فريق تحقيق مشترك بين الحكومة و«أرامكو» بشأن حادثة تسرب الغاز في مصفاة جدة

أعلنت أن كمية الغاز المتسربة كانت محدودة داخل الموقع ولم تكن تشكل خطرا خارجه

TT

أعلنت شركة «أرامكو السعودية» أمس النتائج الأولية لحادثة تسرب الغاز في وحدة التكسير بالعامل المساعد للتكرير في مصفاة جدة أول من أمس، والذي أودى بحياة المشرف على التشغيل هناك.

وأكدت الشركة أن كمية الغاز التي تسربت كان ضررها محصورا في منطقة التسرب مباشرة فقط. وفي حين شددت «أرامكو» على التزامها التام بقواعد وأصول السلامة، خصوصا داخل المعامل والمواقع الصناعية التابعة لها، فقد أعلنت عن تشكيل فريق عمل متخصص وبمشاركة حكومية للتحقيق في الحادث لمعرفة ظروفه ومسبباته، وتحديد الخطوات التي من شأنها ضمان عدم تكراره مستقبلا.

وقالت الشركة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «أثناء قيام فنيين مؤهلين بأعمال الصيانة الوقائية الدورية لأحد الصمامات في المصفاة، بعد أن تم عزله وتطبيق إجراءات السلامة المتبعة في مثل هذه الأعمال بما في ذلك ارتداء العاملين لأقنعة الوقاية من الغاز، تسربت كمية محدودة من غاز (ثاني كبريتيد الهيدروجين) كانت موجودة في وصلة أنابيب معزولة مسبقا، وقد تزامن هذا التسرب مع مرور المشرف على التشغيل المرحوم فوزي علي شوشو الذي قدم للاطلاع على سير الأعمال، مما تسبب في تعرضه لهذا الغاز».

وأضافت الشركة: «وإثر هذا التسرب تم إطلاق أجهزة الإنذار في الموقع، وتم مباشرة تفعيل خطط الاستجابة للطوارئ وإخلاء الموقع من جميع الموظفين سوى فرق الطوارئ المعنية بعمليات الإنقاذ والتعامل مع الحادث، وجرت محاولة إسعاف المصاب فتم نقله للمستشفى حيث أعلنت وفاته».

ومضى البيان يقول: «بعد أن تم التأكد من سلامة الموقع وانتهاء الحدث، أرسلت الشركة للمستشفى كل الموظفين العاملين في الموقع، وكذلك الذين قاموا بتنفيذ الخطوات المتبعة في خطة الطوارئ، للاطمئنان على سلامتهم، وقد خرج معظمهم بعد أن تم التأكد من خلوهم من أية إصابات».

وأكدت «أرامكو» «أن كمية الغاز التي تسربت كان ضررها محصورا في منطقة التسرب مباشرة فقط، ولم تكن تشكل أي خطر على بقية مناطق العمل في المصفاة أو أية منطقة خارجها، مع العلم بأن غاز ثاني كبريتيد الهيدروجين يتشكل نتيجة لعمليات تكسير البترول في هذه الوحدة، ويتم التخلص منه بطريقة آمنة كما هو معتمد في مصافي التكرير المماثلة، وقد ظلت وحدة التشغيل المشار إليها تعمل ولم تتأثر بالحادث».

تجدر الإشارة إلى أن الفقيد فوزي شوشو قد عمل في الشركة لمدة 31 سنة أمضاها كاملة في مصفاة جدة، وقد تلقى خلالها دورات تدريبية وتأهيلية كثيرة، وتميز عمله بالتفاني والإخلاص والتعاون مع زملائه.

وتقدم المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، وفدا من إدارة الشركة وموظفيها لتقديم واجب العزاء والمواساة لذوي الفقيد.

وعبر المهندس خالد الفالح عن عميق تأثره بالحادث، بقوله: «إن الحزن يغمرني وأنا أفقد أخا عزيزا علينا، وأسأل الله لعائلته الصبر والسلوان في مصابهم، وأن يجدوا العزاء في أن الفقيد لاقى ربه وهو يعمل بشرف وإخلاص في خدمة وطنه، وأنا واثق أن هذا هو شعور كل من يعمل في أسرة (أرامكو السعودية)، كما أنهم يشاركونني التصميم على أن يظل الحرص على السلامة دوما في مقدمة أولوياتنا، وستبذل الشركة كل جهد في سبيل حماية موظفيها، وأشكر موظفي المصفاة الذين تعاملوا مع الحادثة بكل مهنية التزموا فيها بخطط الاستجابة للحالات الطارئة، ونحمد المولى على سلامتهم جميعا».

وتشدد «أرامكو السعودية» على التزامها التام بقواعد وأصول السلامة، ولا سيما داخل المعامل والمواقع الصناعية التابعة لها، للمحافظة على الأرواح والممتلكات، وأن موظفيها ملتزمون كذلك باتباع جميع الإجراءات وأخذ الاحتياطات اللازمة أثناء قيامهم بأعمالهم.

وفي هذا السياق، تم تشكيل فريق عمل متخصص ذي مستوى رفيع من قطاعات عدة في الشركة وبمشاركة حكومية للتحقيق في الحادث لمعرفة ظروفه ومسبباته، وتحديد الخطوات التي من شأنها ضمان عدم تكراره مستقبلا.