تغييرات كبيرة بمناصب المدربين في أندية القمة بأوروبا

أنشيلوتي في طريقه لريال مدريد ومورينهو نحو العودة لتشيلسي وبيليغريني مطلوب في سيتي وبرشلونة

TT

مع انتهاء منافسات الموسم الحالي من مسابقات كرة القدم في معظم بلدان القارة الأوروبية، بدأت إدارات الأندية حركة غير معتادة لغربلة إداراتها الفنية باستبدال مدربيها الذين فشلوا في مهمتهم أو تعويض آخرين قرروا الاعتزال أو الرحيل.

وعلى عكس سوق انتقالات اللاعبين التي دائما ما تشد الانتباه، أصبح التركيز مع بداية هذا الصيف على حركة المدربين.

في إنجلترا حسم نادي مانشستر يونايتد المتوج بطلا للدوري الممتاز مستقبل إدارته الفنية مبكرا عقب إعلان السير أليكس فيرغسون اعتزال التدريب بنهاية الموسم بعد مشوار حافل بالإنجازات لمدة 26 عاما، وقام بتعيين ديفيد مويز مدربا للفريق بعقد لمدة ستة أعوام.

وسيتولى مويز الذي ترك إيفرتون بنهاية الموسم أول من أمس تدريب يونايتد اعتبارا من الأول من يوليو (تموز).

أما الجار مانشستر سيتي الذي فقد لقب بطل الدوري لصالح غريمه يونايتد، وخرج من جميع البطولات دون إنجاز، فقد أعلن إقالة مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني، وما زال يجري مفاوضات مع التشيلي مانويل بيليغريني مدرب ملقه الإسباني لخلافته، لكن الأخير أيضا مرشح لتدريب برشلونة في حال لم يستطع فيلانوفا المريض الاستمرار مع الفريق الكتالوني.

أما قطب الدوري الإنجليزي الثالث تشيلسي والذي حصد المركز الثالث وانتزع بطولة دوري أوروبا تحت قيادة مدربه الإسباني رافاييل بينيتيز، فقد كان يخطط لإنهاء ارتباطه بالمدير الفني منذ تعيينه خلفا للإيطالي دي ماتيو، على أمل استعادة مدربه القدير البرتغالي جوزيه مورينهو.

وكان واضحا منذ البداية أن تعاقد بينيتيز مع تشيلسي ينتهي بنهاية الموسم الحالي لأنه لم يلق القبول مطلقا من مشجعي الفريق الذين لم يصفحوا عنه بسبب التصريحات التي أطلقها ضد تشيلسي عندما كان مديرا فنيا لفريق ليفربول الإنجليزي.

واختتم بينيتيز مسيرته مع تشيلسي بالفوز على ضيفه إيفرتون ليستكمل الهدية التي قدمها إلى أنصار الفريق بالتأهل المباشر إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل بعدما قاد الفريق أيضا للقب جديد هو لقب الدوري الأوروبي، وليصبح ثاني مدرب فقط في التاريخ يفوز بلقب هذه البطولة مع ناديين مختلفين بعدما قاد بلنسية الإسباني للقب في عام 2004 عندما كانت تقام تحت اسم كأس الاتحاد الأوروبي.

لكن إنجاز بينيتيز فتح له أبوابا كثيرة، حيث بات مطلوبا في عدة أندية بإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، أبرزها إيفرتون ونابولي وملقه في حالة رحيل بيلغريني عن الأخير.

وفي إسبانيا، تتجه الأنظار نحو مدربي قطبي الدوري في برشلونة وريال مدريد، حيث تردد أن الفريق الكتالوني (بطل الدوري) يتطلع للبحث عن بديل في حال لم يتعاف مدربه تيتو فيلانوفا بشكل كامل من الإصابة بسرطان الحلق، فيما بات ريال مدريد على يقين من مغادرة مدربه جوزيه مورينهو بعد عام ساءت فيه علاقة الأخير مع الجميع إضافة للخروج من جميع البطولات دون ألقاب.

وما زال فيلانوفا يخضع للعلاج في نيويورك الأميركية التي زارها للمرة الثالثة قبل أيام، ولم يتضح ما إذا كان سيحتاج مزيدا من العلاج.

