الرئيس اليمني يعلن إحباط مخطط لـ«القاعدة».. ويدشن الجلسة العامة الثانية للحوار

تأييد التحقيق مع صالح حول مقتل متظاهري «جمعة الكرامة»

TT

أيدت محكمة الاستئناف في صنعاء أمس قرار المحكمة الابتدائية بإحالة الرئيس السابق علي عبد الله صالح و11 من كبار أركان نظامه للتحقيق في قضية «جمعة الكرامة» التي راح ضحيتها ما يربو على 50 شخصا من المتظاهرين يوم 18 مارس (آذار) 2011، في أوج الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظامه.

وقال خالد الآنسي المحامي والناشط الحقوقي اليمني وأحد قيادات الثورة الشبابية الشعبية في اليمن لـ«الشرق الأوسط» إن القرار الصادر عن المحكمة يعد قانونيا، لكن المشـــــكلة تكمن في تنفيذه، وأضاف: «إن القضاء اليمني لا يملك القدرة على ملاحقة المتهمين في هذه القضايا، بدليل إنه في اليوم ذاته الذي صدر قرار إحالة صالح وأعوانه إلى التحقيق، أصدرت المحكمة نفسها قرارا بالإفراج عن ســـــــتة من المتهمين بارتكاب مذبحة (جمعة الكرامة) وهم من المتهمين الرئيسييــن في تلك القضيــــة».

وتزامن القرار أمس مع شروع اليمن في البدء بالجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلقت أعماله أمس، والتي شهدت بدورها إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن إحباط الجيش والأمن مخططا إرهابيا من تنظيم «القاعدة» لتكرار سيناريو أبين في حضرموت، إذ قال: «تم وأد الفتنة والقضاء على رؤوس الشر قبل أن تتوسع وتنتشر وتكرر السيناريو الذي حصل في محافظة أبين». دون أن يكشف عن معلومات أكثر عن المخطط.

وترأس هادي أولى جلسات الحوار بمشاركة، الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، وسط إجراءات أمنية مشددة شهدتها العاصمة.

وتمثل الجلسة تدشينا للمرحلة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني المقرر أن ينتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل حيث ستعرض الفرق التسع المنبثقة عن المؤتمر تقارير عملها وإنجازاتها لفترة الشهرين الماضيين التي تتضمن جملة من القرارات ومشاريع لمواد الدستور اليمني القادم.

وقال هادي في افتتاح الجلسة التي عقدت في دار الرئاسة إن المبادرة الخليجية «كانت خارطة طريق للخروج باليمن إلى بر الأمان عبر التسوية السياسية.. وإنها محور الحل السياسي والتي من خلال تطبيقها بكامل بنودها سوف نتمكن من التغيير والإصلاح وتحقيق آمال وتطلعات شعبنا اليمني العظيم في العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد». مضيفا أن اليمن «لا يزال يعاني كثيرا من الأخطار والصعوبات وموروثات الماضي التي تطل بين الحين والآخر بنوازع الشر وثقافة الهدم مستدعية معوقات الماضي».

واعتبر الرئيس اليمني مشكلة الإرهاب «أهم التحديات الجسيمة التي يواجهها اليمن، حيث استغل الإرهابيون الأزمات الطاحنة أسوأ استغلال وظهرت رؤوس الفتنة وثـــــــــقافة الموت والدمار من جديد في الأحداث الإرهابية التي حديث مؤخـــرا». وثمن هادي جهود مجلس التعاون الخليجي، والسعودية بالتحديد، على ما قدموه من دعم سياسي واقتصادي سخي.

من ناحيته أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اهتمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي باليمن وحرصهم على أمنه واستقراره وازدهاره.

وقال الزياني في كلمة ألقاها: «نهـــــنئ الرئيس اليمني وحكومة الوفاق والشعب اليمني بنجاح هذه المرحلة من مؤتمر الحوار»، واصفا المرحلة الحالية بـ«المتقدمة» التي تعزز قناعات دول مجلس التعاون بأن الإرادة اليمنية قادرة على تخطي الصعاب.

وأوضح أمين مجلس التعاون الخليجي أن دول المجلس مستمرة في التعاون من أجل استكمال ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتأييد المجلس لجميع القرارات التي تتخذها القيادة اليمنية في هذا الصعيد. ولفت إلى قرار الأمانة العامة لمجلس التعاون بشأن افتتاح مكتب تمثيل لها بصنعاء ورفع مســـــــــتواه إلى بعثة دبلوماسية كاملة في مؤشر على حرص دول المجلس على دعم اليمن ومســــــــاعدته لتنفيذ المبادرة الخليجيــــة وآليتها التنفيذيــــــة.

وأنهى مؤتمر الحوار الوطني، الذي يعتبر آخر محاور المرحلة الثانية من التسوية السياسية في اليمن، للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، نصف المرحلة المحددة له (ستة أشهر)، حيث عقد أولى جلساته العامة في 18 مارس الماضي، بحضور 565 مشاركا يمثلون مختلف التكوينات السياسية والاجتماعية، ويتضمن ثلاث جلسات عامة، وجلسات فرق عمل موزعة بين تسع قضايا رئيسية.

من جهة أخرى نجا قائد اللواء العسكري «35 مدرع» بمحور محافظة تعز من محاولة اغتيال على يد مجهولين وأصيب اثنان من مرافقيه في المحاولة التي يعتقد أن بعض مهربي وتجار الأسلحة يقفون وراءها، بعد ضبط أربع شحنات أسلحة مهربة إلى اليمن عبر منطقة ذباب في محافظة تعز خلال الأيام القليلة الماضية والتي احتوت على كميات كبيرة من المسدسات والقذائف.