الميلان يهزم سيينا بشق الأنفس ويحجز مكانا في «الشامبيونزليغ»

فيورنتينا دك مرمى بيسكارا بخماسية.. واكتفى بالوصول للدوري الأوروبي

TT

حسم الميلان معركة المركز الثالث، ومن ثم المشاركة في الدوري التمهيدي لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وذلك بعدما فاز في مباراة عصيبة، أول من أمس (الأحد) على سيينا، صاحب الأرض والجمهور، الذي تأكد هبوطه للدرجة الثانية بنتيجة 2/ 1، في المرحلة الأخيرة من الدوري الإيطالي. تقدم تيرسي لسيينا في الدقيقة 25، ثم تعادل بالوتيللي من ركلة جزاء في الدقيقة 84، بينما ضمن المدافع فيليب ميكسيس الـ3 نقاط للضيوف بهدف ثان في الدقيقة 87. وهكذا، أنهى الميلان الموسم برصيد 72 نقطة تضعه ثالثا في الترتيب النهائي للدوري الإيطالي، ليحافظ على فارق النقطتين مع فيورنتينا صاحب المركز الرابع على الرغم من خماسية الأخير في مرمى بيسكارا ورفع رصيده إلى 70 نقطة، ليكتفي بالمشاركة في الدوري الأوروبي الموسم المقبل. وكان فيورنتينا قد أمطر شباك بيسكارا بخماسية سجلها ليايتش (هاتريك)، وماتي فيرنانديز، ويوفييتش، بينما سجل هدف حفظ ماء الوجه لأصحاب الأرض فيتيليو.

وكاد يقع فريق الميلان ومعه مدربه أليغري في المنطقة الفاصلة بين الجحيم والنعيم، التي تُعرف بـ«المطهر»، هذا لأن الدوري الأوروبي هو «مطهر الفرق الكبرى»، وقام الفريق بالذهاب إليه والعودة منه في ساعة واحدة. أدريانو غالياني كان مغمى عليه تقريبا، بينما كان ينزع المدير الفني للفريق غطاء زجاجة المياه ويفك رابطة العنق قليلا حينما سجل ميكسيس الهدف الذي حمل النادي بأكمله إلى النعيم. لقد ضمن الميلان بطريقة فوضوية تقريبا إمكانية خوض الشامبيونزليغ المقبلة. لكن مع أي مدرب، لا أحد يعلم بعد.

دائما ما كان الاثنان، أليغري وغالياني، متحدين. بدأ الموسم بغالياني الذي ينفعل بعصا البيسبول في أروقة استاد يانكي، لأن مدربه تلقى 5 أهداف من ريال مدريد في مباراة ودية. ودعم المدير التنفيذي بالنادي المدرب الذي اختاره عام 2010، ولم يتخلّ عنه على الرغم من بعض الاختيارات التي لم يتفق معه بشأنها. وكذلك برلسكوني لم يتخلّ عنه، بحسب تصريحاته، لكن الشكوك تظل موجودة. «لا يوجد مع أليغري أي موقف غريب، تربطنا علاقة يومية به. المهم في علاقات العمل هو الأفعال، لا الأقوال. كان برلسكوني قد جدد الثقة فيه في بداية الموسم، حينما كان لديه 7 نقاط في الترتيب»، هكذا صرح غالياني الذي أعلن تجديد عقد أبياتي حتى عام 2014. ثم تابع: «أليغري مرتبط معنا بعقد، وفي 3 سنوات حقق نقاطا أكثر من اليوفي، والنتيجة 2/ 1 مع اليوفي الآن، لكن لننسَ العام الماضي».