وأوضحت مصادر مقربة من برشلونة أن النادي أجرى اتصالات بالفعل مع مانويل بيليغريني المدير الفني لملقة، ولكن الأخير تلقى عرضا سخيا من مانشستر سيتي الإنجليزي، وهو ما سيصعب المهمة بشكل كبير. ومن بين المرشحين الآخرين لخلافة فيلانوفا، يورغن كلوب مدرب بروسيا دورتموند الألماني ومارسيلو بييلسا مدرب أتليتك بيلباو، بجانب لويس إنريكيه وأوسكار جارسيا لاعبي برشلونة سابقا.

أما في ريال مدريد فبات من المؤكد رحيل المدير الفني جوزيه مورينهو عن الفريق، وعقد مجلس الإدارة اجتماعا أمس لحسم الموقف واستعراض البدائل.

وكانت خسارة ريال مدريد أمام جاره اللدود أتليتكو مدريد (1 - 2) يوم الجمعة الماضي في المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية، وخروج الفريق خالي الوفاض هذا الموسم من مسابقة الدوري ودوري أبطال أوروبا بمثابة ضربة موجعة للنادي الذي كان مرشحا لحصد الثلاثية. وكان نادي باريس سان جيرمان بطل الدوري الفرنسي قد أكد على أن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي طلب الرحيل من منصب المدير الفني استعدادا للانتقال إلى ريال مدريد.

ولا يعتقد أن أحدا في ريال مدريد على استعداد للدفاع عن مورينهو بعد موسم بلا ألقاب كبيرة اختلط فيه الفشل بالغضب والمزاج العام السيئ والخلافات الحادة بين المدير الفني ومجموعة من أبرز نجوم الفريق، ليجد مورينهو نفسه بلا دعم حقيقي داخل النادي الملكي.

وقبل ثلاث سنوات فقط، تولى مورينهو تدريب الفريق الملكي لكرة القدم ووجد كل الدعم والمساندة من قبل إدارة النادي والجماهير ولاعبي الفريق وتمسك مورينيو بكل الصلاحيات والسلطات فلم يمض عليه الموسم الأول حتى أطاح بالأرجنتيني خورخي فالدانو مدير النادي بعدما كان الوحيد الذي ينازعه بعض الصلاحيات.

لكن المدرب البرتغالي، المعروف بلقب «سبيشال وان»، وجد نفسه وحيدا الآن بلا أي دعم في النادي بعد موسم أخفق خلاله في مختلف البطولات، حيث احتل المركز الثاني في الدوري الإسباني وحل ثانيا أيضا في كأس ملك إسبانيا بالهزيمة أمام أتليتكو مدريد في المباراة النهائية للبطولة كما ودع قبلها بطولة دوري أبطال أوروبا بالهزيمة أمام بروسيا دورتموند الألماني في المربع الذهبي للبطولة.

ولذلك، أصبح رحيل مورينهو من تدريب الفريق أمرا وشيكا. ويرى كثيرون أنه يقضي الآن أيامه الأخيرة في النادي الملكي.

والحقيقة أن كثيرا من وسائل الإعلام الإسبانية أكدت أن فلورنتينو بيريز رئيس النادي والذي وصفه مورينهو دائما بأنه «صديق» اتخذ قرار الإطاحة بمورينهو حتى قبل نهاية الموسم.

وعلى مدار ثلاث سنوات قضاها مورينهو مع الفريق، تحول هذا المدرب البرتغالي إلى الآمر الناهي في الفريق والنادي ولم يكتف بإبعاد فالدانو من الإدارة، بل أطاح أيضا بالطبيب خوان كارلوس هيرنانديز الذي ظل مع الفريق طوال العقد الماضي وكذلك بالطباخ تشيتشو بعدما دأبا على الوشاية به أو انتقاده في كل مكان سواء أمام اللاعبين أو الإدارة أو وسائل الإعلام.

وتعالت حدة الانتقادات لمورينهو مع خروج الفريق صفر اليدين من بطولة دوري الأبطال ثم اكتملت الصورة بالسقوط في نهائي كأس ملك إسبانيا والتي كانت الأمل الأخير للفريق بعدما تبدد حلم الدوري الإسباني مبكرا.

وسكب مورينهو مزيدا من الوقود على النار المشتعلة في النادي الملكي من خلال تصريحاته المستفزة والنارية في المؤتمرات الصحافية وتجدد المشكلات الداخلية بينه وبين نجوم الفريق وخصوصا كاسياس ثم المدافع البرتغالي بيبي مؤخرا.

