تأهل بايرن ميونيخ ودورتموند لنهائي دوري أبطال أوروبا يعيد البريق للكرة الألمانية

الإيطالي ريتزولي يدير المباراة النهائية على استاد ويمبلي الشهير السبت المقبل

TT

عندما يلتقي بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند الألمانيان، يوم السبت المقبل، على استاد «ويمبلي» الشهير بالعاصمة البريطانية لندن، في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. لن تقتصر المكاسب على كل من الفريقين، وإنما قد تكون هذه المباراة بمثابة دجاجة تبيض ذهبا للدوري الألماني (بوندزليغا) بأكمله.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ دوري الأبطال التي يجمع النهائي بين فريقين من ألمانيا.

وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، أمس، أن الحكم الإيطالي نيكولا ريتزولي هو من سيدير المباراة النهائية. ويحمل ريتزولي الشارة الدولية منذ عام 2007، وأدار نهائي بطولة الدوري الأوروبي في 2010 بمدينة هامبورغ الألمانية، بين فريقي أتلتيكو مدريد الإسباني وفولهام الإنجليزي، كما شارك في إدارة مباريات بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012) في بولندا وأوكرانيا.

ولن تمنح المباراة النهائية المجد والكبرياء للفريقين فقط، خاصة الفريق الفائز، وإنما قد تصبح كورقة اليانصيب الرابحة بالنسبة للكرة الألمانية، وهو ما أكده خبراء التسويق.

وأشار الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) إلى أن نحو 200 مليون مشجع سيشاهدون المباراة عبر شاشات التلفزيون في كل مكان بالعالم، حيث تبث المباراة مباشرة إلى 209 دول. وبهذا، تصل العائدات التجارية إلى قدر هائل لا يمكن تصديقه، ولن تكون المكاسب منصبة على بايرن ودورتموند فحسب، وإنما تمتد لبطولة «بوندزليغا» بأكملها، التي ستصبح منتجا عالميا.

وتوقع كريستيان سيفيرت المدير التنفيذي لرابطة الدوري الألماني، بعد فوز دورتموند وبايرن على ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين في ذهاب المربع الذهبي لدوري الأبطال أن تزيد العائدات التجارية لتسويق «بوندزليغا» في خارج ألمانيا.

وقال سيفيرت: «لا نستطيع بالفعل حساب هذه الزيادة حاليا، لأننا نرتبط بعقود سارية حتى 2015، ولكننا نتوقع زيادة في المستقبل».

ويصل المقابل المالي لبيع حقوق البث القانونية للـ«بوندزليغا» خارج ألمانيا حاليا إلى 71.6 مليون يورو سنويا.

ويرى سيفيرت أنه من الواقعي أن ترتفع هذه القيمة إلى 100 أو 150 مليون يورو سنويا بداية من عام 2015، وذلك طبقا لتقارير متخصصة من الرعاة. وحتى يحين هذا الوقت، يرى فيليب كوبفر الخبير في مجال التسويق والعلاقات العامة أن ألمانيا يجب أن تستفيد من وصول فريقين ألمانيين إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال.

وصرح كوبفر، إلى وكالة الأنباء الألمانية قائلا: «يجب أن يتعامل الفريقان مع المباراة النهائية، ويستخدمانها كدعاية وإعلان.. (بوندزليغا) أصبح منتجا مستقرا ومستمرا بشكل كبير على الجانب الاقتصادي».

وفي موسم 2011/ 2012، سجل «بوندزليغا» للمرة الأولى في تاريخه الذي يمتد على مدار 50 عاما رقما قياسيا في العائدات المالية التي فاقت ملياري يورو.

وعلى الرغم من هذا، شكلت العائدات التجارية نسبة ضئيلة من هذه العائدات، حيث بلغت 5 في المائة فقط منها. ولكن هذا أصبح قابلا للتغيير من خلال المباراة النهائية لدوري الأبطال يوم السبت المقبل، خاصة فيما يتعلق بمبيعات الأوشحة التي تحمل اسم «بايرن»، وأغطية الرأس التي تحمل اسم «دورتموند». ولن تساهم المباراة في زيادة شعبية بايرن ودورتموند فقط حول العالم، وإنما في زيادة شعبية باقي فرق «بوندزليغا».

وأوضح كوبفر: «الدوري الألماني وأنديته يجب أن يشاركوا في نجاح بايرن ودورتموند»، في إشارة إلى أن نجاح الفريقين سيساهم أيضا في تدعيم صورة فرق أخرى، مثل شالكه وباير ليفركوزن و«بوندزليغا» بأكمله.

وعلى صعيد المباراة، أعلن نادي دورتموند أن مدافعه ماتس هوملس يعاني من تمزق، وليس قطعا، في أربطة الركبة، وقد يلحق بالمباراة أمام بايرن ميونيخ.

ونقل الموقع الرسمي لدورتموند عن الطبيب ماركوس براون قوله إن مشاركة هوملس في نهائي دوري أبطال أوروبا، «ليست أمرا صعبا».

ونقلت مجلة «سبورت بيلد» عبر موقعها الإلكتروني عن هوملس قوله: «لم أتعرض لقطع في الأربطة، والأمر ليس بالسوء الذي بدا عليه في البداية. إنني متفائل بشأن النهائي».

وتعرض هوملس للإصابة خلال هزيمة دورتموند أمام ضيفه هوفنهايم في الجولة الأخيرة من «بوندزليغا».

على جانب آخر، اعترف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب فريق برشلونة الإسباني بأن خروج فريقه من دوري أبطال أوروبا يعود إلى التطور الكبير الذي تشهده مستويات الفرق الأوروبية الأخرى، مؤكدا أنه بعد الفوز بلقب الدوري الإسباني فإن تفكيره هو وزملاءه في الفريق ينصب على الاستعداد للموسم المقبل.

وأوضح ميسي أن مواجهة بايرن ميونيخ في قبل نهائي دوري الأبطال كانت صعبة، وأن الفريق الألماني كان أفضل من برشلونة من ناحية السرعة والتكتيك، وبالتالي استحق الفوز والتأهل للنهائي الأوروبي عن جدارة.

وأضاف: «ظهر فريقنا في بعض المباريات بمستوى متذبذب، كما أن الإجهاد ظهر على اللاعبين في نهاية الموسم، بعد أن قدمنا مباريات قوية».

وتمنى ميسي أن يختتم مشواره الكروي في نادي برشلونة الذي كان سببا في شهرته وتألقه، معتبرا أن هذا النادي مدرسة حقيقية بمعنى الكلمة.