الجيش الإسرائيلي يرد على «مصادر» إطلاق النار في سوريا

مسؤول يعتبره محاولة يائسة من نظام الأسد لنفي المصالح المشتركة مع تل أبيب

TT

بعد أيام من نشر تصريحات مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قال فيها إن بقاء نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا أفضل لإسرائيل، شهدت الحدود مع هضبة الجولان السورية المحتلة اشتباكا مسلحا شديدا، بدأته قوات نظام الأسد بقصف مدفعي وردت عليه إسرائيل بتدمير للموقع الذي انطلقت منه النيران. وقد وقع الاشتباك فجر أمس، عندما أطلق الجيش السوري النار باتجاه دورية عسكرية إسرائيلية على الحدود، من دون أن تقع أي إصابات في الأرواح. وقد اعتبر الجيش الإسرائيلي هذا القصف متعمدا، فرد بإطلاق صاروخ من نوع «تموز» على موقع سوري في المنطقة المحررة من هضبة الجولان يشتبه أنه مصدر النيران. وبحسب ناطق إسرائيلي، فإن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير الموقع السوري.

من جهتها، أعلنت القوات النظامية أمس أنها دمرت عربة إسرائيلية تجاوزت خط وقف إطلاق النار، مؤكدة أنها سترد «بحزم» على أي خرق للسيادة السورية، بحسب ما جاء في بيان للقيادة العامة والقوات المسلحة، نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). وجاء في البيان أيضا أنه «في الساعة الواحدة وعشر دقائق من صباح اليوم (أمس) دمرت قواتنا المسلحة الباسلة عربة إسرائيلية بمن فيها بعد أن دخلت من الأراضي المحتلة وتجاوزت خط وقف إطلاق النار باتجاه قرية بئر العجم التي تقع في المنطقة المحررة من الأراضي السورية». وأضافت القيادة، وفقا لـ«سانا،» أن «هذا العدوان الإسرائيلي السافر يؤكد مرة أخرى تورط الكيان الصهيوني بما يجري من أحداث في سوريا والتنسيق المباشر مع العصابات الإرهابية المسلحة ويهدف إلى رفع روحها المعنوية المنهارة بعد الضربات القاصمة التي تلقتها على يد قواتنا المسلحة الباسلة في أكثر من مكان وبخاصة في منطقة القصير».

ومع أن الناطق الإسرائيلي اعتبر القصف السوري «تصعيدا جديدا»، لا سيما أنها المرة الأولى التي يتعمد فيها الجيش السوري استهداف مواقع إسرائيلية في الجزء المحتل من هضبة الجولان، فإنه رفض، في ذات الوقت، اعتبار الحادثة بمثابة بداية تدهور عسكري، مضيفا أن القصف من جهة الجيش السوري هو «محاولة بائسة هدفها الرد على الذين يتحدثون عن مصالح مشتركة بين النظام السوري وإسرائيل. ونأمل أن يكون الرد الإسرائيلي المحدود هذه المرة بمثابة درس للنظام السوري أن لا يلعب بهذه النار».

وفي أعقاب القصف، أجرى الجيش الإسرائيلي تحركات وإعادة اصطفاف لقواته على الحدود مع سوريا وزادت حركة الطيران فوق الحدود في الجولان. وقال ناطق بلسان اللواء الشمالي في الجيش إن قواته تأخذ على محمل الجد التطور الجديد وتستعد لأي سيناريو محتمل. كما قام بيني غانتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أمس بجولة في المنطقة المحاذية للحدود السورية في مرتفعات الجولان المحتل برفقة قائد المنطقة الشمالية الجنرال يائير غولان، وقائد التشكيل العسكري المرابط في المنطقة. وقال غانتس إن إسرائيل تواجه وضعا حساسا وقابلا للانفجار والتدهور المفاجئ في أي لحظة. وحذر غانتس نظام الأسد من الاستمرار في إطلاق القذائف، مؤكدا أنه أصدر أوامره لـ«الرد على كل عملية قصف حتى تدمير مصادر النيران».

يذكر أن قذائف كثيرة أطلقت من سوريا باتجاه إسرائيل في الشهور الماضية، ويعزو المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن إطلاق النار والقذائف السورية إلى «أخطاء» بسبب المسافة القريبة للمعارك بين الجيش والمقاتلين السوريين. ومع ذلك ففي الشهور الأخيرة كانت إسرائيل ترد على القصف بشكل محدود وتحذر أنها لن تسكت على استمرار القصف حتى لو تم بالخطأ.

وتحتل إسرائيل، التي لا تزال في حالة حرب مع سوريا، منذ 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان، بينما تسيطر سوريا على 510 كليومترات، وتقوم قوة من الأمم المتحدة بفرض التقيد بوقف إطلاق النار بين البلدين منذ عام 1974.