عناصر موالية للنظام تعتدي على رجل دين مسيحي في حلب

مصير المطرانين لا يزال مجهولا بعد شهر على اختطافهما

TT

أكد ناشطون معارضون في مدينة حلب أمس، أن عناصر من «اللجان الشعبية» التي تقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد اعتدت على رجل الدين المسيحي رزوق حنوش خلال مروره قرب محطة بغداد وسط حلب. ونقل موقع «سوريا بلدي» الإلكتروني عن أهالي المنطقة قولهم إن «الكاهن حنوش، الذي يتبع طائفة السريان الكاثوليك، قد أصيب إصابة بالغة بالعين، وتم إسعافه إلى (مشفى الكلمة) لتجرى له عملية وقطع شريان العين اليسرى». وذكر الموقع أن «حادثة الاعتداء جرت بعد أن أوقفت مجموعة من اللجان الشعبية سيارة الأجرة التي تقل الكاهن، وتلاسن أفرادها مع السائق، ليتطور الأمر إلى ضرب الكاهن ضربا مبرحا بعد تدخله لفض الإشكال».

تأتي هذه الحادثة بعد نحو شهر على اختطاف المطرانين بولس يازجي مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس، إذ تم خطفهما في 22 أبريل (نيسان) الماضي بينما كانا في قرية كفر داعل بريف حلب أثناء قيامهما بمهام إنسانية، ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن خطفهما.

وفي هذا السياق، أشار حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»، إلى «وجود الكثير من التحركات والاتصالات مقابل ندرة في المعلومات عن المكان الحقيقي لوجود المطرانين والجهة الخاطفة»، وأضاف أن «هناك صمتا مريبا ومذهلا يتعاطى فيه الجميع، كأن ما حصل حادث عرضي لا آثار له ولا مضاعفات، وكأنه لا يهدد كل معنى الوجود المسيحي في الشرق». وكشف أفرام عن أن «رئيس (المجلس الوطني) المعارض جورج صبرا قد أبلغه في اتصال هاتفي أن الجهة الخاطفة على صلة مع الشيشان، ولا سلطة للمعارضة عليها».

وكان الأسد قد أعلن معلومات أولية تفيد بوجود المطرانين المخطوفين في سوريا بمنطقة تقع على الحدود بين تركيا وسوريا. وأشار في مقابلة مع وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية (تيلام) وصحيفة «كلارين» الأرجنتينية، نقلت نصها الحرفي وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «نحن الآن نتابع هذا الموضوع، ونتواصل مع البطريركية الأرثوذكسية في سوريا للعمل على تحريرهما من يد الإرهابيين الذين قاموا باختطافهما».

وأوضح أفرام أن «البطريركيتين، الأرثوذكسية والسريانية، موجودتان في دمشق، ومن الطبيعي أن يتواصلا مع السلطات هناك للوصول إلى نتائج إيجابية». وشدد على أن «ملف المطرانين المخطوفين إنساني، ولا علاقة له بالسياسة»، لافتا إلى أن «المطرانين ليسا طرفا في النزاع الدائر على الأراضي السورية». بدوره، رفض رئيس كتلة السريان الآشوريين في «المجلس الوطني» السوري، عبد الأحد أسطيفو، الكشف عن هوية الجهة الخاطفة، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك «قد يؤثر سلبا على المساعي الهادفة إلى الإفراج عنهما». وقال إن «هناك اتصالات غير مباشرة مع الخاطفين عبر وسطاء نثق بهم، وعمد (الائتلاف الوطني) و(المجلس الوطني) المعارض إلى تشكيل لجنة متابعة وخلية عمل للوصول إلى نتائج جيدة في هذا الموضوع». وانتقد أسطيفو «الجهات التي تستغل ملف المطرانين لتحقيق مكاسب سياسية وتخويف المسيحيين من الثورة»، مشددا على أن «هذا الملف إنساني، وأولوية المعارضة عودة المطرانين سالمين».

يذكر أن حادثة خطف المطرانين، وهي الأولى منذ اندلاع الثورة السورية، أثارت موجة من ردود الفعل المنددة والمطالبة بالإفراج عنهما، آخرها كانت في لبنان حيث عقد لقاء تضامي في منطقة الأشرفية، طالب خلاله المشاركون بإطلاق سراح المطرانين فورا.