.. والياباني كوري - إيدا هيروكازو يعود للحكايات العائلية أيضا

«الابن كأبيه» للمخرج الياباني كوري-إيدا هيروكازو
TT

Like Father Like Son (4*)

* فيلم المخرج الياباني كوري - إيدا هيروكازو يأتي في وقته المناسب منضما إلى جملة الأفلام المتسابقة التي تبحث في المتاعب العائلية. وهو وجد، في «الابن كأبيه»، زاوية مختلفة للحديث عن عائلتين تجمعهما معضلة واحدة: لقد أقدمت ممرضة في لحظة غيظ على إبدال وليد ذكر لعائلة بوليد ذكر لعائلة أخرى وكتمت فعلها إلى ما بعد الساعة الأولى من عرض هذا الفيلم الذي تبلغ مدة عرضه ساعتين.

الفيلم يأتي على ذكر السبب (واهنا في مجمله)، لكنه يبني عليه الوضع بأسره. ففحص طبي يظهر أن لا نونوميا (فوكوياما ماساهارو)، ولا زوجته ميدوري (أونو ماشيكو) هما والدا هذا الطفل النابع الذي بلغ ست سنوات من العيش المترف بينهما. وبالبحث، تم الاهتداء (سريعا!) إلى طفل آخر اعتقد أهله أنه ابنهما، بينما هو ابن العائلة الأولى. الابن الأول، واسمه كايتا ينعم ببحبوحة والديه المعيشية. يعيشان في فيللا كبيرة (ولو أننا نشاهد بعض غرفها فقط) ويتعلم لعب البيانو. سيكشف الفيلم لاحقا أنه كان مفتقدا حضور أبيه المشغول بعمله في المكتب طوال الوقت. الثاني، واسمه المختصر رايو، يعيش بين أشقائه المنتمين إلى عائلة أقل يسرا، لكنها الأكثر تلاحما وألفة. والعائلتان توافقان على عملية استبدال، فتأخذ كل عائلة ابنها الخاص بها.

إذ تتم العملية، تكشف عن أوضاع أخرى، خصوصا في معسكر العائلة الثرية، فهما رغم محاولتهما التأقلم مع الوضع الجديد وقوبل رايو كابنهما، فإن قلب الأم والأب ما زال مع الطفل كايتا الذي ودعاه. في المعسكر الآخر، فإن الوضع ليس متأزما، لأن الأب يعرف سرا لا يعرفه نونوميا ويطلعه عليه: «عليك أن تكون حاضرا لابنك. كل واحد يستطيع أن يكون مكانك في العمل، لكن ابنك ليس لديه أب آخر سواك».

معالجة هيروكازو سهلة. المونتاج هنا مرتاح أكثر بكثير من ذاك الممارس في فيلم فرهادي، لكن المشكلة ليست أقل أهميـة. هذا فيلم عن تمزق أسري مختلف. الزوجان متعاطفان وباقيان معا ومشتركان في مواجهة الأزمة الناتجة. كذلك، يلقي الفيلم ظلاله على الولدين من حيث صعوبة قبولهما وتأقلمهما. في واحد من المشاهد، يبدأ رايو بقبول الوضع الجديد. نراه يلعب مع أبيه نونوميا قبل أن يقرر في لحظة مراجعة تناسب عمره، الهروب إلى أبيه الآخر. هذا في قمـة شعور نانوميا بأنه بات محروما من ابنه الذي ليس منه بيولوجيا. لا يسقط الفيلم في أي ميلودراما، لكنه يطول قليلا عما كان يجب أن يكون عليه. أيضا لا يساعد المشاهد حقيقة أن الولدين متشابهان كملامح إلى حد يدفعه للخلط بينهما. كان الأجدى لو كانا مختلفين ما داما في الواقع ليسا شقيقين.