السلطات الجزائرية تبدي انزعاجا كبيرا من «التهويل» بشأن صحة الرئيس

بن صالح يدعو «الأصوات الناعقة» إلى ترك بوتفليقة يرتاح

TT

أبدت السلطات الجزائرية أمس انزعاجا كبيرا مما يكتب في الصحافة المحلية والفرنسية بخصوص مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعالج في فرنسا منذ 24 يوما.

وقال عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري (الغرفة البرلمانية الثانية) أمس، إن الرئيس بوتفليقة «بخير». وطالب من سماهم «دعاة نشر اليأس» بترك الرجل يرتاح حتى يعود إلى أرض الوطن لمواصلة رسالة البناء والتشييد.

وكان بن صالح يتحدث بمناسبة اجتماع جرى أمس في مقر «مجلس الأمة» بالعاصمة، إذ قال إن «صحة الرئيس بخير والحمد لله»، وطالب بـ«الدعاء له بالشفاء والعودة إلى أرض الوطن قريبا».

وندد بن صالح بـ«الأصوات الناعقة»، يقصد ضمنيا صحفا محلية وفرنسية أساسا، تعاطت مع تطورات استشفاء بوتفليقة بباريس. وورد في بعض ما كتب أن الرئيس «لم يعد يقوى حتى على الكلام».

ويعتبر بن صالح الرجل الثاني في الدولة، بحسب الدستور الذي يقول إن رئيس «مجلس الأمة» يتولى مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها 60 يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية، ويكون في حالة استقالة الرئيس أو وفاته. وهذا السيناريو تتخوف منه السلطات بشدة، وتتمنى أن لا يطرح أبدا. وبن صالح هو من أشد رجال الدولة ولاء للرئيس بوتفليقة، وسانده طوال سنوات حكمه الـ14.

وليس من عادة بن صالح الخوض في القضايا السياسية الهامة في العلن، إلا في الخطاب الرسمي البروتوكولي عند افتتاح واختتام دورات البرلمان؛ لذلك فإن حديثه عن صحة الرئيس بصيغة الرد على «حملة التهويل» يعكس انزعاجا كبيرا في هرم الدولة، التي تواجه تحديات أمنية خطيرة على طول حدودها مع مالي وتونس وليبيا، زيادة على التوتر المزمن في الحدود المغلقة مع المغرب.

وصرح الوزير الأول عبد المالك سلال، في بيان نشرته وسائل الإعلام الحكومية مساء أول من أمس، بأن «مرض رئيس الجمهورية سيصبح عما قريب مجرد حدث عابر». وقال بالتحديد: «أريد أن أطمئن المواطنين إلى الحالة الصحية للسيد رئيس الجمهورية، فبعد أن أجرى فحوصات طبية بمستشفى فال دو غراس (العسكري) بباريس، لم يظهر أبدا أن حالة الرئيس الصحية خطيرة، بل شهدت تحسنا يوما بعد يوم»، مشيرا إلى أن الرئيس «يخضع كما نصحه أطباؤه إلى راحة تامة بهدف الشفاء التام». وأضاف سلال، الذي يعد الرجل الثاني في السلطة التنفيذية: «يتابع رئيس الجمهورية الموجود في فترة نقاهة بفرنسا، يوميا نشاطات الحكومة في انتظار عودته لمواصلة مهامه خدمة للجزائر والأمة».

ويحمل بيان سلال جزئية هامة، هي أن الرئيس في فرنسا حاليا، عكس ما كتبته صحيفتان محليتان من أنه عاد إلى الجزائر فجر الأربعاء الماضي.