رحيل الخليوي «أستاذ» الدفاع السعودي الذي عانى «جحود الرياضيين».. و«الشائعات»

قال في آخر حواراته لـ «الشرق الأوسط»: إنه لن يتسول حفل تكريمه.. والفيفا صنفه في المركز الـ23 عالميا

TT

شيَّع الرياضيون أمس، محمد الخليوي، نجم المنتخب السعودي قائد قطبي جدة سابقا «الاتحاد والأهلي»، إلى مثواه الأخير، بعد رحيل صادم لكل محبي وعشاق اللاعب الملقب بـ«الأستاذ»، إثر نوبة قلبية دهمته فجر أمس الخميس.

وصلي على الخليوي بعد صلاة العصر وسط حضور كبير من المنتمين للوسط الرياضي منهم عادل جمجوم نائب رئيس الاتحاد، ولؤي قزاز مستشار الإدارة ووصالح القرني رئيس رابطة الاتحاد وخميس الزهراني وحمد الصنيع وباسم اليامي وأحمد جميل ويوسف الثنيان وعبد الله سليمان وحمزة إدريس وأحمد خريش وحسين مبروك وعلي سهيل ومحمد شليه ومحمد نور وحمد المنتشري ومحمد أمين ومالك معاذ.

وبادر الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي الأهلي، بتقديم العزاء لأسرة الفقيد الذي رحل عن عمر «42 عاما»، معددا إسهاماته الكروية على المستويين الدولي والمحلي، ومقترحا إقامة مباراة ودية تجمع فريقي الأهلي والاتحاد يعود ريعها لذوي الفقيد.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة الخليوي في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، إلا أن البعض لم يكن مصدقا، خصوصا أن الخليوي تعرض قبل ذلك وطوال مسيرته الرياضية لعدة شائعات وفاة وصلت إلى خمس شائعات، آخرها قبل خمسة أشهر، حيث خرج فضائيا واستغرب من ترديد مثل شائعات وفاته على هذا النحو.

وكانت آخر مشاركات الخليوي - رحمه الله - في مهرجان اعتزال رفيق دربه أحمد جميل في عام 2011. وتشير مصادر مقربة من اللاعب إلى أنه كان ينوي إقامة مهرجان اعتزاله مع افتتاح ملعب الأمير عبد الله الفيصل بعد التطوير وعمليات الإصلاح، وأنه توصل لاتفاق مع شركة ستقيم المهرجان بمشاركة «اتحادية أهلاوية»؛ كونه مثل كلا الفريقين خلال مسيرته، وأيضا تم ترشيح ثلاثة أندية لاختيار الأفضل من بينها. وكان للخليوي «مدرب كرة القدم في أكاديمية شمس بجدة» ظهور إعلامي عبر قناة لاين سبورت، آخره في كأس الخليج، كمحلل فني ولفت أنظار الكثيرين حينها بمنطقيته وهدوئه ومداعبته للكثير من الزملاء في تحليل تلك البطولة.

وتدرج نجم الكرة السعودية في صفوف فريق الاتحاد ومثّل الفئات السنية فيه واشتهر باللعب بجوار رفيق دربه أحمد جميل وكان من القلائل الذين اتخذوا خطوة الانتقال من الاتحاد إلى الجار المنافس الأهلي، وذلك في عام 2003 في تجربة استمرت سنتين فقط. ومثّل الخليوي نادي الاتحاد من عام 1989 حتى 2003. وهو من مواليد 24 مايو (أيار) 1971. وتاريخه ومشواره الكروي يمتد لـ15 عاما كانت مليئة بالبطولات والمنجزات. وكان أول تمثيل للخليوي في الفريق الأول لنادي الاتحاد في عام 1989 وحقق أول بطولة مع الفريق عام 1991 بتحقيق لقب كأس ولي العهد، وانضم للمنتخب السعودي عام 1992.

