تفجيرات تضرب العراق وتوقع أكثر من 200 قتيل وجريح

المالكي يعلن عن تغييرات في الخطط والقيادات الأمنية

عناصر أمن ومواطنون عراقيون يعاينون مكان سيارة مفخخة انفجرت بمنطقة الكمالية في شرق بغداد أمس (أ.ب)
TT

بينما سقط أكثر من 200 عراقي بين قتيل وجريح في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق تسكنها بالعاصمة بغداد ومدينة البصرة الجنوبية، أمس، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تغييرات في الخطط والقيادات الأمنية لمواجهة التردي الأمني الأخير في البلاد. واستهدفت السيارات المفخخة في بغداد مناطق الكاظمية (شمال) والشعلة (شمال) وسبع البور (شمال) والكمالية (شرق) والإعلام (غرب) والشرطة الرابعة (غرب) والزعفرانية (جنوب) وجسر ديالى (جنوب). وتسكن معظم هذه المناطق غالبية شيعية، مما أسفر عن مقتل 46 شخصا وإصابة العشرات. وفي بلد إلى الشمال من بغداد قتل 8 أشخاص وأصيب 15 على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلة تقل زوارا إيرانيين.

كما تعرضت مدينة البصرة، كبرى المدن النفطية العراقية، إلى هجوميين متزامنين بسيارات مفخخة أوقعا 53 قتيلا وجريحا، حسب مصادر أمنية وطبية، بينما شرعت الشرطة العراقية في المدينة في فتح تحقيق في عمليات اغتيال طالت رجال دين ومسؤولين محليين سنّة، خلال الأسبوعيين الماضيين، في منطقة أبو الخصيب جنوب البصرة.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي المالكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الانفجار الأول وقع بفعل سيارة مفخخة كانت (مركونة) بالقرب من جراج ساحة سعد في منطقة باب الزبير، وسط البصرة». وأضاف أن «سيارة مفخخة أخرى انفجرت بعد دقائق معدودة قرب مطعم شعبي في منطقة الحيانية, وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة 40 آخرين، بينهم أطفال ونساء».

وأمام هذا التدهور الأمني، أعلن رئيس الوزراء العراقي، أمس، أن الحكومة بصدد إجراء تغييرات في مواقع المسؤولين عن الأمن في البلاد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المالكي قوله، في مؤتمر صحافي في بغداد برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين: «نحن بصدد إجراء تغييرات بالمواقع العليا والمتوسطة والخطط الأمنية». وأضاف أن الحكومة ستبحث هذه المسألة في جلستها الأسبوعية اليوم «لاتخاذ قرارات». واعتبر المالكي أن العراق يشهد «عدم استقرار مجتمعي بسبب الفتنة الطائفية التي ارتبطت هذه المرة بمعطيات خارج الحدود، وبصراعات طائفية في العراق، أدخلها المفسدون والسيئون من الطائفيين». وتابع: «أطمئن الشعب العراقي بأنهم لن يتمكنوا من إعادة أجواء الحرب الطائفية» إلى البلاد التي عاشت بين عامي 2006 و2008 نزاعا طائفيا داميا بين السنّة والشيعة قُتل فيه الآلاف. وفي ظل تصاعد أعمال العنف ومقتل نحو 340 شخصا منذ بداية الشهر الحالي، دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي إلى جلسة برلمانية استثنائية اليوم بحضور مسؤولين عسكريين أمنيين.