منظمة دولية تحذر من انتشار أمراض بين اللاجئين السوريين في لبنان والأردن

يعيشون قرب القمامة وأطفالهم يستحمون مرة كل 10 أيام

TT

حذرت منظمة الإغاثة الدولية البريطانية (أوكسفام)، من انتشار عدد من الأمراض في أوساط اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، ودعت إلى التعامل مع المخاطر الصحية التي يواجهونها قبل بدء موسم الصيف على وجه السرعة. وقال ريك بارو، منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي في «أوكسفام»، إن «صحة اللاجئين السوريين بدأت تثير قلقنا، وهناك عدد كبير منهم يعيش في مساكن غير مناسبة، تفتقد إلى دورات المياه ومياه الشرب الكافية وتعاني من تراكم القمامة، مثل مراكز التسوق الشاغرة أو مشارف المقابر، مما سيجعلهم عرضة لخطر الأمراض».

وأفادت المنظمة الخيرية المعنية بشؤون الإغاثة والتنمية أن «حالات متزايدة من الإصابة بأمراض الإسهال والالتهابات الجلدية سجلت زيادة في المجتمعات المضيفة والمخيمات المؤقتة التي يعيش فيها الآن عدد متزايد من اللاجئين السوريين، مثل وادي البقاع في لبنان، حيث يوجد الآن 240 تجمعا من الخيام، أي ما يفوق بمعدل 6 أضعاف عددها في يناير (كانون الثاني) الماضي».

وتستضيف الدول المجاورة لسوريا ما يزيد عن 1.5 مليون لاجئ سوري بحسب إدارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وهؤلاء يغادرون بلادهم هربا من الحرب المستعرة بين جيش النظام وقوى المعارضة، ويقصدون الأردن وتركيا ولبنان والعراق، كما يقصد قسم أقل، مصر وبلدان المغرب العربي. وبحسب الإحصاء الأخير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يستضيف لبنان وحده 474.461 نازحا، في ما يستضيف الأردن 474.405 نازحين.

وأشار أديب الشيشكلي، نائب رئيس وحدة تنسيق الدعم وممثل الائتلاف المعارض في مجلس التعاون الخليجي لـ«الشرق الأوسط»، إلى «نقص الإمكانيات المتوفرة لدعم اللاجئين داخل سوريا وخارجها»، مؤكدا أن «الأوضاع الصحية لهؤلاء تتجه نحو التدهور في ظل تقصير منظمات المجتمع الدولية وضعف البنى التحتية في الدول المضيفة لا سيما لبنان والأردن». وكشف الشيشكلي أن «الدول المانحة لم تف بالوعود التي قطعتها في مؤتمر الكويت الذي رصد مليار ونصف دولار لمساعدة النازحين وتحسين أوضاعهم الصحية والمعيشية».

وأعلنت منظمة «أوكسفام» أنها تعمل حاليا على «جمع 35 مليون جنيه إسترليني خلال العام المقبل لإنفاقها على تأمين احتياجات اللاجئين السوريين»، مؤكدة «الحاجة الماسة لتوفير الأموال المطلوبة لتزويد اللاجئين السوريين بالمأوى والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي الملائمة».

وتشكل فئة الأطفال، ممن هم دون 18 عاما، وفق منظمة «أوكسفام»، نحو 55% من اللاجئين السوريين في الأردن، حيث يعيشون في مجتمعات مضيفة ويفتقدون إلى المال لشراء الأساسيات والمياه الكافية. ويستحم بعض الأطفال لمرة واحدة كل 10 أيام، بحسب المنظمة، التي أفادت عن معاينتها حالات متزايدة من الالتهابات الجلدية خصوصا بين الأطفال الصغار.

وفي لبنان، نفت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين دانا سليمان «وجود أمراض مزمنة في مراكز تجمع النازحين السوريين»،. وأشارت لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود بعض حالات (السل) و(اللشمانيا) التي حولت إلى وزارة الصحة».

وكانت «أوكسفام» قد أفادت بأن منطقة شمال لبنان «تستضيف أعلى كثافة من اللاجئين السوريين، الذين يفتقدون للمياه النظيفة والمرافق الصحية الأساسية». وقالت إن 635 ألف لاجئ سوري في لبنان يحتاجون للمساعدة اعتبارا من مطلع الشهر الحالي، متوقعة أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 740 ألف لاجئ بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي البقاع، ذكرت المنظمة الدولية أن عددا من المجالس البلدية في المنطقة أطلع المنظمات غير الحكومية والدولية بعدم قدرته على تقديم خدمات التخلص من النفايات الصلبة للاجئين السوريين، وطالب بتوفير دعم مالي لتمكينهم من المساعدة وضمان التخلص من القمامة على أساس منتظم من المخيمات المؤقتة للاجئين السوريين.

وأشارت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان إلى «ضعف الإمكانيات المالية لتغطية الاحتياجات الصحية»، مشددة على «أولوية تقديم الاستشفاء للأطفال والمسنين والنساء الحوامل». وأكدت «سوء الأوضاع المعيشية التي يعيشها هؤلاء، حيث يفتقرون إلى دورات الصرف الصحي، إضافة إلى نقص المياه النظيفة».