كل شيء على ما يرام الآن بالنسبة لأليغري، وأضاف غالياني: «قدمنا بطولة دوري مذهلة، بانطلاقة غير موفقة. وكاد السباق يتلاشى قبل 5 دقائق من نهاية المباراة، لكننا فعلناها. تلك الدقائق كانت تصبح النفس الأخير بالنسبة إليّ، لكن تم الوصول للهدف. واللاعبون يحبون مدربهم». وماذا عنه، المدير الفني؟ ذلك الذي تسعى نحوه أندية كثيرة، وهو محل جدل وانتقاد، وربما المعشوق، ذلك الذي احتفظ على مقعد البدلاء بالشعراوي أيضا، وهو المدرب الذي يرى العمل مع الشباب شيئا جميلا. كما اتجه لأول مرة لتحية الجماهير أسفل المدرجات والمحاط بكتيبته التي تكنّ له حبا شديدا. إذن لننتظر ماذا سيقول مالك النادي، وكيف سيقول، لكن أيضا لننتظر القرارات التي سيتخذها أليغري، في ظل مساعي أندية كثيرة للوصول إليه. قام ناديا روما ونابولي بجس النبض، لكن إلى الآن لم يرد أليغري حسم الأمر. ودائما ما كرر: «نحسم المركز الثالث أولا، ثم نتحدث». البقاء في ميلانو هو الأولوية لكنه ليس الإمكانية الوحيدة، «ربما نحتاج المزيد من الوقت لتحديد الطموحات والرغبات. وبعد مباراة كهذه يمكن تفهم الحصول على قسط من الراحة»، وصرح المدرب: «لن أتحدث عن المستقبل، فقط عن المباراة». ثم تابع «لا يمكنني الرحيل، لدي عقد. بنهاية الموسم يجب الحديث عن المستقبل لأنهم ربما يريدون تغييري، اللاعبون الشباب نضجوا فيما تحسن الكبار. يوجد أساس جيد للانطلاق من جديد».

إلى ذلك، أكد الفرنسي ميكسيس أنه يستحق الملايين التي دفعت لضمه إلى صفوف الميلان، حيث حمل إلى خزينة النادي ملايين دوري الأبطال، في الجزء الأول من الموسم وقع اجتياز الميلان للدور التمهيدي بهدف في مرمى أندرلخت ببروكسل، وأهدى أول من أمس لنفسه وكل زملائه إمكانية خوض دور التصفية المؤهل للدخول إلى دوري الأبطال المقبلة. لو نجح الميلان في الوصول لبطولة الأثرياء فإنه سيكون مدينا بالفضل لأحد لاعبيه الذهبيين. وعلق لاعب الوسط مونتولفو: «لعبنا شوطا أول رائعا لكننا تأخرنا في النتيجة ولا ندري السبب». لم يبدُ الميلان قادرا على انتزاع المركز الثالث والأقدام لا تعمل، بينما فيورنتينا يكتسح في استاد فرانكي. وحينما تم طرد أمبروزيني بدأ كل شيء ينهار حول فريق هش للغاية في المعارك الحقيقية. بعدها حدث كل شيء في دقائق معدودة، بفضل الحظ وقليلا بفضل مونتولفو الذي مرر لميكسيس في اللحظات القاتلة ليسجل الهدف الأهم هذا الموسم. ويؤكد المدافع الفرنسي في نهاية اللقاء: «لقد أظهرنا قوة عقلية غير عادية، لقد عدت إلى الملعب قبل زملائي بـ5 دقائق بعد الاستراحة، حيث كان يوجد توتر شديد، ولم أكن أود إثارة نفسي، وودت البقاء بمفردي».

لم يكن هدف ميكسيس عاليا من الناحية الفنية مثل الخلفية المزدوجة التي سجلها في بروكسل، لكنه ألهب مشاعر أنصار الميلان أكثر، ويقول: «جميعنا يهدي هذا الإنجاز إلى مدربنا، ولديّ إحساس بأن أليغري باقٍ». مع أو من دون أليغري يمضي المستقبل، لأن الشامبيونزليغ تجلب أموالا، وغير ذلك.

في المقابل، وبنهاية مباراة بيسكارا - فيورنتينا، اتصل الرئيس أندريا ديلا فالي من الصين بالمدير الرياضي برادي، وأخبره بأن «اللاعبين أدوا مباراة رائعة، ولا يجب أن ينشغلوا بالميلان». بينما علق المدرب مونتيلا بسخرية وخيبة أمل على المشهد الأخير من بطولة إيطاليا، وقال: «أين خسرنا التأهل لدوري الأبطال؟ لا أفكر في مدينة روما أو غيرها، حينما تحقق 70 نقطة أم حينما تخسر بركلة جزاء تسجلها أو تخطئها. الميلان كان أفضل منا في تسديد ركلات الجزاء». ثم تابع مدرب فيورنتينا: «سألني أحد اللاعبين في الملعب هل ركلة الجزاء صحيحة؟ وقلت له: ربما»، انفجر في الضحك، ثم أضاف بمرارة: «إنها مواقف كرة القدم، ثم ترى مواقف غريبة وتتساءل كيف تحدث؟ رأيت جمل الميلان الخططية في سيينا، لكنني لا أعلق حيث لا أعمل حكما». كما انتقلت الشكوك والجدل إلى تويتر أيضا حيث كتب اللاعب غونزالو رودريغيز: «لو صرحت بما أفكر فيه فلن ألعب كرة مجددا». بينما كتب زميله كامبوريزي: «ركلة جزاء الميلان غريبة».