TT

* جميل جدا أن نعود إلى البدايات الجيدة للمنتخب السعودي الأول، صحيح أننا جمعنا ست نقاط رائعة من الصينيين أو الإندونيسيين، لكن هذا لا يعني أننا لا نعاني كثيرا من المشكلات الفنية، خصوصا في خط العمق الخلفي. فالهدفان اللذان ولجا مرمانا في المباراتين كانا بأخطاء متشابهة، لعبت فيها الاتكالية والاعتماد على الآخر دورا كبيرا.

* لا أؤيد الإسراع في الحكم على المنتخب وفي نفس الوقت أيضا لست مع الإفراط في النقد الشديد وزيادة الاحتقان وعدم التفاؤل بمستقبل المنتخب، فبعد المباراة الثانية انقسم الشارع الرياضي إلى قسمين، الأول مفرط في الثقة والثاني مفرط في التشاؤم، وبينهما زرع كثير من التشكيك في قدراتنا المستقبلية.

* ومن المؤسف أن ينجرف بعض الإعلام الرياضي عن الحديث بعقلانية عن المنتخب، ويتحدث عن أفراد من المنتخب، من خلال أندية معينة ويركز عليها، وينسب فوز المنتخب إليهم دون غيرهم، وهم يعوون تماما أن مثل هذه الأحاديث، وما تحمله في طياتها من سلبيات كفيلة بهدم كل ما تحقق وزرع الفرقة بين أفراد المنتخب الذين من المفترض أن يكونوا كتلة واحدة، ولاؤهم المطلق للمنتخب، بعيدا عن الأندية.

* أثق في أن فكر اللاعبين أكبر وأعمق من أن يتأثروا بمثل هذا النوع من الأحاديث غير العقلانية، لكن يظل الخطر واردا من خلال الفكر القابل للانتشار بين صغار السن من الجماهير الرياضية، ويضع المنتخب الوطني في دائرة مغلقة من الارتباط للأندية.

* أمامنا الآن فترة ليست بالقصيرة لمراجعة أحوال المنتخب ووضع الطرق الفنية والإدارية لضمان ظهوره بالشكل اللائق في المباريات القادمة، وأعتقد جازما أن الاتحاد السعودي قد بدأ من الآن في ترتيب الأمور المتعلقة بالمنتخب، وقد تكون البداية من خلال دراسة التقارير الموضوعة من قبل الجهاز الفني المشرف على المنتخب، ووضع سياسة موحدة لآلية الخيارات المتاحة، والجهاز الإداري المشرف على المنتخب، وتحديد متحدث رسمي بكامل الصلاحيات.

* الجزء المهم في المباراتين الماضيتين هو أننا استعدنا نغمة الانتصارات، وكسبنا ثقة في النفس لدى اللاعبين، وزدنا من حجم التفاؤل لدى الجماهير الرياضية، رغم أن البعض بأسلوبه يحاول أن يهدم هذا الجزء المهم جدا من معادلة النجاح.

* الذين يبحرون لوحدهم في محيط الأندية، لأن مصلحتهم وضمان استمرارهم مرتبط بتلك الأندية، يبحثون عن ذاتهم قبل كل شيء، وعن وجودهم الشخصي، حتى لو كان ذلك على حساب منتخب وطن يضمهم ويشملهم برعايته، وعندما تتقاطع مصلحتهم مع المنتخب يركضون بلا خجل نحو مصلحتهم الخاصة.

* أقترح على أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يركز في عمله ولا يلتفت لهؤلاء، لأن انشغاله بهم سيؤدي في النهاية إلى خسارته لوقت يمكن أن يصرفه في أشياء أكثر أهمية تعود بالفائدة على الوطن، وهم مصيرهم أن يسقط القناع عن وجوههم وتتعرى أفكارهم.