مصادر في موسكو: احتمال تأجيل انعقاد «جنيف 2» لما بعد قمة بوتين ـ أوباما

كشفت عن ملابسات الدعوة لانعقاد المؤتمر

TT

تحدثت مصادر دبلوماسية مطلعة في العاصمة الروسية موسكو عن احتمالات تأجيل انعقاد مؤتمر «جنيف2» الخاص بسوريا. وقالت إن الأمر لم يستقر بعد حول تحديد الموعد النهائي للمؤتمر. وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الخارجية الروسية تنتظر وصول فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السورية إلى موسكو هذا الأسبوع، للتشاور في هذا الأمر، بينما سبق وطلبت من الجانب الأميركي مواصلة اتصالاته مع فصائل المعارضة في مدريد وإسطنبول لبحث المسألة ذاتها.

وأشارت المصادر إلى أن الجانبين الروسي والأميركي كانا قد توصلا إلى اتفاق بشأن عقد المؤتمر في مطلع يونيو (حزيران) المقبل بعد إدراكهما صعوبة عقده في نهاية مايو (أيار) الحالي بسبب صعوبة تحديد أسماء المشاركين من الجانبين. وأضافت أنهما اتفقا على 14 يونيو المقبل، موعدا مبدئيا لعقد هذا المؤتمر بمشاركة وزراء خارجية الدول التي سبق أن شاركت في مؤتمر جنيف الأول في يونيو 2012، فضلا عن اقتراحهما بشأن مشاركة كل من المملكة العربية السعودية وإيران والبلدان المجاورة لسوريا.

وقالت المصادر إن آلية انعقاد هذا المؤتمر يمكن أن تكون على غرار مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط الذي افتتحه الرئيسان السابقان الروسي ميخائيل غورباتشوف والأميركي جورج بوش الأب، بمشاركة وزراء خارجية كل الأطراف المعنية في أكتوبر (تشرين الأول) 1991، بينما واصل أعماله على مدى سنوات طويلة، على مستوى اللجان الفرعية والمتخصصة.

لكن المصادر الدبلوماسية لم تستبعد احتمالات عدم عقد المؤتمر في هذا التاريخ، وتأجيل الاتفاق بشأنه حتى لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، في 17 يونيو المقبل في آيرلندا الشمالية، على هامش اجتماعات قمة رؤساء مجموعة العشرين، بما يعني احتمالات انعقاده في وقت لاحق من الشهر نفسه. وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية قد قال في حديثه إلى صحيفة «روسيسكايا غازيتا» (الصحيفة الروسية) الرسمية: «إن مؤتمر السلام الخاص بسوريا قد يستغرق سنوات، ومن الضروري أن يستمر المؤتمر حتى يحقق غايته».

وأضاف: «إن مؤتمر السلام الخاص بلبنان استغرق 14 سنة». وقال لافروف إن نظيره الأميركي جون كيري، الذي اتفق معه، على تنظيم «جنيف2»، أشار إلى أن «بعض شركائنا» يرون أن الأمر يتطلب ما لا يزيد على بضعة أيام أو الأسبوع.

وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسية الواسعة الانتشار أشارت إلى أن رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي لم يحقق النتيجة التي كان ينشدها من زيارته لواشنطن، مشيرة إلى أنها «انتهت من دون أن يحقق أردوغان هدفه، وهو إقناع الرئيس الأميركي بضرورة بدء العملية العسكرية الدولية في سوريا»، وأن الرئيس أوباما اقترح على أردوغان انتظار «جنيف2»، معبرا عن اعتقاده بأن المؤتمر يمكن أن يحقق نتيجة.

وعن اعتبار الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من المشكلة، أشارت المصادر الدبلوماسية في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» إلى عدم صحة ذلك، لأن الأسد يظل ممثلا لشريحة واسعة من طوائف الشعب السوري وتأييد الكثيرين ممن يرفضون تنحيه في الوقت نفسه، الذي تفتقد المعارضة السورية فيه للرمز الذي يمكن الالتفاف حوله في أي انتخابات ديمقراطية حرة يمكن إجراؤها في المستقبل القريب.

وشددت المصادر على ضرورة الالتزام بما توصل إليه «جنيف1» حول بدء تشكيل الإدارة الانتقالية المدعوة لإدارة البلاد في المرحلة التالية، للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية حول وقف إطلاق النار وبدء الحوار السياسي دون أي شروط مسبقة، بما يحول دون إراقة المزيد من الدماء. وكشفت المصادر عن كثير من الاتصالات التي أجراها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، المسؤول عن ملف العلاقات مع البلدان العربية في كل من بيروت والرباط خلال الأسابيع الماضية، وبحث خلالها مع عدد من ممثلي المعارضة آفاق الاتفاق المنشود والمسائل المتعلقة بتنفيذ المبادرة الروسية - الأميركية التي أسفر عنها لقاء لافروف وكيري في موسكو في 7 مايو الحالي.