سيناريوهات فوز سلمان آل خليفة

موفق النويصر

TT

انتزع الشيخ سلمان آل خليفة، يوم الخميس الماضي، رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بحصوله على 33 صوتا من أصل 46 صوتا في انتخابات رئاسة الاتحاد القاري، مقابل 7 أصوات للتايلندي واراوي ماكودي، و6 للإماراتي يوسف السركال، في حين كرر الشيخ سلمان انتصاره في سباق عضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي «فيفا» بحصوله على 28 صوتا مقابل 18 صوتا للقطري حسن الذوادي.

هذه النتيجة وما صاحبها من ردود فعل، جاءت مخالفة لكل التكهنات التي سبقت ليلة الانتخابات، والتي كانت تشير - في مجملها - إلى تقاسم المرشحين الخليجيين (آل خليفة والسركال) معظم أصوات القارة، تاركة بعضها للتايلندي ماكودي؛ مما يؤكد أن هناك قصة لم يقرأها الشارع الرياضي بشكل جيد.

المشهد الأخير من مسرحية الانتخابات الآسيوية أوحى للجميع بوضع سيناريوهات عدة لما حدث، عطفا على المعطيات التي تجمعت لديهم، والتي في مقدمتها، تحول دعم السعودية «المعلن» للسركال بعد أن كانت تدعم آل خليفة في انتخابات 2011 أمام القطري محمد بن همام، كذلك ترشيحها حافظ المدلج ومن ثم تخليها عنه أثناء السباق الانتخابي. وأخيرا تصريحات رئيس الاتحاد الدولي بمعاقبة من يسمح بتدخل ابن همام.

أول هذه السيناريوهات أن الشيخ سلمان آل خليفة استفاد من أخطاء الانتخابات السابقة ضد ابن همام، فابتعد عن الحرب الإعلامية وتفرغ لحصد الأصوات التابعة لشرق وجنوب القارة، باعتبار أن عددا ليس قليلا من أصوات غرب آسيا نجح في استمالتها، يؤكد ذلك رفضه حضور اجتماعات عمان وبيروت وتفرغه لإقناع باقي ممثلي القارة ببرنامجه الانتخابي .

السيناريو الثاني، أن الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي نجح «منفردا» بعلاقاته الشخصية في حصول الشيخ سلمان على معظم أصوات دول شرق آسيا، ردا على مواقف السركال السابقة من صراعه مع ابن همام.

السيناريو الثالث، أن ترشيح السعودي حافظ المدلج كان تكتيكيا؛ بهدف إقناع السركال بالانسحاب لصالحه، ومن ثم تجيير هذه الأصوات لآل خليفة، وفي حال لم ينجح في ذلك، فإن وجوده سيعمل على تفتيت حصة السركال لصالح منافسه، وهو ما حصل بالفعل عندما انسحب المدلج عشية ليلة الانتخابات.

السيناريو الرابع، أن ترشيح المدلج في هذا التوقيت وبهذه الكيفية لم يكن يهدف منه سوى إلى إخراجه من المشهد الرياضي الآسيوي نهائيا، خاصة أن هناك من يقول إن المدلج والسركال واجها ابن همام في مجلس إدارة الاتحاد والمكتب التنفيذي، يؤكد ذلك خوض المدلج الانتخابات منفردا بلا دعم سياسي أو مالي، على الرغم من أن خوضه هذه التجربة كان بطلب من الرئيس العام لرعاية الشباب ممثلا للوطن.

السيناريو الخامس، أن هناك اتفاقا خفيا بين القيادات الرياضية الخليجية المؤثرة، على دعم الشيخ سلمان، مرشحهم الرئيس في انتخابات 2011، على أن لا يظهر في الصورة سوى الشيخ أحمد الفهد، بحكم خلافه المعلن مع القطريين؛ بهدف تضليل معسكر السركال عن حقيقة الأصوات التي إلى جانبه، يؤكد ذلك تصريح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الاتحاد القطري بأن السركال تعرض لطعنة في الظهر.

المؤكد أن جميع السيناريوهات السابقة تحمل في أجزاء منها الكثير من الوجاهة، عطفا على المعطيات والمبررات التي سيقت لأجلها، لكن أيها هو الصحيح، هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة بعد أن تتفكك باقي الخيوط المتشابكة؟ فهل يرجح أحد هذه السيناريوهات أم يظهر لدينا آخر جديد يبدد كل هذه التخرصات؟

[email protected]