صفارات إنذار ومواجهات و65 ثانية حدادا في ذكرى النكبة

أبو مازن من رام الله: لن نسمح بتكرارها أبدا.. أبدا

TT

توقفت حياة فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة في الشوارع والأعمال والبيوت أمس، 65 ثانية بدأت في اللحظة التي دقت فيها الساعة الثانية عشر ظهرا، بعدما دوت صفارات الإنذار، إيذانا بانطلاق فعاليات النكبة الـ65، التي أكد معها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أنها لن تتكرر مرة أخرى أبدا.

وقال أبو مازن في كلمة له بمناسبة النكبة: «نستذكر اليوم، ونذكر بما جرى في أعقاب النكبة عام 1948، فقد خيل لقادة إسرائيل أنهم حققوا مقولتهم (شعب بلا أرض لأرض بلا شعب). أستذكر تلك السنوات المريرة التي عاشها جيلنا، وأقارن بين ما كنا عليه وما نحن فيه، نحن اليوم.. نحن اليوم رقم وحقيقة لا يمكن تجاوزهما، فشعبنا اليوم أكثر وعيا وأكثر وحدة وأكثر تمرسا بالنضال، وأكثر وجودا على الساحة الدولية، متسلحا ببرنامج عمل وطني أقرته مؤسساته الرسمية ويتوافق مع الشرعية الدولية». وأضاف: «لقد انتصرنا على من أرادوا طمس هويتنا وأنكروا حقوقنا وحاولوا نزع الشرعية عنا، إذ لا توجد اليوم دولة في هذا العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة تنكر حقنا المشروع في إقامة دولتنا المستقلة على أراضينا التي احتلت عام 1967».

وأردف مخاطبا شعبه: «أخواتي، إخوتي، أبنائي وبناتي وأحفادي، في ذكرى النكبة نستحضر مرارة الماضي ومعاناته، لنستفيد من التجربة، فلا نسمح بتكرارها أبدا.. أبدا، ولن نراوح ما بين اليأس والأمل، فاليأس ذاهب إلى غير رجعة، والأمل كبير بهذا الشعب الذي أثبت تمسكه بوطنه، فلا فلسطين إلا فلسطين».

وحدد أبو مازن 3 أولويات أمام سلطته، الأولى إنهاء الانقسام، والثانية توفير متطلبات الصمود والبقاء على الأرض بإنهاء الحصار الظالم لقطاع غزة، وبالحفاظ على أمن المواطن ودعم وتشجيع الاستثمار وحركة البناء والعمران، والثالثة رعاية ومساعدة الفلسطينيين في دول اللجوء والشتات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأكد أبو مازن أنه سيظل ينشد سلاما عادلا يضمن الأمن للجميع ودولة على حدود 1967.

وسبق خطاب أبو مازن، بساعات، إطلاق فعاليات النكبة التي بدأت بدوي صفارات الإنذار، في مؤشر على الحزن العام، ودشنت بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلى وسط رام الله. وجاب آلاف من المتظاهرين شوارع رام الله وباقي المدن الفلسطينية في الضفة وغزة يحملون العلم الفلسطيني، ومفاتيح منازلهم، ويرفعون أسماء قراهم التي هجروا منها، وشعارات «لن ننسى» و«ما بنبيع ما بنبيع، حق العودة للجميع». وشاركت مجموعات كشفية في العروض الوطنية التي جابت الشوارع. وأقيمت مهرجانات حاشدة في كل مكان تخللها فقرات فنية بالتزامن بين رام الله وغزة وبيروت. وكانت اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة قد أعلنت عن 3 مهرجانات مركزية في هذه المدن.

وتحولت بعض المظاهرات في رام الله وبيت لحم والخليل إلى اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي على حواجز على مداخلها، ففي غزة تظاهر غاضبون تحت علم فلسطيني كبير رفع كمظلة جمعت بين الفصائل الفلسطينية، وهتف المتظاهرون وهم يحملون مفاتيحهم للعودة إلى أراضي 48.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية: «محتاجون إلى تدعيم ثبات وصمود شعبنا وإطلاق يده في كامل حقوقه، وفي مقدمة ذلك تعزيز صمود اللاجئين والوقوف أمام المشاريع البديلة». وأضاف: «نحن ضد التوطين والوطن البديل والالتفاف على حقوق اللاجئين، ولا خيار سوى عودتنا إلى قرانا ومدننا.. نحيي شعبنا في كل مكان وقواه الفعالة والمقاومة ونقول للاحتلال نحن قادمون بكل حقوقنا وأبنائنا، وأجيالنا قادمة لأرضها ومقدساتها لتعيد البسمة لشعبنا المكلوم». وتابع القول: «نقول للعالم والأونروا والأم المتحدة، لقد ظلمنا كشعب وآن الأوان لمن ظلمنا أن يعيد لنا الحق، ولا نقبل أن تخفض دعمها وحمايتها وخدماتها لشعبنا الفلسطيني».

وفي القدس، أحيا الفلسطينيون هناك الذكرى بطريقتهم، فاشتبكوا مع رجال الشرطة الإسرائيلية في باب العمود وباب الساهرة، وقذفوا بالحجارة والزجاجات باتجاه الشرطة والجيش، الذين ردوا باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز والمطاط.

ويحيي الفلسطينيون هذا اليوم وفي مثل هذا التاريخ من كل عام، ذكرى النكبة التي شردت آلافا من قراهم داخل أراضي 48، إلى الضفة الغربية أو دول عربية.