وفد كردي تركي إلى واشنطن لتلقي الدعم في عملية السلام

للمطالبة بضمانات.. وإخراج العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب

TT

يجري وفد كردي تركي في واشنطن محادثات مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية حول عملية السلام الجارية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني التركي المحظور (بي كي كي) التي انطلقت منذ نحو شهرين بعد مباحثات مع زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، وقطعت شوطين مهمين بوقف القتال بين الطرفين وسحب قوات الحزب من داخل الأراضي التركية باتجاه جبال قنديل شمال العراق.

ووصل وفد برئاسة السياسي الكردي المعروف أحمد تورك، الرئيس المشارك لحزب المؤتمر الديمقراطي الشعبي الكردي التركي، يرافقه ناظم غور، نائب رئيس حزب السلام والحرية، واشنطن للقاء مسؤولي الإدارة الأميركية والتباحث معهم حول عملية السلام الجارية بتركيا، والسعي للحصول على الدعم الأميركي لتلك العملية، وتلقي الضمانات من الإدارة هناك بدعم المطالب الكردية، خاصة أن العملية السلمية تواجه في الداخل عقبات من أحزاب قومية تركية متطرفة.

وفي اتصال مع محمد أمين بينجويني أحد المقربين من القيادة السياسية الكردية بتركيا وعضو وفد حزب السلام والديمقراطية الذي نقل موافقة أوجلان على اتفاق السلام إلى قيادة جبل قنديل، وبسؤاله عن الملفات التي سيبحثها الوفد في واشنطن، قال لـ«الشرق الأوسط» هناك ملفان أساسيان سيبحثها الوفد هناك، الأول يتعلق بعملية السلام الجارية في تركيا، حيث سيسعى الوفد إلى لقاء أعضاء بالكونغرس الأميركي والمؤسسات الأميركية الأخرى لحث الإدارة على دعم تلك العملية، خاصة أن الجانب الكردي سبق أن طالب بضمانات دولية لأي اتفاق سيتمخض عن عملية السلام بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني. والملف الثاني يتعلق بإخراج حزب العمال من قائمة الإرهاب الأميركي بعد أن دخل هذا الحزب بعملية السلام وبادر بوقف إطلاق النار وسحب قواته من داخل تركيا، واستعداده للتخلي عن السلاح في حال وافقت الحكومة التركية على الشروط والمطالب الكردية وفقا للاتفاق الذي حصل بين أوجلان والحكومة التركية.

وبسؤاله عن سير العملية السلمية وما إذا كانت هناك تطمينات أو إشارات بوصولها إلى اتفاق ينهي الصراع الحالي، قال بينجويني: «لا شك أن حزب العمال الكردستاني قد التزم بأهم شرطين لمبادرة أوجلان، وهما وقف إطلاق النار وسحب القوات، وهذه المسائل ليست هينة، خاصة أن هذا الحزب ناضل داخل تركيا لما يقرب من أربعة عقود، وكان السلاح رفيق مقاتليه، ولذلك فإن مجرد التزامه بهاتين الخطوتين يوجب على الطرف الآخر، وهو تركيا، أن يتقدم بخطوات مماثلة، وبعد قرار انسحاب المقاتلين، ووصول الدفعات الأولى منهم إلى جبل قنديل، فإن الكرة أصبحت الآن بملعب الحكومة التركية التي يفترض أن تبادر بالمرحلة اللاحقة وهي المرحلة الثالثة من عملية السلام الجارية باتخاذ الخطوات الدستورية والقانونية لتلبية المطالب الكردية، من أهمها إجراء التعديلات الدستورية بما يقر بالوجود الكردي كمكون قومي في تركيا، ثم إطلاق سراح السجناء السياسيين، ونقل الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من سجنه الحالي إلى حالة الإقامة الإجبارية، ثم إصدار القوانين التي تتيح للشعب الكردي هناك التحدث بلغته الكردية وممارسة ثقافته المتميزة وغيرها من الحقوق القومية المشروعة».

وكانت مناطق كردية بتركيا قد شهدت أمس قصفا بالمدافع التركية، وبسؤال بينجويني ما إذا كانت تلك العمليات العسكرية ستؤثر على سير عملية السلام قال: «لا أعتقد بأن هذه الأعمال التي أعتبرها استفزازية ستؤثر على عملية السلام التي ترنو إليها أنظار الجميع بتركيا، فعملية الانسحاب ستستمر لكن هذه المرة بحذر وتأن».

من جهته أكد ديار قامشلو عضو لجنة العلاقات بمنظومة المجتمع الكردستاني ما أورده المركز الإعلامي لقيادة القوات الشعبية التابعة لحزب العمال الكردستاني «تعرض منطقة (شهيد رحيمة) بإقليم زاغروس إلى هجوم بالمدافع والهاونات، فيما حلقت مروحيات الكوبرا العسكرية التركية فوق منطقة قلباني بإقليم شرناخ، ولكن مقاتلي الحزب تصدوا لتلك الطائرات وأجبروها على التراجع».

في غضون ذلك، وفي محاولة لإيجاد موطئ قدم لهم داخل مناطق إقليم كردستان والاحتفاظ بأسلحتهم لحين انجلاء الموقف من عملية السلام الجارية بتركيا، وخاصة التأكد من جدية الحكومة التركية من مجمل العملية، انضم المئات من عناصر حزب العمال الكردستاني إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني.

ونقلت نشرة الإنصات المركزي التي يصدرها الموقع الإعلامي للاتحاد الوطني «أن 214 من أعضاء حزب العمال الكردستاني ومن مختلف أجزاء كردستان التحقوا بصفوف الاتحاد الوطني وأعلنوا بأنهم سيواصلون نضالهم بصفوف هذا الحزب»، وأوردت النشرة الخبرية أن الملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة بالمكتب السياسي للاتحاد الوطني التقى بهؤلاء الأعضاء الجدد وأكد لهم أن «الاتحاد الوطني يثمن نضالات هذه الكوكبة من مناضلي حزب العمال الكردستاني، ويقدر قرارهم بنقل نضالهم إلى صفوف الاتحاد الوطني الذي يعد بمثابة البيت الكبير للجميع، ويضمن لهم حرية التعبير والحركة النضالية».