موناكو يفتح خزائنه ويشعل فترة الانتقالات الصيفية بالتعاقد مع فالكاو

الملياردير الروسي ريبولوفليف مالك النادي الفرنسي ضخ 130 مليون يورو لضم ثلاثة لاعبين ويتطلع للمزيد

TT

أشعل نادي موناكو الفرنسي فترة الانتقالات الصيفية مبكرا بعدما فتح خزائنه للتعاقد مع ثنائي خط وسط نادي بورتو البرتغالي جواو موتينيو والكولومبي جيمس رودريغيز مقابل 70مليون يورو (60 مليون جنيه إسترليني)، و60 مليون يورو لضم نجم أتليتكو مدريد الإسباني الكولومبي راداميل فالكاو.

وذكرت تقارير أن المهاجم الدولي الكولومبي خضع بالأمس للفحص الطبي الروتيني قبل توقيع عقد انتقاله من أتليتكو مدريد.

وكان فالكاو، 26 عاما، محط اهتمام كثير من الأندية الأوروبية مثل تشيلسي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، بسبب الأداء الرائع الذي يقدمه مع أتليتكو إذ سجل هذا الموسم 28 هدفا في 34 مباراة خاضها في الدوري الإسباني، و34 هدفا في 41 مباراة ضمن جميع المسابقات، بينها ثلاثية في مرمى تشيلسي (4 - 1) في مباراة كأس السوبر الأوروبية إضافة إلى خماسية في مرمى ديبورتيفو لاكورونيا (6 - صفر) في المرحلة الخامسة عشرة من الدوري المحلي. ويريد موناكو السير على خطى مواطنه باريس سان جيرمان (ملكية قطرية) إذ يسعى برئاسة الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف إلى المنافسة مجددا في ساحة الكبار بعد عودته إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي، ورشحت وسائل الإعلام قدوم الإيطالي روبرتو مانشيني لقيادة الفريق خلفا لمواطنه المدرب كلاوديو رانييري، الذي لا ترغب الإدارة في استمراره. وذكر مساعد المدرب في موناكو جان بوتي الجمعة الماضي في تصريح لراديو «آر سي إن» بأن فالكاو سيكون اللاعب التالي الذي سينضم إلى فريق الإمارة الحالم باستعادة المستوى الذي كان عليه في أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة (توج بلقب الدوري عامي 1997 و2000 وكأس رابطة الأندية المحلية عام 2003 ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004).

وأشارت بعض وسائل الإعلام البريطانية سابقا أن مالك تشيلسي، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش كان مستعدا لدفع 48 مليون جنيه إسترليني من أجل ضم الكولومبي خلال فترة الانتقالات الشتوية. لكن فالكاو أقفل الباب أمام مالك النادي اللندني بعد أن أكد استمراره مع أتليتكو حتى نهاية الموسم لأنه يريد أن يرد الجميل لرئيس النادي الذي لعب دورا مؤثرا في ارتفاع أسهم اللاعب الكولومبي. وضمن أتليتكو مدريد الحصول على المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل قبل انتهاء الدوري الذي تقام مرحلته الثامنة والثلاثين الأخيرة السبت المقبل، حيث يختتم الفريق مشواره على ملعب ريال سرقسطة في مباراة قد تكون الأخيرة لفالكاو.

يذكر أن فالكاو حل في القارة الأوروبية عام 2009 للدفاع عن بورتو قادما من ريفر بليت الأرجنتيني، ولمع نجمه الموسم قبل الماضي بشكل خاص بعدما أصبح صاحب الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف المسجلة خلال موسم واحد في الدوري الأوروبي تحت تسمياته المختلفة، وذلك بتسجيله 17 هدفا ليتفوق على الألماني يورغن كلينزمان الذي كان يملك الرقم القياسي السابق (15 هدفا) سجلها في موسم 1995 - 1996 مع بايرن ميونيخ عندما كان يطلق على المسابقة اسم كاس الاتحاد الأوروبي.