ولم يسلم البرتغالي الآخر كريستيانو رونالدو أبرز نجوم الفريق من نار المشكلات مع مورينهو رغم أنه كان مع بيبي الأقرب إلى المدرب البرتغالي. وبينما وجه بيريز دعوة في مطلع مايو الحالي إلى الجميع بالتوحد سويا من أجل مصلحة النادي مشيرا إلى ضرورة التماسك بين اللاعبين وأعضاء الفريق، استغل مورينهو مؤتمرا صحافيا في اليوم التالي مباشرة وانتقد كاسياس مجددا كما لجأ لتوسيع هوة الخلاف مع بيبي قائلا: «من الصعب على لاعب في الحادية والثلاثين من عمره أن يطيح به لاعب في التاسعة عشر».

وإلى الآن يتردد اسم أنشيلوتي بديلا لمورينهو، لكن الأول الذي قاد سان جيرمان للقب الفرنسي بعد غياب 19 عاما ما زال مرتبطا بعقد مع فريقه يمتد إلى نهاية موسم 2014.

وفي ألمانيا ورغم قيادة يوب هاينكس بايرن ميونيخ للفوز بلقبي الدوري والكأس المحليين والتأهل لنهائي دوري الأبطال حيث يلتقي دورتموند السبت المقبل سعيا للثلاثية، إلا أن إدارة النادي قررت الاستغناء عنه والتعاقد مع الإسباني جويب غوارديولا مدرب برشلونة السابق. ووضع هاينكس إدارة ناديه في حرج بالإنجازات التي حققها فتم عرض منصب مستشار عليه حتى لا تثور الجماهير غضبا.

وفي إيطاليا يبدو أن كثيرا من الأندية الكبرى في طريقها لإجراء تغييرات بأجهزتها الفنية. فقد أعلن والتر ماتزاري مدرب نابولي، وصيف البطولة، عن رحيله عن منصبه أمس بعد هزيمة فريقه 1 / 2 أمام روما في مباراته الأخيرة بالموسم وهو ما لم يغير وضع الفريق بالترتيب النهائي خلف يوفنتوس.

ونقل نابولي عن ماتزاري قوله: «لقد انتهت فترة عملي مع نابولي.. وحان الوقت لكي أحظى بلحظة تفكير. إن نابولي مكان رائع. ولكنني سأغادر لأنه بعد أربعة أعوام من العمل هنا، أصبحت بحاجة لحافز جديد وكذلك الحال بالنسبة للاعبين».

وأضاف: «لقد قمت بتحية اللاعبين ورئيس النادي (أوريليو دي لاورينتيس) في غرف تغيير الملابس، وقد تأثرت بشدة وعانقت الجميع».

من ناحية أخرى، طاردت شائعات الإقالة مدرب إيه سي ميلان، ماسيميليانو اليجري خلال موسمه الثالث مع الفريق والذي بدأه ببيع مهاجمه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والمدافع البرازيلي تياجو سيلفا ولكنه أنهاه في المركز الثالث بترتيب الدوري بعد فوزه 2 / 1 على الهابط سيينا.

ولا يبدو أن رئيس ميلان سيلفيو برلسكوني ومديره أدريانو جالياني متفقان حول مستقبل اليجري مع الفريق، والذي يتوجب حسمه هذا الأسبوع.

وفي الوقت الذي نجح فيه ميلان في حجز بطاقة التأهل الثالثة الأخيرة لدوري الأبطال للموسم المقبل، فقد أنهى جاره إنتر ميلان الموسم في المركز التاسع، مما يوحي بأن فرص مدرب الفريق أندريا ستراماتشيوني ضعيفة جدا للبقاء بمنصبه.

وقال ستراماتشيوني: «أعرف مستقبلي بالفعل.. ولكن من المنصف أن نترك لرئيس إنتر (ماسيمو موراتي) مهمة الحديث عن مستقبل النادي».

وفي حالة إقالة ستراماتشيوني من تدريب إنتر بالفعل، قد يكون ماتزاري من الخيارات المطروحة أمام الفريق.

أما روما الذي أنهى موسمه في المركز السادس بالدوري الإيطالي، ولكنه يستطيع إنقاذ الموسم الأحد المقبل في نهائي مسابقة الكأس والذي يستطيع من خلاله التأهل لمسابقة الدوري الأوروبي، فقد تكون هذه البطولة طوق نجاة للمدرب أوريليو أندرياتزولي الذي تمت ترقيته من منصب مساعد المدرب ليكون مدربا خلفا لزدينيك زيمان في فبراير الماضي، ولكن لا يبدو بقاؤه مرجحا مع ترشيح كل من ماتزاري واليجري لخلافته.