الحوار الوطني في البحرين ينهي 100 يوم ولم يبدأ بحث جدول أعماله

توقعات بأن تخيم أحداث الأسبوع الساخنة التي شهدتها البحرين على جلسة اليوم

TT

يعود المشاركون في حوار التوافق الوطني في البحرين اليوم إلى طاولة الحوار لاستكمال النقاش حول آليات الحوار والمبادئ والثوابت والقيم في الجلسة الثامنة عشرة، بعد أسبوع مليء بالأحداث، فيما تشير التوقعات إلى أن الجلسة لن تنجز توافقات جديدة، بسبب تلك الانعكاسات. وأنهى الحوار مسيرة 100 يوم.. ولكن لم يدخل المفاوضون حتى الآن في نقاش حول جدول الأعمال الرئيسي، حيث غاصت الجلسات في بحث مسائل إجرائية لتهيئة الأجواء دون إحراز تقدم جدي.

وقال عيسى عبد الرحمن المتحدث الرسمي باسم حوار التوافق الوطني أمس، إن الجلسة الثامنة عشرة للحوار والتي ستعقد اليوم بمركز عيسى الثقافي ستواصل مناقشة قضايا إجرائية بين مختلف الأطراف. وأكد عيسى أن المتوقع أن يكون نقاش جلسة اليوم حول الثوابت والمبادئ والقيم التي يقوم عليها حوار التوافق الوطني، وقال إن موضوع الجلسة يأتي وفق رؤية ثلاثة أطراف على طاولة الحوار هي ائتلاف الجمعيات الوطنية السياسية والحكومة والمستقلين من السلطة التشريعية بمناقشتها. إلا أن قاعة الحوار قد لا تصل إلى ما تتوقعه إدارة الحوار فبعد جلستين «السادسة عشرة والسابعة عشرة» لم يتحرك النقاش إلى الأمام ولا يزال يدور حول التمثيل المتكافئ وهو واحد من العوائق التي تحد من تقدم المشاركين (الفريق الحكومي وفريق ائتلاف الجمعيات وفريق السلطة التشريعية وفريق الجمعيات الخمس)، حيث يطالب فريق المعارضة السياسية (الجمعيات الخمس) بحصة من كراسي المستقلين الممثل بأعضاء من السلطة التشريعية.

ففي نهاية كل جلسة من الجلستين الماضيتين كان فريق الجمعيات يخرج دون التوقيع على محضر الجلسة احتجاجا على ما دار فيها خلافا لكثير من الجلسات السابقة التي كانت تنتهي بالتوقيع على المحضر النهائي للجلسة مع التأكيد على الحق في التشاور حول ما تم التوافق عليه. خلافا لهذا العائق فقد حفلت الساحة البحرينية على مدار الأسبوع بأحداث سيكون لها تأثيرها على الحوار، فعملية تفتيش منزل الشيخ عيسى قاسم، التي اعتبرتها جمعية الوفاق الإسلامية إحدى جمعيات المعارضة السياسية بأنها كان مخططا لها مسبقا ولم تكن عفوية أو تصرفا شخصيا أو لحظيا، بل بعد إصرار وتخطيط مسبق، قد تلقي بظلالها على الحوار اليوم.

كما هددت إيران مملكة البحرين على خلفية تفتيش منزل قاسم برد غير متوقع مما أثار موجة من الجدل في الساحة البحرينية واعتبرته الحكومة البحرينية دليلا على عمق التدخل الإيراني في الشأن الداخلي البحريني. ويتوقع أن تخيم حادثة إخضاع منزل الشيخ عيسى قاسم بالإضافة إلى التهديدات الإيرانية على قاعة الحوار التي تعاني من حالة ركود استمرت لعدة جلسات. يقول الدكتور علي فخرو وهو مفكر سياسي بحريني إن الأحداث التي شهدتها البحرين من الجانب الأمني أو الأحداث التي صاحبتها من احتجاجات لا يمكن أن توفر جوا صالحا للحوار. وقال: «من المؤكد أن الأحداث التي جرت ستؤثر سلبا على الحوار». وأضاف: «الحوار يحتاج إلى تهيئة». ولفت فخرو إلى مرور 100 يوم على الحوار بينما لم تدخل الأطراف المشاركة حتى الآن في جدول الأعمال. وقال إذا لم تتخذ خطوات من جميع الأطراف لتهدئة الأوضاع فلن ينجح الحوار. وانتقد فخرو ما أسماه تسابق الأطراف المشاركة في الحوار في نهاية كل جلسة على وسائل الإعلام لـ«التلاسن» وتبادل الاتهامات لكسب الرأي العام، «فيما يفترض فيهم التفكير في موضوع الجلسة المقبلة».