ليبيا: المؤتمر الوطني يوافق على تعيين «الشيخ» وزيرا للداخلية خلفا لـ«شوايل»

تغيب المقريف عن جلسات المؤتمر يعزز من احتمالات استقالته

TT

في أول تعديل وزاري من نوعه على الحكومة الانتقالية في ليبيا، التي يترأسها الدكتور على زيدان والمشكلة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وافق المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بالإجماع على رسالة زيدان بشأن تكليف محمد خليفة الشيخ وزيرا للداخلية خلفا للوزير المستقيل عاشور شوايل. وتغيب محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني عن حضور جلسة المؤتمر، أمس، معززا بذلك التكهنات بأنه على وشك إعلان استقالته استباقا لقرار قد تصدره لجنة حكومية معنية بتنفيذ قانون العزل السياسي لكل من عمل مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل سقوطه ومقتله في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011. ولم يشارك المقريف في أي جلسة للمؤتمر منذ نحو أسبوعين، مما دفع أعضاء في المؤتمر إلى مناقشة تقديم استفسار رسمي حول مبررات هذا الغياب وعلاقته باحتمال استقالة المقريف من عدمها.

يشار إلى أن المقريف ترأس ديوان المحاسبة التابع لحكومة القذافي في الفترة ما بين عامي 1972 و1977، قبل أن يشغل منصب سفير ليبيا لدى الهند في عام 1978، علما بأنه استقال منذ عام 1980 وانضم إلى المعارضة الليبية، حيث شارك في تأسيس «الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا».

من جهة أخرى، قالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن استقالة وزير الداخلية الحالي عاشور شوايل التي تقدم بها قبل أسبوعين على خلفية اقتحام بعض المسلحين لمقرات بعض الوزارات الحكومية ومحاصرتها ومن بينها وزارة الداخلية في العاصمة الليبية طرابلس، حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات الليبية في تحقيق الأمن والاستقرار بعد نحو عامين من الإطاحة بنظام القذافي.

ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن زيدان مصباح عضو المؤتمر الوطني قوله إنه تمت الموافقة بالإجماع على تعيين الوزير الجديد خلال الجلسة الصباحية التي عقدها المؤتمر بمقره الرئيسي في العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يؤدي الشيخ اليمين القانونية خلال الأيام القادمة أمام المؤتمر الوطني تمهيدا لاستلام مهام منصبه.

ويعتبر الشيخ وفقا لسيرته الذاتية ضابط شرطة محترفا تخرج في كلية ضباط الشرطة عام 1979، قبل أن يلتحق بالجيش عام 1981 بقرار من العقيد الراحل معمر القذافي. وعاد الشيخ للعمل بهيئة الشرطة عام 1987، حيث شغل عدة مناصب من بينها مسؤول الإحصاء والمعلومات بمديرية أمن طرابلس.

من جانب آخر، يتجه المؤتمر الوطني على ما يبدو لإقالة اللواء يوسف المنقوش من منصبه رئيسا لهيئة أركان الجيش الليبي، حيث ناقش أعضاء المؤتمر في جلستهم أمس معايير اختيار رئيس الأركان العامة للجيش الليبي وفقا للمقترح المقدم من لجنة الدفاع بالمؤتمر.

وكان جمعة السائح رئيس لجنة الدفاع قد أكد مؤخرا عزم المؤتمر على الإطاحة بالمنقوش وتعيين بديل له من دون التشاور مع وزير الدفاع محمد البرغثي، الذي كان هو أيضا قد أعلن استقالته قبل أن يتراجع عنها.