وقال بوتي: «نعم نحن نتوقع قدوم فالكاو وأربعة أو خمسة لاعبين آخرين في مستواه، موناكو بحاجة إلى لاعب من طراز فالكاو لأن باستطاعته مساعدتنا كثيرا ولأنه سيجعل لاعبين آخرين يهتمون بالانضمام إلى الفريق، وهذه الطريقة المثلى من أجل التأكيد بأن مشروعنا كبير ومثير للاهتمام».

وتتداول وسائل الإعلام في أسماء اللاعبين المرشحين للانتقال إلى موناكو هذا الصيف وبينهم مجموعة من نجوم الدوري الإنجليزي وهم مهاجم مانشستر يونايتد واين روني وثلاثي الجار اللدود مانشستر سيتي الدولي الفرنسي سمير نصري والمدافع البلجيكي فنسان كومباني والمهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز وظهير أيسر آرسنال الدولي الفرنسي باكاري سانيا ومهاجم ليفربول (المعار لوستهام) آندي كارول.

وسبق لمدرب أتليتكو مدريد الأرجنتيني دييغو سيميوني أن منح الحرية لفالكاو من أجل الانتقال من الفريق الإسباني، قائلا: «أنا أعرفه منذ أن كان طفلا، وأتمنى له الأفضل. إذا شعر أنه بحاجة للانتقال (من أتليتكو)، فسأكون سعيدا من أجله، وإذا بقي معنا فسأكون أكثر سعادة».

من جهة أخرى، أكد المدير التنفيذي لأتليتكو مدريد ميغيل أنخيل جيل - مارين بأن وحده فالكاو سيقرر مصيره وما إذا كان يريد مواصلة المشوار مع نادي العاصمة من عدمه. وأشار جيل - مارين في حديث لصحيفة «آس» الإسبانية أن بإمكان فالكاو الرحيل عن الفريق إذا ما أراد ذلك، لقد تحدثنا معه قبل انطلاق الموسم الحالي ووعدناه أنه في حال واصل أداءه على هذا المنوال وساعدنا على التأهل إلى دوري أبطال أوروبا فأتليتكو سيساعده. ومهما كان القرار الذي سيتخذه، فأتليتكو سيكون إلى جانبه».

وتشير بعض التقارير إلى أن أتليتكو لا يملك في كل الأحوال حق تقرير مصير فالكاو بمفرده، لأنه تلقى مساعدة طرف ثالث من أجل تمويل صفقة تعاقده مع الهداف الكولومبي من بورتو عام 2011 مقابل 47 مليون يورو.

وهذا الطرف الثالث هو مجموعة «دوين» المرتبطة بمدير أعمال اللاعب جورج منديز والمدير التنفيذي السابق لمانشستر يونايتد وتشيلسي بيتر كينيون الذين سافروا الأسبوع الماضي إلى سنغافورة للاجتماع بإدارة أتليتكو الذي كان يخوض هناك مباراة ودية مع نجوم الدوري المحلي.

وقد يكون موناكو الذي وافق على دفع الشرط الجزائي لأتليتكو للتخلي عن فالكاو مع وعد بدفع الراتب الذي طلبه اللاعب (6 ملايين يورو خالية من الضرائب) هو النادي الذي سيقلب موازين سوق الانتقالات الصيفية.

وتعد إمارة موناكو أحد الملاذات الضريبية العالمية، وهو ما يساعد في جذب نجوم من العيار الثقيل مثل موتينيو ورودريغيز - اللذين كانا يسعى نادي توتنهام الإنجليزي للتعاقد معهما - ويثير غضب الأندية الفرنسية الأخرى، ولا سيما نادي باريس سان جيرمان المدعوم من شركة قطر للاستثمار والذي يستعد للإنفاق بسخاء هو الآخر لتدعيم صفوفه.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا عن قواعد اللعب المالي النظيف التي أقرها الاتحاد الأوروبي، وهل تتعارض هذه الصفقات الخيالية مع تلك القواعد أم لا؟ ومع ذلك، تستعد الأندية الأوروبية الكبرى للدخول في سباق محموم لتدعيم صفوفها، وسيكون الطلب هائلا على المهاجمين، كما هو واضح مما يحدث مع فالكاو والويلزي غاريث بال نجم توتنهام والبرازيلي نيمار هداف سانتوس.

