وكيل وزارة الدفاع التركية: نتطلع لشراكة مع السعودية في مجال الصناعات العسكرية

مراد بيار أكد لـ «الشرق الأوسط» أن التطورات في المنطقة تقودنا إلى تعزيز قدراتنا الدفاعية

وكيل وزارة الدفاع التركية مراد بيار («الشرق الأوسط»)
TT

قال وكيل وزارة الدفاع التركية مراد بيار إن بلاده تتطلع لأن تكون المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عموما شريكا أساسيا لأنقرة في مجال الصناعات العسكرية، مشيرا في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن هناك كثيرا من المجالات المفتوحة للتعاون في هذا المجال مع تطور الصناعات التركية في هذا المجال ومضاهاتها لأهم الإنتاجات العالمية. وأشار بيار إلى أن بلاده تعلق أهمية كبيرة على اللقاءات المشتركة والزيارات المتبادلة من أجل رفع مستوى التعاون بين «الأخوة»، مشيرا إلى أن السلاح الأجنبي أتي في غالب الأحيان مع شروط وحدود، فيما لا توجد هذه الشروط بين الأخوة.

* ما الهدف الذي ترجوه الحكومة التركية من دعم قطاعات الإنتاج العسكري؟

- هذه السياسة هي جزء من اتجاه جيواستراتيجي في المنطقة. إن ما تعيشه المنطقة المحيطة بنا والتطورات السياسية والأمنية تقودنا إلى اتجاه واحد، وهو حاجتنا إلى تعزيز قدراتنا الدفاعية، وتعزيز استقلاليتنا في هذا المجال. وعلى أية حال، فإن هذا الاتجاه لدى تركيا ليس حديث العهد، فهو يعود في جذوره إلى أيام السلطنة العثمانية. ومنذ نشوء الجمهورية التركية، نحن نمتلك الرغبة في الحصول على صناعة تسليحية قادرة على مجاراة التطور في هذا المجال.

وبالتأكيد كانت هناك فترات يرتفع فيها منسوب الاهتمام أو ينخفض، تبعا للأوضاع والسياسات المتبعة من قبل الحكومات، وبعد أن أصبحت تركيا عضوا في حلف الناتو أصبحت أكثر اعتمادا على المصادر الأجنبية في التسليح. وفي العقد الماضي، أدركنا أن وضع تركيا فريد بالقدر الكافي لتكون لديها صناعة عسكرية متينة يمكن الاعتماد عليها لتعزيز القدرات الدفاعية والردعية للدولة، وذلك بتطوير الصناعات العسكرية خصوصا من الجوانب التكنولوجية. ولهذا اتجهت الحكومة إلى دعم قطاع الصناعة العسكرية لرفد القوات المسلحة التركية بما تحتاجه، والتعاون مع الدول الصديقة في مجال تطوير وتصدير هذه الصناعات.

* أين تصنف مستوى الصناعات العسكرية التركية؟

- إن هذه الصناعات تحتاج إلى وقت لتثمر، فكل سلاح يحتاج إلى سنوات من التجارب قبل أن يدخل في خط الإنتاج. وبعد 10 سنوات من الجهد، بدأنا الآن نقطف ثمار الجهد السابق في هذا المجال. ففي مجال العربات المدرعة أصبحنا نمتلك اكتفاء ذاتيا كاملا، وفي قطاعات أخرى نحن نقترب من الاكتفاء في معدات أخرى، خصوصا في مجال الدبابات بعد أن أنجزنا بناء أول دبابة تركية دخلت الآن فعليا على مسار الإنتاج بعد نجاح كل الاختبارات التي أجريت عليها. وكما في البر، كذلك في البحر، حيث أنجزنا أول سفينة قتال تركية من حيث التصميم والصناعة. وتركيا تصنع الآن أفضل زوارق دورية في العالم. أما في الجو فقد طورنا طائرتنا الخاصة من دون طيار التي أنجزت مئات الساعات من الطيران التجريبي والتي دخلت خط الإنتاج الآن، كما أننا بدأنا إنتاج طائرات مروحية، بالإضافة إلى وسائل الاتصال وقطاع الصواريخ.

* ما الخطوة التالية؟ - بعد أن بدأنا الحصاد، نفكر الآن بمشاريع طموحة أكثر، كإنتاج أول طائرة مقاتلة تركية، وطائرة مروحية مصنعة بالكامل في تركيا، وكذلك في مجال الأقمار الاصطناعية وبرامج الفضاء. وهذه ستكون أهدافنا للسنوات العشر المقبلة والتي ستكون في مناسبة الاحتفال بمئوية الجمهورية التركية. نحن نريد أن نعمل مع أصدقائنا وإخوتنا في المنطقة من أجل تطوير هذه الصناعات والقيام بمشاريع مشتركة، ولدينا بالفعل بعض المشاريع مع المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج ومصر ودول أخرى كباكستان وإندونيسيا وماليزيا والجمهوريات الناطقة بالتركية في آسيا.

نحن نريد تطوير التكنولوجيا المتعلقة بالتسليح. فهذه التكنولوجيا الآن مصدرها أجنبي. وعندما تتعلق الأمور بالدول الأجنبية تأتي الأسلحة مع شروط أحيانا تقلل من الاستقلالية. وهي ليست مجرد عملية شراء عادية، بل تأتي مع حدود ومع شروط أحيانا.

* وهل تأتي صادراتكم إلى الدول الأخرى مع شروط سياسية أيضا؟

- نحن نقوم بهذه التجارة مع الدول الشقيقة، ومع الأشقاء لا يوجد شروط ولا مشكلات. نحن نقوم بذلك مع حلفاء لنا، وهذا له فوائد كثيرة للطرفين.

* هل هذه الصناعة هي صناعة قطاع عام أم قطاع خاص؟

- هي مزيج من الاثنين. الآن أكثر من 50 في المائة من الشركات هي شركات قطاع خاص، بالإضافة إلى بعض الشركات التي تقع تحت رقابة الحكومة، لكن عموما فإن قطاعا مثل هذا لا بد أن يكون تحت رقابة الدولة بشكل أو بآخر. نحن نحاول أن نجعل هذه الرقابة ضمن حدود، جيشنا هو الزبون الرئيسي لهذه الشركات ونحن نحاول أن نجعلها تعمل بفاعلية أكبر.

* هل تتلقى هذه الشركات دعما ماليا من قبل الحكومة؟

- كلا. نحن لا نقدم دعما مباشرا حتى للشركات الحكومية. على هذه الشركات أن تجني أموالها بنفسها، وهذا من خلال المشاريع التي تتولاها. فالشركة التي تربح المناقصة تأخذ الأموال المخصصة لهذه المناقصة.

* ما حجم هذه الصناعة؟

- أرقام عام 2011 هي 4.4 مليار دولار إجمالي، ومنها 1.2 من الصادرات. وهذه الأرقام هي مضاعفة أكثر من عشر مرات عما كانت عليه منذ 10 سنوات، ونحن نأمل في زيادتها بشكل أكبر من خلال التعاون مع الأصدقاء والأخوة في المنطقة.

* ما القطاعات الأكبر في مجال التصدير؟

- هناك شرطان أساسيان لنجاح هذا. الأول هو فاعلية هذه الأسلحة، والثاني هو استخدامها من قبل الجيش الوطني. وهذا الواقع يظهر بشكل كبير في مجال سلاح البر، حيث إن الجيش التركي بات يستعمل عرباته المصفحة المصنعة محليا، والتي باتت تركيا تصدرها بقوة الآن.