الدروز الوطنيون في إسرائيل يرفضون التهديدات بدخول سوريا لمحاربة «النصرة»

وصفوا هذه التصريحات بالكاذبة والمشبوهة القصد منها تشويه سمعة

TT

رفضت الحركة الوطنية للعرب الدروز في إسرائيل، التهديدات التي أطلقها بعض الدروز وهددوا فيها باجتياز الحدود السورية للدفاع عن الدروز هناك من هجمات جبهة النصرة، واعتبرت هذه التهديدات بمثابة «دعوات كاذبة ومشبوهة». وأكد قادة هذه الحركة لـ«الشرق الأوسط» أن القوى التي تقف وراء هذه التهديدات لا تمثل الدروز الفلسطينيين في إسرائيل ولا الدروز في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وكانت مجموعة من السوريين الدروز في الجولان المحتل قد نظمت مظاهرة هددت فيها من يعتدي على الدروز في قرية الخضر السورية. وشارك فيها الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف. وتكلم فيها عدد من الجنود السابقين في الجيش الإسرائيلي، فهددوا باقتحام الحدود السورية بأسلحتهم و«محاسبة المعتدين على إخواننا هناك».

وأصدر رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية في إسرائيل، غالب سيف، بيانا أكد فيه أن الوطنيين الدروز في إسرائيل يقفون مع وحدة الوطن ووحدة المواطنين السوريين الوطنيين. ويرفضون أي تدخل خارجي، لا بالمال ولا بالسلاح ولا بالرجال، من أي جهة كانت. واعتبر التصريحات التي أتت على لسان الشيخ موفق طريف والآخرين، إذا ثبتت صحتها، لا تساعد على ضرب جبهة النصرة وأمثالها، وإنما تصب المحروقات على من يعملون بكل قواهم لتأجيج نار الفتنة الطائفية المرفوضة، وهذا يضر في سوريا والسوريين وفينا كشعب فلسطيني وبمحور المقاومة الشريف.

وقال سيف إن «أحفاد سلطان الأطرش في جبل العرب لا يمكن أن يتنكروا لتاريخهم الوطني المشرف ولا يمكن أن يقبلوا تماما مثلنا، ما جاء في هذه التصريحات المشبوهة». وتساءل سيف: «للتوضيح وليس للمناكفة، أين كان أصحاب هذه النخوات المشبوهة في يوم الأرض الخالد، الذي رفعنا فيه رايات النضال ضد أراضينا المصادرة. أعندهم الاستعداد للوصول لسوريا وهنا لا قدرة لهم بأن يدافعوا عن ساحات بيوتهم»، كيف تتساوى هذه النخوات النارية في اتجاه سوريا وعدمها على أرض وطنا وأرضنا، ألسنا نحن وأرضنا ومصالحنا وحقوقنا أجدر بهذه التصريحات النارية.

كما أصدر عضو الكنيست السابق، الكاتب سعيد نفاع، الأمين العام لحركة «الميثاق - الأحرار العرب من دروز مناطق 48»، بيانا قال فيه إن ما نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن استعداد شبان دروز للدخول إلى سوريا للدفاع عن دروزها في وجه جبهة النصرة، لا يصح فيه إلا مثلنا الفلاحي الشمال فلسطيني «درهبة والعشا شلباطة». فقراءة «الخبر» بتمعن ويتعمق بأسماء هؤلاء تكشف عن أن المتحدثين باسم المظاهرة هم من حملة الجنسية الإسرائيلية المقاطعين اجتماعيا وسياسيا في هضبة الجولان ومن أشد المعادين للنظام السوري تاريخيا. واستغرب «جر الشيخ موفق طريف التعقيب على الأمر والإدلاء بتصريحات نسبت إليه، وقال إنه، أي الشيخ طريف، ليس مخولا بذلك».

واستسخف نفاع في حديث إلى «الشرق الأوسط» فكرة دخول جنود من الجيش الإسرائيلي للحرب في سوريا قائلا: «هل يستطيع مجند في الجيش الإسرائيلي إطلاق مثل هكذا موقف؟ والمجند في الجيش الإسرائيلي وأيا كان انتماؤه، هو جزء من المؤسسة وجزء من سياستها وليس مخولا بإطلاق مواقف وكم بالحري اتخاذ خطوات، وكل من يعرف القليل عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يعرف هذه الحقيقة».

وقال نفاع إن إسرائيل هي المستفيد الأول والأخير من هذه الحرب القذرة على سوريا وهي المستفيدة من إدامتها، وما دامت «جبهة النصرة» وحلفاؤها يقومون مقامها فلا بأس بذلك حتى لو كان كل أبناء الشعب السوري فرائس لها ومن ضمنهم الدروز. وأصحاب التهديد بدخول سوريا لمحاربة «جبهة النصرة» هم أصدق «أصدقاء» المؤسسة الإسرائيلية، صديقة جبهة النصرة الصدوقة».