سياسيون وأكاديميون فلسطينيون يدفعون باتجاه حل الدولة الواحدة

مقترح يلقى رفض السلطة وإسرائيل

TT

قبل نحو عام، قال أحمد قريع (أبو علاء) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس المفاوضين السابق، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن الحديث عن حل الدولتين في الوقت الذي توجه إسرائيل إليه ضربات قاتلة، أصبح مجرد رياضة فكرية، مؤكدا أهمية حل الدولة الواحدة وإبقائه خيارا حيا.

وموقف قريع هذا جاء صادما، لأنه الرجل الذي قاد مفاوضات حل الدولتين لسنين طويلة، لكنه لم يكن أول موقف فلسطيني معلنا، فقد سبقه مفكرون وسياسيون اعتبروا هذا الحل، حل الدولة الواحدة، هو الخيار الأمثل لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، أو لإجبار إسرائيل على حل معقول.

واليوم بعد سنين من الجدل حول حل لوحت به السلطة مرارا ولم تتبنه ولا مرة، شكل ناشطون وسياسيون ومفكرون حركة شعبية، تحت اسم «الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة على فلسطين التاريخية»، تتبنى حل الدولة الواحدة وتدعو لتغيير جذري ونهائي في موقف القيادة الفلسطينية الداعي إلى حل الدولتين.

وقال الدكتور فهد أبو الحاج، وهو واحد من الذين شكلوا الحركة الجديدة: «بالنسبة لنا، حل الدولتين انتهى». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «ببساطة، تحت هذا الشعار، (حل الدولتين)، أخذوا كل الأراضي التي يمكن أن نقيم عليها دولة واحدة». وأضاف: «من 22% لم يبق سوى 5%، انظر إلى جبال الضفة الغربية، إنهم يعتلونها جميعا بمستوطنات تفوق المدن، والتهويد في القدس مستمر على قدم وساق، وغزة معزولة. أي دولة إذن؟!».

ويعبر أبو الحاج عن موقف 30 من المسؤولين والمثقفين والأكاديميين وقعوا معا وثيقة «شرف» في رام الله قبل أيام قليلة لتحويل الفكرة إلى قوة سياسية قادرة على التأثير والتغيير.

ومن بين الذين حضروا وانضموا إلى الحراك الجديد، نصر يوسف، عضو اللجنة المركزية السابق لحركة فتح، ووزير الداخلية الأسبق، والدكتور يوري ديفس (يهودي) عضو المجلس الثوري لفتح، وراضي الجراعي، أحد أبرز قياديي الانتفاضة الأولى، وعسكريون متقاعدون، ومحاضرون في جامعات، وكتاب ومثقفون وسياسيون حاليون وسابقون. ويأمل هؤلاء توسيع قاعدة الحركة الجديدة عبر استقطاب شعبي كبير.

وجاء في مشروع الحركة الجديدة «إن الخيار الأنسب الذي يبقى أمام الشعب في فلسطين، هو خيار حل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية، دولة ديمقراطية لجميع سكانها، تقوم على أساس دستور ديمقراطي يقوم على أساس قيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويضمن الحرية والديمقراطية والمساواة في الحقوق، دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس والجندر أو اللون أو اللغة أو القومية أو الرأي السياسي أو غير السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو مكان الولادة أو أي وضع آخر».

وقال أبو الحاج: «نحن نتبنى بذلك شعار حركة فتح القديم، دولة واحدة ديمقراطية على كل فلسطين التاريخية». ويدرك أبو الحاج وزملاؤه صعوبة المهمة، إذ ترفض السلطة الفلسطينية رسميا الفكرة، كما ترفضها إسرائيل، وكذلك حركة حماس.

وقبل شهور، مزقت الفصائل الفلسطينية، وبينهم أنصار من فتح، لافتات كبيرة وضعت في شوارع الضفة تدعو إلى دولة واحدة. لكن أبو الحاج يقول إنه لم يعد هناك أي بدائل. وأضاف: «بعد 20 عاما من المفاوضات، أخذوا كل أراضينا، وليأتنا أحد ما باقتراح عملي وسنوافق». وتابع القول: «لن نبقى نركض وراء سراب في الصحراء». وأردف «لا يوجد شيء اسمه مفاوضات إلى الأبد».

واتصل هؤلاء الناشطون بآخرين يهود على ما أفاد أبو الحاج بهدف إحداث اختراق في الشارع الإسرائيلي. وقال: «نريد إحداث اختراق هناك. نريد حراكا إسرائيليا متزامنا يدعم حل الدولة الواحدة».

ويرفض الإسرائيليون الفكرة تماما لأسباب ديموغرافية بحتة. وأظهرت استطلاعات رأي سابقة أن غالبية فلسطينية وإسرائيلية، ترفض حل الدولة الواحدة.

وعندما سئل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن حل الدولة الواحدة قبل أيام، قال إنه ليس خيارا فلسطينيا، لكن الإسرائيليين يدفعوننا باتجاهه.