اليمن: تعليق الحوار الوطني بعد مقتل شابين جنوبيين في صنعاء

قائد «الجوية»: «سوخوي» أسقطت بالرصاص

TT

علقت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن أعمال المؤتمر ليوم واحد؛ احتجاجا على مقتل شابين جنوبيين في صنعاء على يد مسلحين في موكب زفاف، في وقت أجرى فيه الرئيس هادي مباحثات مع السفير الأميركي بشأن التسوية السياسية، في الوقت الذي اغتال فيه مسلحون مجهولون ضابطا كبيرا في جهاز المخابرات بمحافظة حضرموت.

وقالت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني، في بيان صادر عنها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن المؤتمر وقف أمام الأحداث الأمنية والجنائية التي حدثت الأيام الماضية في عدد من المحافظات، وفي المقدمة مقتل الشابين حسن جعفر أمان وخالد محمد الخطيب في «اعتداء غاشم أودى بحياتهما برصاص مسلحين مساء أول من أمس (الخميس الماضي) في العاصمة صنعاء»، وأضاف البيان أن «هيئة رئاسة وأعضاء المؤتمر يعبران عن إدانتهما واستنكارهما الشديدين لهذا العمل الإجرامي، ويطالبون السلطات الأمنية القيام بواجبها في إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن تطبيقا للقانون»، وأن «هذه الأفعال الإجرامية أعمال مرفوضة من الجميع، ولن تثني المؤتمر عن مواصلة أعماله من أجل بناء دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع أمام القانون».

وقتل الشابان العدنيان أثناء تجاوزهما بسيارتهما موكب زفاف لأسرة «آل عواض» في شارع الخمسين بصنعاء.. الأمر الذي استفز بعض المسلحين المرافقين لموكب الزفاف الذين أطلقوا وابلا من النيران على سيارة الشابين، مما أدى إلى مقتلهما على الفور، وقد أثارت هذه القضية ضجة في الشارع اليمني، خاصة في ظل المخاوف من استغلالها من قبل القوى المتطرفة في الحراك الجنوبي لتأجيج الصراع وإفشال مساعي استمرار الحوار الوطني، وقال مصدر في مؤتمر الحوار لـ«الشرق الأوسط» إن عملية تعليق جلسات المؤتمر قد تستمر حتى تسليم القتلة و«إخماد الفتنة».إلى ذلك، رحب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير بشأن تمديد الحظر على المعرقلين للتسوية السياسية في اليمن، وبحث هادي، أمس، مع السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، العلاقات بين واشنطن وصنعاء و«طبيعة وأهداف تمديد الأمر التنفيذي للرئيس باراك أوباما وفقا للسلطة المخولة له، وقوانين الولايات المتحدة الأميركية المتضمنة قانون القوى الاقتصادية وقانون الطوارئ الوطني، والهادفة إلى تجميد الأصول والمصالح والممتلكات في الولايات المتحدة وغيرها ضد الذين يثبت عرقلتهم للمبادرة الخليجية.

وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن قرار الرئيس أوباما يتوافق مع القرارات الأممية الخاصة بتسوية الأزمة في اليمن، وإن «القرار جاء استشعارا لخطورة ما تواجهه التسوية السياسية في اليمن، وتأكيدا على استمرار المخاطر التي تعترض المبادرة الخليجية»، ويعتبر القانون الذي مدده أوباما أن «المعرقلين للعملية السياسية في اليمن يشكلون تهديدا غير عادي واستثنائيا للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية، وبذلك أعلن الرئيس الأميركي حالة طوارئ وطنية للتعامل مع هذا التهديد»، وصدر القانون في مايو (أيار) عام 2012 من أجل «كبح جماح من يحاولون عرقلة التسوية السياسية في اليمن ويهددون أمنه واستقراره ووحدته».

من ناحية ثانية، وعقب سقوط عدد من الطائرات العسكرية على مناطق آهلة بالسكان، قام الرئيس اليمني ومعه وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد بزيارة إلى قاعدة الديلمي الجوية الرئيسية في صنعاء، وقال إن «ما يحصل من حوادث في القوات الجوية وخلال فترة زمنية وجيزة يؤكد أن هناك بؤرا جرثومية تعمل على تخريب هذه الوحدة العسكرية الهامة، ولكنها لن تتمكن في النهاية من تحقيق غاياتها، وسيتم استئصالها».

وقال ضابط يمني رفيع المستوى إن القوة الجوية في بلاده تتعرض لعملية «تخريب ممنهجة» تشمل كوادرها، وذلك في أعقاب تحطم مقاتلة من طراز «سوخوي» قبل أيام في صنعاء. وأضاف اللواء طيار راشد الجند قائد القوة الجوية في مقابلة مع قناة «السعيدة» اليمنية أن مقاتلة «سوخوي22» التي أسقطت في الضاحية الجنوبية لصنعاء الاثنين الماضي تعرضت لإطلاق نار من الأرض، حيث أصيب هيكلها بعدة طلقات أصابت أحدها الصندوق الأسود.

وتابع: «أرجح أن يكون الطيار قتل إثر إصابة مباشرة بطلق ناري، وبحسب شهود عيان فإن الطائرة تصاعد منها دخان أبيض وهي تهوي وانفجرت على ارتفاع خمسين مترا». وأوضح الجند أن «طائرة النقل العسكرية من طراز (أنطونوف) التي تحطمت فوق حي الحصبة شمال صنعاء في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 وقضى فيها عشرة طيارين، تعرضت لإطلاق نار تسبب في إشعال النار في أحد محركاتها ثم تحطمها».

وقال الجند إن «ثلاث عمليات متتالية في 17 و21 و28 نوفمبر 2012 استهدفت ثلاث طائرات بينها الـ(أنطونوف)، ومروحية تعرضت لإطلاق نار أثناء عودتها من صعدة بينما كانت بالقرب من مطار صنعاء».

في موضوع آخر، تتواصل عمليات الاغتيالات التي يتعرض لها ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في أكثر من محافظة يمنية، وبالأخص في المحافظات الجنوبية، وقالت مصادر أمنية إن العقيد عبد الله سالمين نصيب الرباكي (56 عاما)، الذي يعمل في الجهاز بمحافظة حضرموت، لقي مصرعه على يد مسلحين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية في مدينة المكلا، ويتعرض منتسبو الأجهزة الأمنية في جنوب اليمن وفي صنعاء للتصفية الممنهجة والمتواصلة على يد عناصر مجهولة تستخدم في الغالب الدراجات النارية لتنفيذ عملياتها بسبب سهولة تحركها وفرارها في الشوارع الضيقة والأزقة، وحتى اللحظة لم تكشف السلطات اليمنية عن المتورطين في هذه الأعمال التي طالت أكثر من 100 ضابط في أجهزة الأمن والمخابرات والجيش، في حين يعتقد أن تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة هو المشتبه الرئيسي بضلوعه في هذه الجرائم.