روما يسعى للتعاقد مع البرازيلي ماركوس روكا والإسباني كوكي

تغريم النادي 50 ألف يورو بسبب هتافات جماهيره ضد بالوتيللي وبواتينغ

TT

تحتاج الثورات دائما إلى الشجاعة والقوة والخشونة في التصرفات والتحركات. وينطبق هذا أيضا على ثورات التجديد في فرق كرة القدم. ولعل هذه الحقيقة تتأكد بشكل واضح بالنظر إلى نادي روما ومديره الرياضي والتر ساباتيني الذي يتحرك حاليا لتدعيم صفوف الفريق في سوق الانتقالات بقوة وحماس وأيضا بأسلوب يتسم ببعض الخشونة مثلما يؤكد وكلاء اللاعبين الذين التقى بهم يوم أول من أمس بشكل شبه سري في مقر النادي. فقد اجتمع ساباتيني مع ريفيلي الابن وكيل أعمال ماركوينهو ومع دي تشيزاري وباولو ألفونسو وكيلي أعمال رافايل.

والمعروف أن ماركوينهو يتفاوض مع نادي روما حاليا من أجل العودة إلى ناديه السابق غريميو، بينما يسعى نادي روما إلى إنهاء صفقة ضم رافايل حارس سانتوس البرازيلي إليه. وقد أوشكت هذه الصفقة على الانتهاء، حيث عرض روما خمسة ملايين يورو لشراء رافايل لكن الأمر يحتاج لبعض الوقت نظرا لأن نادي روما يحتاج إلى حسم مواقف خمسة حراس مرمى لديه. فإذا وافق لوبونت (الذي أوشك عقده على الانتهاء) على تجديد عقده مع روما فإن ذلك يعني أن الحارس الهولندي ستيكلنبرغ سينتقل دون شك إلى الدوري الإنجليزي (نادي فولهام) وأن غويكوتشيا سيعود إلى أميركا الجنوبية، بينما تتبقى مسألة ضم كورتشي وجوليو سيرجو أيضا قيد الدراسة. والشيء الوحيد المؤكد في هذه المسألة هو أن البرازيلي رافايل (23 عاما) سيكون واحدا من حارسي المرمى اللذين ينوي روما شراءهما خلال الصيف الحالي. وفيما يتعلق بسوق الانتقالات يسعى روما أيضا للتعاقد مع اللاعب الإسباني الشاب كوكي (21 عاما) الذي يلعب مع أتليتكو مدريد وشارك بالفعل في جميع المنتخبات الإسبانية للناشئين حتى منتخب تحت 23 عاما. وهناك أيضا لاعب آخر أكثر جاهزية وهو ماركوس روكا مدافع نادي أتليتكو مينيرو الذي شارك لمرة واحدة مع المنتخب البرازيلي. ويواجه روما منافسة قوية على هذه الصفقة مع بروسيا دورتموند الألماني وفي حالة فشل الصفقة فقد يسعى روما لضم اللاعب الشاب والاس المعار إلى تشيلسي الإنجليزي.

من جهة ثانية، كلفت الهتافات العنصرية التي أطلقتها جماهير روما ضد بالوتيللي وبواتينغ لاعبي الميلان، النادي غرامة مالية قدرها 50 ألف يورو مع إنذار. ولأول مرة في إيطاليا، اتخذ الحكم روكي قرار تعليق المباراة لمدة دقيقتين بسبب الهتافات العنصرية. وواجه أتلانتا واليوفي العقوبة ذاتها بدفع نفس قيمة الغرامة المالية لما حدث من أعمال شغب على ملعب أزوري بإيطاليا الأربعاء الماضي في إطار الجولة الـ36 من الدوري. وعلى أي حال، استفاد روما من قرار تخفيف العقوبة لتعاونه مع قوات الأمن في منع القائمين بهذه التصرفات المشينة، ولكنه حصل على إنذار لتكرر الفعل ذاته.

وأعطى القاضي الرياضي جانباولو توسيل إشارات واضحة، من خلال أحكام صارمة (في إطار المتوقع دائما وفقا لمعايير القضاء الرياضي). وفي الوقت ذاته، قال جانكارلو أباتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم: «الغرامات المادية باتت طريقة لا تؤدي لحل المشكلة، نظرا لأن بعض المشجعين لا يعنيهم في شيء تغريم النادي 10 أو 20 ألف يورو، بل إنه يحدد موقفه من النادي نفسه؛ ولهذا سنلجأ إلى إغلاق قطاعات الاستاد التي تشهد هتافات عنصرية. وهذه علامة قوية نرغب في تركها، وستتبعها عقوبة إغلاق الاستاد بالكامل في مباراة من دون جماهير».

وكانت وزيرة الشباب والرياضة الإيطالية جوزيفا إيدم أول من يعقب على الأمر، قائلة: «يتورط الاستاد مرة أخرى في قلب الأحداث غير الرياضية للأسف بل التي تتعلق بتصرفات مشينة يقوم بها (16) مشجعا». ويضيف أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان، قائلا: «هذه القصة يجب أن تنتهي، إنها حقا عار على الكرة الإيطالية». واتفق الغاني بواتينغ معه، قائلا: «العنصرية هي ظاهرة معقدة جدا، وعلينا التصدي لها جميعا داخل وخارج الملعب». وحلل داميانو توماسي، رئيس جمعية اللاعبين الإيطاليين، الأمر من المنظور ذاته، قائلا: «الانطباع أن في بعض الأماكن بالاستاد يمكن القيام فيها بأي شيء. ومن المهم أن نجعل هؤلاء المشجعين يشعرون بضآلتهم». بينما دعا كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو باللجوء إلى تعليق المباريات. واختتم تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي التعقيب على العنصرية، قائلا: «هناك الآن إجراء جيد يمنح الحكم حق تعليق المباراة وإيقافها مباشرة. وليست المشكلة في بالوتيللي، ولكن في إيقاف مثل هذه التصرفات».

بينما غرد بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على موقع «تويتر»، معربا عن فزعه من الهتافات العنصرية ضد بالوتيللي. وتحدد بالفعل موعد اجتماع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في لندن يوم 25 مايو (أيار) الحالي، وسيطلب فيه رئيسه الفرنسي بلاتيني التصديق على القوانين الجديدة المناهضة للعنصرية، مع توجيه دعوة رسمية لـ53 دولة أوروبية لقبول تطبيق القانون، ليس في بطولات الكأس فقط، ولكن في الدوريات المحلية أيضا. وتدل تصريحات أبيتي على موافقة إيطاليا بالفعل على هذه القوانين الجديدة. ونستعرض فيما يلي الجوانب الجديدة من القانون المناهض للعنصرية.

وسيواجه أي لاعب أو مدرب أو مدير متهم بالعنصرية عقوبة الإيقاف لـ10مباريات على الأقل، أي أن إهانة عنصرية مثل «أسود قذر» موجهة بقوة للخصم تكلف غيابه ثلث الموسم. وبالطبع، قد يكون التأديب أفضل، ولكن الرجال المهذبين لا يحتاجون «تهديدات».