قيادة عمليات الأنبار تتوعد «القاعدة» والمعتصمين بعد إعدام 14 مخطوفا

رئيس مجلس شيوخ المحافظة: سندعم الأجهزة الأمنية شريطة أن تكف الحكومة عن استفزازاتها

TT

توعدت قيادة عمليات الأنبار أمس تنظيم القاعدة ومن سمتهم «المتحالفين معه من المعتصمين» برد قاس على خلفية إعدام (14) مواطنا خطفوا على الطريق السريع بمحافظة الأنبار، يوم السبت الماضي وهي المرة الأولى التي يجري فيها الإعلان عن إمكانية القيام بعمل عسكري ضد قسم من المعتصمين باتوا الآن، طبقا لما ورد في بيان لوزارة الدفاع، حلفاء طبيعيين للقاعدة.

وفي وقت أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار جاسم الحلبوسي أن «الأنبار لا تريد أن تجر البلد إلى الفوضى والدماء» فقد لمحت وزارة الدفاع إلى إمكانية القيام بعملية عسكرية في الأنبار. وقالت الوزارة في بيان لها، إن «قيادة عمليات الأنبار تتوعد تنظيم القاعدة برد قاس لقيامه بجريمة بشعة بحق 14 مواطنا من المسافرين والموظفين والمنتسبين العزل»، مبينا أن «عناصر القاعدة أعدموا هؤلاء المسافرين بطريقة بشعة، بعد أن قاموا بخطفهم على الطريق الدولي في محافظة الأنبار». وأكدت الوزارة أن «قيادة عمليات الأنبار ستقوم بسحق هذه المجاميع الضالة التي تعمل ضمن تنظيم القاعدة الإرهابي وكل من يتحالف معه من مروجي الفتنة والشغب في المحافظة تحت ستار ساحات الاعتصام». وتابعت الوزارة في بيانها قائلة، إن «هذه الجريمة ما هي إلا دليل واضح على خسة ودناءة هذا التنظيم الإرهابي»، موضحة أنه «يستهدف المدنيين العزل من أبناء شعبنا العراقي». وكان مصدر طبي في دائرة صحة محافظة الأنبار أعلن أن دائرة الطب العدلي في مدينة الرمادي تسلمت 12 جثة للمواطنين الذين اختطفوا على الطريق الدولي غرب الرمادي السبت الماضي.

من جهته، أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار جاسم الحلبوسي أن «الوضع في عموم العراق وليس في الرمادي فقط لا يحسد عليه إلا أننا نقول إن الأجهزة الأمنية في المحافظة مسيطرة على الأوضاع في عموم المحافظة رغم ما يجري هنا وهناك من خروقات»، مؤكدا أن «الاجتماعات الآن متواصلة بين مجلس المحافظة وقيادة عمليات الأنبار وشيوخ العشائر من أجل توحيد الموقف بين هذه الأطراف لمحاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم القاعدة الذي هو مصدر خطر على الجميع». وأضاف الحلبوسي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أطرافا في المحافظة تحاول ذلك، ولكننا سنقف بقوة ضد كل العناصر التي تريد العبث بمقدرات المحافظة ولذلك فإننا سنقف ضد كل عمليات القتل والاختطاف التي حصلت في الآونة الأخيرة». وبشأن عمليات الاختطاف والتي تضاربت الأنباء بشأنها لا سيما على صعيد إطلاق سراح ثلاثة من مواطني كربلاء كانوا ضمن المختطفين، قال الحلبوسي، إن «خبر إطلاق سراح هؤلاء الأبرياء يسعدنا لكننا لم نتأكد بعد حيث إن المفاوضات والوساطات جارية بشأن المخطوفين وعددهم 12 فردا 9 منهم من محافظة الأنبار و3 من كربلاء». وفي ما يتعلق بالجثث التي تم تسليمها إلى دائرة صحة الرمادي أمس، قال الحلبوسي، إن «هؤلاء رجال شرطة وموظفون مدنيون وغيرهم تم نصب كمائن لهم واختطافهم لكننا لم نتأكد من هوياتهم بعد لأنهم جردوا من هوياتهم»، مؤكدا أن «كل الجهود الآن مستنفرة من أجل ذلك».

وكان 24 من عناصر الشرطة قتلوا في هجمات وعملية تحرير مختطفين في مناطق مختلفة من محافظة الأنبار مساء أول من أمس حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة الصحافة الفرنسية أمس. وقالت المصادر إن 8 من الشرطة قتلوا في هجوم على مقر لهم في حديثة (210 كلم شمال غرب بغداد)، وقتل 4 في هجوم مماثل في راوة (260 كلم شمال غرب بغداد)، بينما قتل 12 شرطيا مختطفا خلال تحريرهم قرب الرمادي.

وفي السياق نفسه، أكد رئيس مجلس شيوخ محافظة الأنبار حميد الشوكة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن شيوخ المحافظة «يساندون الأجهزة الأمنية في حفظ واستتباب الأمن في عموم محافظة الأنبار شريطة أن تكف الحكومة عن الكثير من الاستفزازات التي تحصل هنا وهناك». وأضاف الشوكة: أن «الحكومة لو استجابت بسرعة للمطالب المشروعة لما تمكن المتطرفون من حرف مسار التظاهرات كما أن بعض الأمور التي يقوم بها الجيش لا تنسجم مع الطبيعة العشائرية للمحافظة وهو ما نبهنا إليه باستمرار». وأكد أن «العشائر تريد أن تحفظ للدولة هيبتها كما أنه يجب أن يحفظ للعشائر مكانتها وهذا أمر يتطلب المزيد من إجراءات الثقة بين الطرفين وهو ما نعمل إليه».