معركة القصير بين المادي والرمزي

TT

المعركة المادية ونظيرتها المعنوية يرى الباحث السوري في جامعة سانت آندرروز منذر الزملكاني أن رحى الصراع في سوريا تدور حول معركتين أساسيتين؛ معركة مادية في العاصمة السياسية للبلاد وتسعى إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد عسكريا، ومعركة رمزية في عاصمة الثورة، حمص، يسعى من خلالها نظام الأسد لرفع معنويات جنوده ومؤيديه. ويشير الزملكاني إلى أن القصير تحولت إلى أيقونة للثورة، حالها كحال بابا عمرو أو دوما أو حماه، وتاليا يسعى نظام الأسد لوهن عزيمة الثوار من خلال ضرب «الرموز» وإجبار المعارضة على القدوم لـ«جنيف 2» وهي «مهزومة عسكريا». ويؤكد الباحث السوري أن «الثورة محصنة من الضربات القاضية، فبابا عمرو سقطت واستمرت الثورة، وكذلك سقطت دوما ومنع التظاهر في حماه، ولا تزال الثورة مستمرة». الأهم برأي الزملكاني هو تمتع السوريين بروح «اليقين» لناحية نجاح الثورة، وعدم قدرة نظام الأسد، على الرغم مما يخلفه من صور للدمار والأشلاء، على وهن عزيمة السوريين ودفعهم للعودة عن الثورة.

المعركة ليست حول كيلومترات مربعة يضع الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الجنوب، ما يجري في القصير ضمن مساعي نظام الأسد لحصر الثورة في معارك استحواذ على الأرض، مضيفا أن الأخير سعى منذ اليوم الأول لأسلمة الثورة وعسكرتها وهو الفخ الذي وقعت فيه المعارضة، التي لم تمتلك سوى الدفاع عن نفسها بالسلاح. ويضيف أبو دياب أن المعارضة السورية أخطأت في تصور أن «تحريرها لمناطق سوريا شبرا شبرا سيمكنها من خلخلة نظام الأسد»، لكنه في الوقت ذاته يقول إن النظام أيضا أخطأ عبر اعتقاد أن الضربات العسكرية ستمكنه من زعزعة معنويات الثوار وقتل ثورتهم. ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن خطط معركة القصير كانت موضوعة قبل الإعلان عن «جنيف 2»، لكن جرى تسريع الأمور لإعطاء انطباع أن نظام الأسد يحقق مكاسب على الأرض وأن كفته ترجح في موازين القوى. ويؤكد أبو دياب أن الأسلوب الأمثل لمواجهة الآلة العسكرية للأسد، هو قدرة القوة المناهضة لحكمه على إبراز مشروع وطني جامع يجذب كل السوريين بشكل أفضل ويمثل مشروعا بديلا انتقاليا، مضيفا أن الفرصة ما زالت مواتية لتصحيح الخلل في «الائتلاف الوطني».

، وذلك عبر توسعة قاعدة الائتلاف والاعتماد على القدرات الذاتية وتنظيم الوضع في المناطق التي تم انتزاعها في سيطرة النظام.