كيف نسمي ما حدث ثورة؟

TT

* تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «هل تصلح الثورة لشعوبنا؟»، المنشور بتاريخ 17 مايو (أيار) الحالي، أقول: نحن نفتقر إلى القدرة على استيلاد الفكرة التي تشكل النواة الأولى التي يبنى عليها أساس يمكن التوسع فيه والبناء عليه حتى يكتمل ويصبح إنجازا يعم خيره على الناس. نحن نعيش حالة من التفرد في الفكر وعدم الرغبة في المشاركة وانعدام الثقة البينية من أضيق حلقاتها في الأسرة الواحدة، حتى أصبحت على ما هي عليه الآن من تناقضات جعلتنا زمرا لا تتماثل إلا في ادعاء الفضيلة التي يمارسها كل على طريقته بشكل لا يمكن التلاقي عنده. لقد توقفت كثيرا عند مصطلح «الثورة» التي تعزف ألحانها على مساحة العالم العربي والتي تعددت راياتها وتباينت شعاراتها حتى أصبحت كتلا تتناطح فيما بينها لدرجة أنه بات من المستحيل أن تأخذ جانب المتفرج الذي ينأى بنفسه هربا من الانغماس في ما لا يمكن فهمه، فتجد نفسك غاضبا ساخطا ناقما على كل ما يدور حولك، غير أنك مع هذا كله تجد نفسك محسوبا على فئة تجعلك خصما لكل من سواها وفي النهاية نجد أننا لم نحقق شيئا سوى أننا دفعنا الثمن غاليا لنخرج من حالة فرضت علينا إلى حالة أسوأ فرضناها على أنفسنا، فهل يصح أن نسمي ما جرى في دول الربيع العربي ثورة؟ وهل تلتقي يوما ما الزمر الثائرة على هدف واحد؟

عبد الله محمد - أميركا ami - [email protected]