قصف المعارضة السورية يتجدد على الهرمل اللبنانية «للضغط» على حزب الله

جعجع يحذر: ما أعلنه نصر الله خطير

TT

تجدد قصف المعارضة السورية على مدينة الهرمل اللبنانية، ذات الأغلبية الشيعية في أقصى شمال شرق لبنان قرب الحدود السورية، أمس، بصواريخ «غراد»، سقط أحدها قرب مدخل مستشفى الهرمل الحكومي، بهدف «الرد على تدخل حزب الله في المعركة، والضغط عليه لسحب قواته من مدينة القصير السورية»، بحسب مصادر المعارضة السورية في المدينة. ومن ناحية ثانية، انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إعلان حزب الله بزعامة حسن نصر الله استعداده لتدريب مقاتلين في سوريا، محذرا من أن ما يقوم به الحزب «خطير جدا وقد يرتب حربا جديدة على لبنان». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أمس بسقوط خمسة صواريخ، مصدرها الأراضي السورية، في تلال محيطة بوادي نهر العاصي في المنطقة الحدودية وصولا إلى محلة العسري ووادي الدبور وموقع مجاور لمزرعة النائب عن كتلة حزب البعث في البرلمان اللبناني عاصم قانصو، وسقط آخر قرب مدخل الطوارئ في مستشفى الهرمل الحكومي ليحدث حالة من الفوضى والهلع بين المرضى والعاملين.

وفي حين أكد مدير المستشفى سيمون ناصر الدين استمرار العمل بشكل طبيعي في سائر أقسام المستشفى الحكومي، لافتا إلى أن المستشفى يستقبل يوميا عشرات الحالات لسوريين، رأى النائب قانصو، المؤيد للنظام السوري، أن ما تتعرض له الهرمل من قصف «على يد العصابات الإرهابية.. محاولة لنقل التوتر والفوضى»، مطالبا الدولة باتخاذ الإجراءات الرادعة.

جاء القصف الصاروخي بعد يومين من سقوط أربعة صواريخ في قرية الشواغير المتاخمة للهرمل، أطلقتها المعارضة السورية. وكانت مصادر ميدانية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الشواغير، التي تبعد 8 كيلومترات عن الحدود السورية «تعرضت لقصف بأربعة صواريخ من نوع غراد، لأول مرة، بعد استهداف مدينة الهرمل ومداخلها». وأشارت المصادر إلى أن الفارق الزمني بين سقوط صاروخ وآخر «لم يتجاوز العشر دقائق»، وأوردت أن الجيش اللبناني «ضرب طوقا أمنيا فور سقوط الصواريخ، ومنع الأهالي من الاقتراب من منطقة سقوطها».

ومن جهة أخرى، أفادت مصادر ميدانية داخل القرى السورية في ريف القصير لـ«الشرق الأوسط»، أن الصواريخ أطلقت من منطقة تسيطر عليها المعارضة شرق حوض العاصي، بمحاذاة مدينة القصير التي تتعرض لهجوم من الجيش النظامي. وأشارت المصادر إلى أن قرى آبل والحمورية والسماقيات والدبوسية الواقعة شرق حوض العاصي، لا تزال في قبضة المعارضة، وأكد أحد المصادر أن المنطقة «باتت منطقة آمنة بالنسبة لمقاتلي الجيش الحر بعد انسحابهم من المنطقة الغربية والشمالية».

وأوضحت المصادر أن «قصف منطقة الهرمل يهدف إلى الرد على تدخل حزب الله في المعركة، والضغط عليه لسحب قواته، وتوجيه رسالة له بأننا قادرون على استهدافكم داخل الأراضي اللبنانية إذا واصلتم جرنا إلى معركة لا نريدها معكم». كما تهدف، بحسب المصادر أيضا، «لحث الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي للضغط على حزب الله لسحب مقاتليه من سوريا».

إلى ذلك، على صعيد الجدل الداخلي اللبناني انتقد جعجع خطاب نصر الله الذي أعلن فيه استعداده للمشاركة في المقاومة في سوريا، فقال: «إذا كان صحيحا أن حزب الله بدأ بإرسال مقاتلين إلى جبهة الجولان لتدريب المقاومة الشعبية، فهل هذه الأرض المسماة لبنان فيها دولة أم لا؟».

واعتبر جعجع أن حزب الله يتصرف وكأن الدولة غير موجودة في لبنان، محذرا من أن «ما يقوم به حزب الله خطير جدا وقد يرتب حربا جديدة على لبنان». ثم توجه إلى نصر الله بالقول: «من أعطاك تفويضا يا سيد حسن لتزج لبنان في هذا الآتون المشتعل في الشرق الأوسط؟» ورأى أن الحزب «يحاول فعل أي شيء لإبقاء نظام الأسد واقفا على رجليه بعيدا عن أي منطق»، وحكومة تصريف الأعمال «لأخذ موقف صريح بهذا الشأن لأن الأوضاع الأمنية تأتي من صلب مهامها قبل فوات الأوان».