خطأ كومبيوتري يطيح بأسعار البنزين في ألمانيا

تسبب بخسائر تقدر بالآلاف في محطة وقود

TT

يمكن لرب العمل أن يصحح خطأ يرتكبه العامل قبل أن يتحول الخطأ إلى كارثة، ولكن من يصحح للكومبيوتر خطأه وهو يدير العمل ليلا بمفرده؟ مثل هذا الخطأ ارتكبه كومبيوتر في محطة لبيع الوقود إلكترونيا في ألمانيا وأطاح بأسعار البنزين طيلة ليلة كاملة.

الكومبيوتر أخطأ فقط في وضع الفارزة في مكانها الصحيح لا أكثر، فتسبب بخسائر تقدر بالآلاف لصاحبة محطة وقود «غروتهوس» الواقعة على الطريق السريع بالقرب من «ليبشتادت» في ولاية الراين الشمالي - فيستفاليا.

سجل الكومبيوتر على اللوحة الضوئية سعر لتر البنزين 15.8 سنت عوضا عن السعر الحقيقي 158.0 سنتا، وتسبب بزحام على المحطة طوال الليلة الماضية.

تعمل محطة وقود «غروتهوس» مساء بلا موظفين، ويمكن لسائقي السيارات تعبئة الوقود من خلال الدفع بالبطاقة الائتمانية، وهو سبب عجز المحطة عن تصحيح الخطأ، حسب تصريح ألفريدا غروتهوس. وقالت غروتهوس إن ذلك لم يحدث في تاريخ المحطة منذ استخدام النظام الإلكتروني في الدفع، ولم يحصل خلال 40 سنة من عمر محطة الوقود.

أدى «انخفاض أسعار» البنزين إلى وقوف طابور طويل من السيارات لم ينقطع عن تعبئة البنزين حتى الصباح. وكان سائقو السيارات يسيرون مسافة 10 كيلومترات، بعد أن يقرأوا الإعلان، قبل أن يتمكنوا من الالتفاف والعودة إلى محطة الوقود «الرخيصة». وهكذا باع «العامل الإلكتروني» بنزينا قيمته 50 ألف يورو مقابل 5 آلاف يورو فقط.

وحسب مصادر الشرطة فإن أصحاب السيارات كانوا يتناقلون خبر سعر البنزين المخفض على الهاتف الجوال، ومن خلال الإنترنت، وهو ما ضاعف أعداد الراغبين في ملء خزانات وقود سياراتهم. الطريف في الأمر أن رجال الشرطة ساهموا في تنظيم طابور الازدحام على محطة «غروتهوس»، ولم يشعروا بالخلل إلا متأخرين. وكانت ألفريدا غروتهوس أكثر طرافة منهم؛ لأنها اعتبرت الخسارة «هدية عيد فصح متأخرة للزبائن».