موراتي يستغني عن مدرب فريقه بعد دراسة تأملية لحصاد الموسم

أيام ستراماتشوني مع الإنتر باتت معدودة والمؤشرات تتجه نحو ماتزاري

TT

الصمت الذي صاحب ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، خلال الساعات الأخيرة الماضية كان يشبه الصرخة، إنه صمت الشخص الذي حصل على الوقت لإجراء تأملاته الأخيرة قبل إصدار أحكامه. والحكم الأول الصادر بعد مرحلة الصمت يخص مقعد المدرب، أندريا ستراماتشوني لن يجلس مرة أخرى على المقعد الذي استقر به (ولكن بشكل غير مريح في الآونة الأخيرة) منذ الأول من أبريل (نيسان) 2012 وحتى الأحد الفائت، حينما تعرض فريقه لخسارة ثقيلة ورمزية بغض النظر عن مجموع النقاط النهائية، الذي منح رئيس النادي الدفعة الأخيرة نحو هذا الحكم. وحتى يصل موراتي إلى هذا القرار الذي لم يكن يتمنى اتخاذه مطلقا كانت الهزيمة أمام أودينيزي 2 / 5 هي المرحلة الأخيرة في طريق ألم الإنتر وأيضا محطة الوصول النهائية لمشوار المدرب المنحدر من روما مع نادي موراتي.

أما الحكم الثاني الذي أصدره موراتي فهو يخص المقعد القادم لمدرب الإنتر، والذي في حالة عدم حدوث مفاجآت سيكون من نصيب والتر ماتزاري، اسم منذ أيام وهو يدور مثل الظل فوق رأس ستراماتشوني ومصيره، ليس هناك شيء يحدث من قبيل الصدفة، وفي الواقع موراتي قرر بالفعل التوجه نحو مدرب نابولي السابق، في اللحظة التي تزايدت الشكوك حول رغبة ماسيمو في عدم التغيير والأمل في إمكانية منح الاستمرارية لمشروع ستراماتشوني الخططي. لأنه في المقام الأول كان مشروع رئيس نادٍ، موراتي كان قد اختار أندريا وكان يدافع عنه وكان قد بدأ معه أيضا المرحلة المستقبلية من المشروع التي كان من المفترض أن تظهر في الموسم القادم.

وبالفعل كان موراتي يود مساء أول من أمس تهدئة المدرب ستراماتشوني قدر الإمكان، حيث قال رئيس الإنتر لميكروفونات شبكة «سكاي»: «لقد شعرت أن أندريا قلق، كان يريد مغادرة كورفيتشانو مباشرة، لقد أخبرت بالبقاء هناك. مطمئن. ليس هناك أحد في الإنتر على علم بما يدور في رأسي».

رئيس الإنتر كان يتمعن في الأمر ويحلل الأشهر الأخيرة لفريقه ويقيم كل شيء، التطلعات المستقبلية والفرصة في إيجاد نقطة تحول بفضل الاستمرارية وليس عن طريق كسر العلاقة وردود الفعل الممكنة للنادي وللفريق وكذلك خطورة بدء موسم دون وجود التوجه اللازم على الفور والاضطرار إلى التغير أثناء الموسم. ثم عندما أجرى ماسيمو حساباته أدرك أن هناك شرطا أساسيا قد انهار، عندما أيقن أنه لم يعد على قناعة تامة باحتمالية نجاح مشروع ستراماتشوني، واقتنع بضرورة طي هذه الصفحة. وعندما تعرض الإنتر لتلك الخسارة الكبيرة أمام أودينيزي قرأ موراتي الموقف وكأنه قرار لا مفر منه، وحينها حصل على وقت آخر من أجل هضم هذا الاختيار الذي كان موراتي حتى وقت قريب يراه قرارا فيها معاناة، الأمر الذي نادرا ما تعرض له منذ توليه رئاسة نادي الإنتر.

والآن بعد أن تركت الكلمات المطمئنة مساحة للهدوء الذي من الممكن وصفه على النحو السابق. وبعدما تتوقف تلك الكلمات خلال الساعات القادمة أو ربما الأيام القادمة، قد يبدأ الانفصال الرسمي بين الإنتر وستراماتشوني ويأخذ شكلا حاسما. ليس من المستبعد أن يقوم النقاش على أساس فسخ العقد بالتراضي (يذكر أن عقد ستراماتشوني مع الإنتر ممتد حتى عام 2015)، وعلى أية حال من المستبعد أن يتم الانفصال بين الطرفين بشكل سيئ. وفقط بعد الإعلان الرسمي عن حكم موراتي الأول سوف يبدأ رئيس الإنتر في إصدار الحكم الثاني الذي يتناول ماتزاري وكل الاختيارات الأخرى المحتملة. وبهذا الشأن الأخير أمعن ماسيمو ولا يزال يمعن التفكير، حافظا خلفه على ذلك الصمت الذي يصرخ بحدوث تجديد.

وفي ظل الأيام الماضية التي شهدت انهيار الإنتر التام في النتائج وفي الشكوك حول مستقبل مدرب الفريق، قام موراتي بالاتصال شخصيا بالمدربين المرشحين لخلافة ستراماتشوني. إنه نوع من استطلاع الرأي لمعرفة وتقييم ورؤية ما إذا كان من الممكن أن يحل الربيع، ومن أجل الاختيار أيضا. والنتيجة في الواقع هي أنه كانت هناك محادثات، إحداها مع ميهايلوفيتش، كما قام الرجل رقم واحد في نادي الإنتر بالاتصال مع بلان، مدرب منتخب فرنسا السابق والمرشح لخلافة انشلوتي في باريس سان جيرمان. ولكن بصدد المدافع السابق (ولاعب الإنتر السابق أيضا) هناك الكثير من العقبات. وفي غضون الفترة الماضية قام موراتي أيضا بثرثرة طويلة مع مانشيني، وهكذا بالتوازي، يوما بعد يوم أخذ ترشيح ماتزاري الشكل المادي الملموس، بمجرد أن تحرر من ارتباطه بنادي نابولي بعد أربعة مواسم اتسمت بتصاعد مستمر.