يعمل هذا الفيروس القاتل على نار هادئة بين ظهرانينا، بينما تعكف الجهات الصحية في بلدان العالم وبينها دول مجلس التعاون الخليجي على إجراءات المراقبة والتحري والتوعية الصحية، وقد أجبر الجهات الصحية في شرق السعودية على أن تأخذ فعاليات نشطة للحد من انتشاره.
إنه فيروس «كورونا» التاجي الجديد، الذي تؤدي الإصابة به لظهور التهاب رئوي حاد. وأغلب الظن أن هذا الفيروس مكمنه الحيوانات وأغلب المصابين الأولين لهم علاقة مباشرة مع الحيوانات كمربين. ويسبب هذا الفيروس التهابا رئويا حادا، وكما تقول الهيئة العالمية لمنظمة الصحة العالمية فإنه يشبه فيروس «السارس» (الذي أيضا يلهب الرئة)، ومن حينها أرسلت تنبيها إلى الجهات المختصة بعدما أصيب أحد الرعايا القطريين بهذا الفيروس بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية.
* الأعراض
* تتمثل أعراض المرض في حمى شديدة، وآلام في المفاصل والرأس والجسم، وكحة ناشفة، وتمتد الأعراض إلى التهاب رئوي حاد. وفي الأشهر الماضية وجدنا ارتفاعا غير عادي في حالات الإنفلونزا من مختلف الأعمار ونراقب يوميا التغيرات في صور الدم والمؤشرات الالتهابية، ولكن لم يخطر ببال أحد أن إحداها قد تكون ضمن إطار هذا الالتهاب الفيروسي، وقد وجدنا غالبا ارتفاعا في كريات الدم البيضاء من نوع المفصصة neutrophils والدالة على التهاب بكتيري ولكن في الوقت نفسه ترتفع معدلات الكريات الأحادية النواة moncytes إلى 30 في المائة، كما نلحظ نشاط الخلايا اللمفاوية في نفس الإطار بحيث يعطينا دلالة على العدوى المخلوطة بين البكتيرية والفيروسية.
العدوى وبالعودة إلى هذا الفيروس فهو ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ التنفسي بعد العطاس والكحة التي تصل إلى الأنف والفم وقد تنتقل عن طريق القبلة والمعانقة أو استخدام أدوات الشرب والأكل وكذلك عند الاتساخ بالطراش، ويبقى في البراز فاعلا لمدة 4 أيام، أما في البصاق والبلغم فيبقى 7 أيام نشطا. ولكن الوقت الذي يصل فيه الفيروس إلى أعلى مستوياته في الإفرازات هو اليوم الخامس بعد بدء المرض. وللفيروس فترة حضانة تمتد من يومين إلى 14 يوما، تبدأ بالسعال والحرارة والكحة الناشفة والرعشة، وتصل بعد يومين إلى أسبوع إلى التهاب رئوي حاد وضيق وصعوبة في التنفس إلى درجة أن يحتاج المصاب إلى التنفس الاصطناعي، وقد بدأت الأوساط العلمية تتحدث عن علاجات فاعلة مثل interferon a2b + ribavirin، lopinavir وكلها علاجات معروفة مضادة للفيروسات فمنها ما يستخدم ضد مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع «جي» وهي متداولة وموجودة في المملكة، وتوفرها وزارة الصحة السعودية.
* الوقاية
* من الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس، ينصح باستخدام كمام الوجه للمصاب وللزائر، وكذلك غسل اليدين بالماء والصابون للتقليل من الإصابة، والأفضل العزل للمريض.