لاتسيو يختتم موسمه الكروي بتحقيق لقب كأس إيطاليا

هزم منافسه التقليدي روما في ديربي العاصمة بهدف لوليتش

TT

حسم لاتسيو لقب كأس إيطاليا هذا الموسم لصالحه، بعدما تغلب، أمس (الاثنين)، على منافسه روما بهدف دون رد سجله البوسني سيناد لوليتش. وتعد كأس إيطاليا السادسة للاتسيو وليدة أبطال كثيرين، من كلوزه إلى هيرنانيز، ومن كاندريفا إلى ماركيتي، ومن ليديزما إلى بيافا. لكن قبل الجميع وقبل كل شيء يوجد الوجه المطمئن والصادق والودود للمدير الفني للفريق، فلاديمير بيتكوفيتش. الرجل الذي جعل هذه المعجزة ممكنة، وهو الذي أعاد إنتاج فريق كان يبدو قد وصل لنهاية الخط، والساحر الذي نجح في إهداء لاتسيو البطولة الأروع على الإطلاق، خاصة أنها جاءت على حساب خصمه التاريخي اللدود. إنه الرجل الذي يجسد الآن صورة السعادة، وإن كان يبسط، في اللحظة الأجمل، بعض الظلال حول بقائه مدربا للاتسيو.

يُكتب بيتكوفيتش، ويُقرأ لوليتش. يحمل الكأس السادسة للاتسيو توقيع المدير الفني، خاصة أن هذا الفريق يمتلك مهارات فردية أقل مقارنة بفرق أخرى (روما، على سبيل المثال)، لكنه كان على مدار الموسم بأكمله أكثر جماعية من خصوم كثيرين أقوى. استمر السحر في بطولة الدوري لنصف الموسم، فيما تحققت المعجزة في كأس إيطاليا حتى النهاية. لكن هذه البطولة تحمل توقيع بيتكوفيتش أيضا، لأن من سجل هدف المباراة الوحيد كان فتاه المدلل، وتلميذه النجيب، واللاعب الذي يجسد أكثر من الباقين الروح التي يطلبها المدير الفني من لاعبيه، وهو سيناد لوليتش. كانا معا في عام 2008 حينما خسر بيتكوفيتش مع فريق بيلينزونا أول نهائي يخوضه (كأس سويسرا). كان هو مدرب ذلك الفريق والذي، على الرغم من لعبه بدوري الدرجة الثانية (تأهل في نهاية ذلك الموسم إلى الدرجة الأولى) فقد وصل إلى المباراة النهائية للكأس المحلية، وخسر فقط أمام بازل. لوليتش كان في الملعب لينطلق في الجبهة اليسرى، مثلما حدث أمس، وبالنسبة للاثنين كان انتصار الملعب الأولمبي يمثل نهاية حقبة، ولبيتكوفيتش أكثر لأنه، بصورة مختلفة عن لوليتش، كان قد خسر نهائيا آخر في العام التالي. وفي تلك المرة لم يكن في قيادة فريق صغير، وإنما يانغ بويز المرشح للقب (أمام سيون).

هل يرحل بعد تحقيق الكأس؟ يبدو الأمر وكأنه لعنة، وشيء مقدس يستحيل تحطيمه بالنسبة لبيتكوفيتش. وصرح المدير الفني عقب المباراة: «أجل، هذه أكبر فرحة عشتها، والنتيجة الأهم في مسيرتي. لقد فزت بلقبي دوري، لكن رفع بطولة رفيعة مثل كأس إيطاليا إلى السماء هو شيء آخر. أهديها لعائلتي وللفريق بأكمله، فاللاعبون كانوا استثنائيين طوال الموسم، وهذه أول مكافأة على عملهم، منذ المعسكر الصيفي وحتى الأربعة أيام التي قضوها في نورتشيا، خلال الأسبوع الماضي». ومع ذلك، على وجه بيتكوفيتش، توجد مرارة أيضا إلى جانب السعادة، التي من الممكن أن تفتح سيناريوهات يجب التحقق منها جميعا خلال الأيام المقبلة. وتابع: «هل سأبقى؟ الآن نفكر في الاحتفال، بعدها سنقيّم كل شيء بهدوء». إنها إجابة تبقي الباب مفتوحا لأي حل، وإن أضاف المدرب: «لدي عام آخر في العقد، وبالتالي..». بالنسبة لتلميذه، الذي سمح له بوضع يده على أول كأس إيطاليا، توجد على العكس مساحة للفرحة فقط، حيث قال لوليتش: «لا أدرك بعد ماذا حققنا. الهدف؟ كاندريفا بارع، ووجدت نفسي في المكان المناسب في اللحظة المناسبة. أهديه لزوجتي التي تنتظر طفلا».

