فيلم هالة لطفي «الخروج إلى النهار» أفضل فيلم أفريقي في مهرجان ميلانو

فيلم يحاكي الواقع المصري ويحصد جوائز عالمية

مشهد من فيلم «الخروج إلى النهار»
TT

واصل الفيلم المصري الروائي «الخروج إلى النهار» نجاحاته المتوالية وحصده للجوائز الفنية، بعدما نال جائزة أفضل فيلم أفريقي بمهرجان ميلانو للسينما الأفريقية واللاتينية والآسيوية في دورته الـ‏23 الذي اختتمت فعالياته أول من أمس.‏ ولاقى الفيلم اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام الإيطالية‏ وإشادة كبيرة من النقاد بمخرجته الناشئة هالة لطفي، كونها اقتربت بقصة الفيلم من الواقع المصري وهمومه والمشاكل الاجتماعية التي يعانيها عدد كبير من المصريين.

ويعد الفيلم من نوعية الأفلام الروائية الطويلة، وهو بمثابة رسالة تقترب من الإنسان المصري في يومياته الصعبة، لكن بشكل بعيد عن التحولات السياسية والاجتماعية التي تعيشها مصر، حيث تدور أحداثه حول فتاة في منتصف الثلاثينات من عمرها، لم تتزوج وتعيش مع أمها التي تعمل ممرضة، وأبيها القعيد الذي لم يعد يدرك ما حوله بعد إصابته بجلطة في المخ.

وتمكث الفتاة، التي لا تعمل، في المنزل للعناية بالأب، وتتضح العلاقات بين أفراد الأسرة الفقيرة التي تقطن أحد أحياء القاهرة الشعبية من خلال عدد من الأفعال الرتيبة المتكررة ببطء، مثل إطعام الأب المريض والعناية به.

ويسلط الفيلم الضوء على مشاكل الفتاة في التعبير عن مشاعرها وأحلامها في ظل عدم زواجها، وكيف أن في داخلها ثورة مكبوتة تعبر عنها بأغنيات وصوت أم كلثوم، لكنها في النهاية تقبل هذا الواقع وتحاول التعايش معه.

واعتبرت المخرجة هالة لطفي أن فيلمها، الذي أنتج عام 2012 ويدور في 96 دقيقة، يندرج ضمن الأفلام المعقدة التي تعتمد على المشاهد والتعبيرات التي تختلف تماما عن تلك المستعملة في الأفلام ذات البعد التجاري، كما أنها تعتبر فوز فيلمها بالجوائز يعد تتويجا للسينما العربية المستقلة، وأنه سيكون حافزا كبيرا للنهوض بهذا النوع من السينما والاهتمام بالمواضيع الجادة التي تحاكي الواقع كما هو.

وتخرجت هالة لطفي في معهد السينما بمصر عام 1999 وأنجزت من قبل فيلمين وثائقيين، الأول «عن المشاعر المتلبدة» في عام 2005، والثاني «عرب أميركا اللاتينية» في عام 2006.

وشارك فيلمها الجديد «الخروج إلى النهار» من قبل في عدد من المهرجانات السينمائية التي حصل فيها على عدد من الجوائز، حيث حصل على جائزة أفضل فيلم طويل في ختام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وجائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق جديدة بمهرجان أبوظبي السينمائي 2012، وجائزة التانيت البرونزي أيام قرطاج 2012، كما شارك في الدورة التاسعة الرسمية من مهرجان «لقاء الصورة» الذي نظمه المعهد الفرنسي بالقاهرة الشهر الماضي.

ويستعد الفيلم للمشاركة الشهر المقبل في مسابقة المخرجين الجدد في مهرجان سياتل الدولي السينمائي في الولايات المتحدة، وفي اللقاءات الدولية للسينمات العربية في مرسيليا الفرنسية.