انسحاب «هيام» من «حريم السلطان» يحرج منتجه ويضع أحداثه أمام تغيير حتمي

الممثلة وحيدة جوردوم مرشحة لتكون البديلة عنها

الممثلة البديلة وحيدة جودروم و الممثلة مريم أوزرلي التي جسدت دور «السلطانة هيام»
TT

شكل انسحاب الممثلة التركية مريم أوزرلي التي تجسد دور «السلطانة هيام» في المسلسل التركي «حريم السلطان»، لأسباب صحية، مفاجأة للمشاهدين الذين تابعوا هذا المسلسل في جزأيه الأول والثاني قبل أن يكتشفوا غياب البطلة في الحلقة 38 من الجزء الثالث عبر قناة «ستار» التركية أو بعض المواقع الإلكترونية.

وقد عبر متابعو «حريم السلطان» ومحبو «أوزرلي» عن استيائهم لغيابها من خلال التعليقات السلبية التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن فراغ «السلطانة» لا يمكن تعويضه إلا بعودتها لأسرة المسلسل.

وكانت الممثلة التركية مريم أوزرلي قد أصيبت بانهيار عصبي وإرهاق شديدين من جراء العمل المتواصل في المسلسل المذكور مما جعلها تنسحب منه وتغادر إلى ألمانيا للمعالجة رغم أن هناك ثلاث حلقات فقط متبقية على نهاية الجزء الثالث.

ويبدو أن هذا الانسحاب أثار بلبلة في سوق الدراما التركية وبالتحديد للشركة المنتجة له، خصوصا أنه شكل مفاجأة غير متوقعة من الممثلة، مما وضع منتجه تيمور ساوجي في وضع حرج نفذ منه إلى حد ما في الحلقة 38 بحيث غير وقائعها وجعل «السلطانة هيام» تغيب عنها بسبب تعرضها للخطف وهي في طريقها إلى مدينة قونيا التي يتولاها ابنها الأمير سليم.

واحتار القيمون على المسلسل عما إذا سيتابعون تصوير الجزء الرابع منه أم يكتفون بما حققوا منه حتى اليوم، كما وردت معلومات حول إمكانية استبدال أخرى بأوزرلي قديرة وهي «وحيدة جودروم» المعروفة في تركيا والعالم العربي من خلال دورها في مسلسل «أسميتها فريحة» والذي تجسد فيه دور «زهراء» والدة «فريحة». كما تردد عن إمكانية إقامة دعوى قضائية على مريم أوزرلي لإخلالها بشروط العقد المبرم معها لتنفيذ المسلسل ولانسحابها منه فجأة إلا في حال حصول شركة الإنتاج على تقارير طبية رسمية تؤكد مرضها.

وفي التفاصيل أن منتج المسلسل تيمور ساوجي وجد نفسه في حلقة مفرغة لا يعرف كيفية الخروج منها بعدما غادرته بطلته على حين غرة لأسباب صحية منذ 20 مايو (أيار) الماضي فراح يبحث عن مخرج للمشكلة التي وقع فيها، وخصوصا أن هناك 200 عائلة كما ذكر تعيش من هذا العمل بفضل نجومه والفريق العامل فيه فطلب من كاتبة السيناريو يلماز شاهين أن تعمد إلى تغيير الأحداث لتبرر غياب «السلطانة هيام» عن هذه الحلقات الثلاث بحيث لا يتأثر المشاهد بغيابها إلى أن يجد حلا نهائيا للموقف الحرج الذي وقع فيه. وإثر خروج «السلطانة هيام» عن صمتها من خلال بيان رسمي وزعته على وسائل الإعلام لمحت خلاله إلى عدم عودتها للعمل في المسلسل الشهير قرر المنتج البحث عن وجه جديد يحل مكان مريم أوزرلي والذي رجح أن تقوم به وحيدة جوردوم، رغم أن فارق العمر بين فاهيدا جوردوم كما هي معروفة في تركيا ومريم أوزرلي قد يولد مشكلة بالنسبة لكاتبة المسلسل، إذ إن الأولى ولدت عام 1965، بينما الثانية ولدت عام 1983، فإنه من المتوقع أن ينتقل المسلسل في الجزء الرابع منه إلى حقبة جديدة تعيشها «السلطانة هيام» في عمر متقدم لمنع المقارنة بين الممثلتين وليتلاءم الدور بشكل أفضل مع عمر الممثلة البديلة.