إلى ذلك، ارتدى كلاوديو لوتيتو رئيس لاتسيو القميص كتب عليه «نحن أوائل العاصمة دائما»، وقال: «نحن الأقوى، لقد أظهرنا هذا في الملعب، وهذا الانتصار هو التأكيد أن اختياراتي كانت سليمة. كنت محل سخرية بسبب قدوم المدرب الذهني، وتم انتقادي بسبب اختياري عمل معسكر الفريق بنورتشيا، وعلى العكس هذه النتيجة». النتيجة فريق في سعادة غامرة واحتفال استمر طوال الليل، فقد غادر هيرنانيز ورفاقه الاستاد الأولمبي في الحافلة المكشوفة وتوجهوا أولا نحو جسر بونتي ميلفيو، حيث احتشدت جماهير لاتسيو بالأوشحة البيضاء والسماوية، لوني قميص الفريق، وفي النهاية اتجهوا إلى فورميلو. وتابع لوتيتو بخصوص مستقبل بيتكوفيتش: «لا تطرحوا علي هذا السؤال الآن. بيتكوفيتش معه عقد، كما أنه من المؤكد أننا سنتحدث. سنفعل هذا، ونلتقي، وسأعرض ما يدور برأسي، وعلى سبيل المثال أفكاري حول قطاع الناشئين». وإن كانت توجد نقاط أخرى يود المدرب توضيحها، وحاول لوتيتو طمأنته من ناحية سوق الانتقالات على الأقل، وقال: «سأدعم لاتسيو، لا شك في هذا. هدفي هو جعله قادرا على المنافسة في أوروبا أيضا، فهو التزام أتحمله».

وقال المهاجم كلوزه بعد تحقيق اللقب: «سأبقى هنا، بالتأكيد، علينا المواصلة جميعا معا». لقد أثارت كأس إيطاليا مشاعر رجل من الثلج مثله، حيث أضاف: «إنها من أجل نادي لاتسيو ومن أجل جماهيره. ولا يقارن هذا الإنجاز بغيره، فهو شيء مختلف حقا. ما تقييمه للموسم برمته؟ حينما ترفع كأس بطولة، فإن الباقي لا يهم. المهم كان الفوز، وعملنا طوال العام من أجل هذا ونجحنا. لقد صنعنا تاريخ لاتسيو، وسنستغرق أسبوعين أو ثلاثة لندركه». إحقاقا للحق، يوجد من يبدو أنه قد استعجل الوقت.

يذكر أن ما حدث أول من أمس يمثل أكثر من مجرد خسارة لفريق روما، فهي كارثة رياضية. وظهرت ملامح السقوط على وجه أوسفالدو، الذي جلس فجأة على مقعد الاحتياطي من البداية، والذي مع صافرة النهاية خرج من الملعب موجها الشتائم للمدرب أندرياتزولي ومكيلا لكمة للافتة قناة «الراي» المعدة للمقابلات الصحافية. بينما بكى الآخرون، وعلى رأسهم دي روسي، بورديسو، بالزاريتي، الذي سيفعل الشيء ذاته حينما جلس على الأرض خارج الاستاد. فيما انعكست دموع توتي في دموع ابنته شانيل بين ذراعي أمها إيلاري بلازي. ثم اتجهت طفلته وشقيقها كريستيان للبحث عنه في قلب الاستاد، وكان القائد مضطرا لتمالك نفسه. ونزل الرئيس جيمس بالوتا إلى الملعب ليعزي الفريق، وخلاصة كلامه: «كونوا واثقين، سنفوز قريبا». وشرح أحد اللاعبين دون اسم وقع حديثه عليهم، حيث علق «قال لنا حماقتين، ولم نعره أسماعنا». فيما قال المدير العام فرانكو بالديني: «أتحمل كل المسؤولية، فقد كان لدي ضوء أخضر. ينقصنا لاعبان بمميزات معينة، وأنا على ثقة أنه بإيجاد مدرب يراه اللاعبون أكثر من مجرد احتياطي مثل أندرياتزولي سيكون قادرا على المساعدة في استخراج هذه المميزات. لقد تلقينا أقل كثيرا مما كنا ننتظره من هذا الموسم، كان بوسعنا أن نطمح بشيء زيادة. هذه المباراة كانت لتجعل الموسم سارا، لكن المحصلة ليست إيجابية الآن. بينما يتواصل المشروع مع بالوتا الذي لديه رغبة العالم بأسره في المواصلة. إنه سيواصل القيام باستثمارات، وبالطبع هذه الهزائم تضطر لمراجعة أشياء كثيرة وسيتم القيام بها». يبدو أن هذا تمهيد لرحيله عن النادي، حيث ينتظره فريق توتنهام في لندن، وفي باريس سيُفتح أمامه موقف رائع حال اختيار سان جيرمان الاعتماد على كابيللو مدربا للفريق.