وعقب انتهاء المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، زاد بايرن ميونيخ من محاولاته للتعاقد مع نجم بروسيا دورتموند روبرت ليفاندوفسكي، الذي هو أيضا محط اهتمام مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين، حيث اجتمع مسؤولو نادي بايرن ميونيخ مع وكيل أعمال النجم البولندي في وسط لندن. ومن بين الأسماء اللامعة المرشحة للانتقال إلى أندية أخرى خلال الصيف الحالي يأتي النجم الإنجليزي واين روني الذي يشعر بعدم الاستقرار في مانشستر يونايتد، وكذلك نجم نادي نابولي الإيطالي إديسون كافاني، الذي قد ينتقل إلى مانشستر سيتي أو ريال مدريد، علاوة على لويس سواريز، الذي يسعى ريال مدريد وجاره أتليتكو وبايرن ميونيخ للتعاقد معه. وما زال يتعين على تشيلسي تحديد مصير النجم الإسباني فرناندو توريس، الذي كلف خزينة النادي 45 مليون جنيه إسترليني. صحيح أن مستوى اللاعب الإسباني قد تحسن كثيرا الموسم الماضي، ولكنه لم يصل بعد للمستوى الرائع الذي كان يقدمه مع نادي ليفربول. وقد يضطر النادي اللندني للتخلي عن خدمات توريس، في ظل التقارير التي تشير إلى أنه لا يحظى بإعجاب من جانب المدرب القادم (مورينهو).

ومن المتوقع أن يسيطر المهاجمون على سوق الانتقالات الصيفية، على الرغم من حركة التغييرات الهائلة في الإدارات الفنية، بدءا من تولي المدير الفني الإسباني جوزيب غوارديولا قيادة بايرن ميونيخ، وحتى رحيل جوزيه مورينهو عن ريال مدريد واحتمال تعاقده مع تشيلسي الإنجليزي، وصولا إلى اعتزال المدير الفني لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون.

وفي إيطاليا، بدأ نادي يوفنتوس التحرك لتدعيم صفوفه، وبدأ محادثات لضم النجم غونزالو هيغواين المصر على الرحيل عن ريال مدريد، كما أعلن النادي عن اهتمامه بالتعاقد مع النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز من مانشستر سيتي والأخير ما زال يتبقى له عام في عقده مع سيتي. وسوف يعقد يوفنتوس محادثات مع مانشستر سيتي الأسبوع القادم بشأن تيفيز، على الرغم من التقارير التي تشير إلى رغبة اللاعب في العودة إلى الأرجنتين - وبالتحديد إلى نادي بوكا جونيورز - في حال رحيله عن الدوري الإنجليزي.

ويسعى مانشستر سيتي للتعاقد مع نجم نابولي إديسون كافاني من خلال دفع مبلغ مالي كبير والتخلي عن خدمات المهاجم البوسني إدين دزيكو، الذي لم يشارك بصفة أساسية مع وصيف الدوري الإنجليزي. وعلى الرغم من أن دزيكو يعاني من حالة عدم استقرار في مانشستر سيتي، إلا أنه يحظى باهتمام كثير من الأندية، بما في ذلك نادي نابولي.

وعلى الرغم من تأكيد الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي فيران سوريانو على أن سيرغيو أغويرو مدد عقده لعام آخر مع الفريق، إلا أن النادي ما زال تحت ضغط الإغراءات الكبيرة من جانب نادي ريال مدريد لضم اللاعب.