ومن المتوقع أن تتقاضى الممثلة البديلة لمريم أوزرلي أي وحيدة جودروم أجرا أعلى من زميلتها بـ5500 دولار كما سربت أخبار الصحافة التركية.

ولم يغب هذا الموضوع عن أحاديث اللبنانيين ومختلف الجنسيات العربية التي تتابعه، إذ أكدت شريحة منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإثر متابعتها الحلقة الـ38 للمسلسل التي غابت عنها تماما «السلطانة هيام» بسبب مرضها عن خيبتها لأن عدم وجود مريم أوزرلي فيه وبأنه أفقده نكهته، في حين رأت شريحة أخرى أنها لن تتابعه في جزئه الرابع لأنه لن يكون على نفس المستوى الذي أطلت فيه بطلته السابقة.

مع العلم بأنه كان قد تردد أن الممثلة مريم أوزرلي قد انسحبت من المسلسل لأسباب مادية، إذ وجدت نفسها مغبونة جدا من قبل شركة الإنتاج التي دفعت لها أسبوعيا مبلغ 19 ألف دولار مقابل 35 ألف دولار لبطل المسلسل خالد آرغنش الذي يجسد دور «السلطان سليمان» فبررت الشركة المنتجة موضحة أنها تكفلت بمصاريف إقامة ومواصلات «السلطانة هيام» في تركيا بعدما اضطرت الأخيرة أن تنتقل من مقر إقامتها في ألمانيا إلى تركيا إثر اختيارها لتجسيد هذا الدور، وترددت معلومات أن الشركة أعادت النظر في هذا الموضوع بعد انسحاب بطلتها وأنها مستعدة أن تدفع لها ما يوازي مائة ألف دولار أميركي لتعود إليه.

وكان مشاهدو مسلسل «حريم السلطان» قد تابعوا وقائع الحلقة 38 منه على أمل أن تكون جميع الأحاديث التي ترددت حول مرض الممثلة مريم أوزرلي مجرد أخبار تدخل في خانة الترويج للمسلسل، إذ سبق وخاض معارك حامية وطالته أقاويل عدة حول إمكانية استكمال تصويره بعدما واجه دعوى قضائية من قبل نواب أتراك دعوا إلى إيقاف عرضه لأنه يسيء إلى تاريخ بلادهم، إلا أن حكم القضاء الذي جاء لمصلحة منتجه أعاده إلى الواجهة.

إلا أن ما اعتبر شائعة أكدته وقائع الحلقة 38 من المسلسل الذي حاولت كاتبته يلماز شاهين في سياقها تبرير غياب «أوزرلي» على لسان ابنتها «مهريام» أو خادمها سنبل آغا، بأنها مشغولة أو مجتمعة بأولادها الأمراء إلى أن انتهت الحلقة بأن «السلطانة هيام» تعرضت للخطف.

مع العلم بأن أوزرلي خرجت عن صمتها أخيرا، بإعلانها عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنها بخير وقالت: «أعتذر عن عدم كتابتي لكم في وقت سابق، لكنني الآن فقط ولأول مرة أشعر بأنني على قيد الحياة وبأنني إنسانة بعد تعرضي في الأشهر الماضية لضغوط نفسية وجسدية لا توصف جراء العمل اليومي الطويل والشاق». وأضافت: «بمجرد أنني استطعت المشي والتنزه وتنشق الهواء النقي مع خطيبي جان هو بالنسبة إلي هدية كبيرة وهبة عظيمة لست بحاجة إلى أكثر من ذلك».

وذكرت أوزرلي في رسالتها أنها فور وصولها إلى ألمانيا بدأت فترة علاج مع أحد أشهر الأطباء النفسيين في برلين وأن هناك أملا بأن تعود وتقف على قدميها بعدما فقدت القدرة على المشي، منهية رسالتها بشكر جميع من سأل عنها وطالبة من محبيها مواصلة الدعاء لها لتشفى تماما قائلة: «إنني بحاجة إلى كثير من الصلاة والصبر والتفهم».

كما دافع خطيب أوزرلي عن حبيبته قائلا: «خطيبتي ليست مادية، بل امرأة رومانسية، ولو خيرت بين مليون دولار وحديقة ورد فستختار الثانية، وهي اختارت راحة بالها وصحتها على الثروة والأضواء وكل ما نشر عنها هو مقزز ومثير للاشمئزاز وغير لائق بها».