أئمة لبنانيون يتوافقون مع موقف مفتي السعودية بدعوته ضد حزب الله

المفتي الميس: «الحزب» امتداد لإيران التي تفسد في العالم العربي ما لا تفسده إسرائيل

TT

لاقت دعوة مفتي المملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ساسة وعلماء العالم الإسلامي إلى أن يتخذوا خطوات فعلية تردع حزب الله عن عدوانه في سوريا، أصداء إيجابية في بيروت، حيث بارك خطباء الجمعة في المساجد مضمون الدعوة، مثمنين ما ورد فيها انطلاقا من أن «الكيل طفح».

وركزت خطب عدد كبير من أئمة المساجد، وفق ما رصدته «الشرق الأوسط» من مصلين في مساجد عدة في العاصمة بيروت، على اعتبار موقف مفتي المملكة «موقفا يعبر عن عامة المسلمين وأهل السنة في العالم العربي».

وقالوا إنه يصدر بعد أن «طفح الكيل» من «ارتكابات فرقة تدعي الإسلام تجاه مسلمين عزل في سوريا وطالت نساء وأطفالا وشيوخا». وكان لافتا الإجماع على إشارة خطباء الجمعة في لبنان إلى أنه «بات من الصعب السكوت على تمادي حزب الله في ممارساته»، بالتزامن مع استياء شديد جراء «انتقال الحزب من اعتبار أن خصمه هو عميل إسرائيلي إلى اعتبار أن خصمه اليوم فرقة مسلمة أخرى، ووصف أفرادها بالتكفيريين والإرهابيين».

وكان مفتي السعودية قد أشار الخميس الماضي إلى أن «المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز، وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، كانت وما زالت مناصرة لقضايا المسلمين وللقضايا العادلة في كل مكان، وهي في ذلك لا تستند إلى حسابات سياسية ضيقة ولكنها تنطلق من العقيدة الإسلامية التي تأمر بالعدل وتنهى عن الجور والظلم».

ودعا «علماء العالم الإسلامي كافة إلى التآزر والتعاضد والتعاون في لحظة تاريخية حرجة للأمة الإسلامية». كذلك، دعا إلى اتخاذ موقف من حزب الله، قائلا: «ندعو الجميع ساسة وعلماء إلى أن يتخذوا من هذا الحزب الطائفي المقيت ومن يقف وراءه خطوات فعلية تردعه عن هذا العدوان، فقد انكشف بما لا يدع مجالا للشك أنه حزب عميل لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة».

وينطلق الشيخ خليل الميس مفتي البقاع من دعوة مفتي السعودية ليشدد على ضرورة وضع حد لتصرفات حزب الله، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن اعتدنا على تصرفات هذه الجماعة وإن كانت مفاجئة لسوانا من الإخوة العرب، انطلاقا من أننا نفهم هذا الحزب على أنه امتداد لإيران التي تفسد في العالم العربي ما لا تفسده إسرائيل». ولفت إلى أن الأخيرة «تريد التراب، في حين تريد إيران العباد، والأمران صعبان جدا»، مضيفا: «عنوان حزب الله دين وأداؤه قومي محض، ونحن نتفهم كل هذا في لبنان وقادرون على الاستيعاب، وليس مفاجئا لنا ما يحصل في سوريا».

وانطلاقا من وصفه حزب الله بأنه «مشروع إيراني يريد الدخول إلى العالم العربي من خلال لبنان، وها هو يدخل إلى سوريا من خلال لبنان»، يشدد الميس على وجوب «الدعوة إلى اجتماع سريع لمنظمة التعاون الإسلامي، إذ جاء دورها لتجمع الفرقاء وتضع حدا لكل هذه التصرفات». ويوضح قائلا: «إننا كأهل علم، ندرك أن الشيعة ليسوا إيران، ثمة شيعة شرفاء، وحزب الله لا يمثل كل الشيعة لكنه تمكن من أن يسكت الصوت الآخر»، معتبرا أن «المطلوب اليوم هو أن نمكن الصوت الشيعي الحر من أن يقول كلمته، فضلا عن أن حكماء الطائفة ليسوا مع حزب الله ولا مع ساسته، ويرفضون تمرير الحقد الفارسي عبر الطائفة الشيعية».

من ناحيته، ثمن الشيخ بلال دقماق، رئيس جمعية «اقرأ» الدينية، لـ«الشرق الأوسط»، دعوة مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وقال: «يشكر المفتي على هذه الدعوة، وإن كنا نتمنى أن تأتي مواقف مماثلة في وقت مبكر»، ورأى أن «مفاعيل هذه الدعوة قائمة قبل صدورها، لكننا نكن كل الاحترام لمفتي السعودية، ونريد من المملكة مجتمعة أن تبادر إلى نصرة إخوتنا السوريين، نظرا لما لها من تأثير لكونها مرجعية إسلامية ولها مكانتها بين المسلمين».