وحقق الخليوي مع ناديه الاتحاد قرابة العشر بطولات، وشارك ضمن اللاعبين الذين شاركوا في تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم عامي 94 و98، بينما غيّبته الإصابة عن تمثيل المنتخب عام 2002 بعد ما لعب 138 مباراة دولية حيث يعتبر اللاعب السعودي الثالث على مستوى بلاده واللاعب رقم 23 على مستوى العالم الذين خاضوا أكبر عدد من المباريات على مستوى العالم حيث بدأ اللعب مع منتخب بلاده في 24 سبتمبر (أيلول) من عام 1990 أمام منتخب بنغلاديش في دورة الألعاب الآسيوية ببكين وكانت مباراة العراق في تصفيات كأس العالم 2001 التي جرت يوم الخامس من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2001 آخر مباراة دولية احتسبها له الاتحاد الدولي لكرة القدم علما بأنه لعب 6 مباريات مونديالية و37 مباراة في تصفيات كأس العالم الأولية والنهائية و11 مباراة في كأس القارات و21 مباراة في تصفيات ونهائيات كأس أمم آسيا و20 مباراة في كأس الخليج و3 مباريات في ألعاب آسيا و39 مباراة ودية دولية.

وبشكل أكثر توسعا، فإن الخليوي حقق مع الاتحاد بطولة الدوري أربع مرات أعوام 1417 و19 و20 و21. وكأس ولي العهد ثلاث مرات أعوام 1411 و17 و21، وكأس الاتحاد السعودي مرتين، وكأس الخليج عام 1419. وكأس آسيا للأندية عام 1419. وكأس السوبر السعودي المصري 1421.

كما حقق الخليوي مع المنتخب السعودي بطولة كأس آسيا عام 1996 في الإمارات، وكأس الخليج في الإمارات، وكأس العرب في قطر.

ويذكر أن الخليوي وفي حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في 6 يوليو (تموز) 2012 كأول ظهور إعلامي بعد أن اختفى لسنوات عن الوسط الرياضي، كشف عن أنه سيعود للوسط الرياضي لكن كمدرب، وأشار إلى أنه أكمل دراسته الجامعية وحصل على عدد من الدورات التدريبية وبصدد الحصول على مزيد منها كي يكون أكثر تمكنا ودراية بمهنته.

وكشف الخليوي في الحوار الموسع عن أنه لن يستجدي أو يتسول حفل تكريمه «كونه عانى كثيرا جحود المسؤولين في الوسط الرياضي، كما أبدى امتعاضه من الحال التي وصل إليها اللاعب السعودي من تفكير وتركيز على (المال وحده) دون التضحية للشعار الذي يرتديه، وبالذات أولئك الذين يرتدون شعار المنتخب السعودي».

وقدم أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي، أحر التعازي وأصدق المواساة لأسرة اللاعب محمد الخليوي وذويه، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وقال: لا شك في أن المصاب جلل لنا جميعا كرياضيين، ولا يسعنا إلا القول إنا لله وإنا إليه راجعون، ونحن كرياضيين تربطنا باللاعب علاقة مباشرة إبان مشاركته، سواء عبر مشاركته مع المنتخب الوطني أو مع الأندية التي لعب لها، وكان يمتاز بالخلق الرفيع بين جميع زملائه اللاعبين. وكان لي تعامل شخصي معه إبان إشرافي على إدارة منتخب المملكة في وقت سابق، وكان دائما وأبدا قياديا في كل شيء، وأسندت إليه مهام عدة، وكان نعم الرجل لها، وكان يمتاز بالصداقات القوية التي تربطه بزملائه اللاعبين وحسن خلقه. وكان قياديا بمعنى الكلمة من خلال حمله شارة القيادة في المنتخب السعودي أو عبر ناديه أحد أعرق الأندية السعودية وفي الأندية التي انتقل لها في وقت مضى.

وأضاف رئيس الاتحاد السعودي: جمعني باللاعب لقاء قريب خلال زيارتي لأحد المراكز الرياضية المتخصصة بمدينة جدة، حيث التقيته وسعدت كثيرا بقيادته تدريب كوكبة من البراعم، وسعدت أكثر بالتقرير الذي قدمه لي القائمون على المركز وعلى المهام التي يتولها الكابتن محمد الخليوي رحمه الله، وأتمنى من الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان، مضيفا: نحن كاتحاد سعودي على أهبة الاستعداد لتقديم مساعداتنا للاعبين ممن خدموا الرياضة السعودية والمنتخب الوطني، وسيكون في القادم من الأيام ترتيب لجميع هذه الأمور تحت مظلة الاتحاد السعودي، ولا شك في أن الفقيد كان زميلا ورياضيا والوفاء لا بد من أن يكون بحجم ما قدم اللاعب. ويظل للفقيد بصمات مع المنتخب السعودي ومن حقه أن تقف قيادات الوطن معه.

في المقابل، نعى مجلس إدارة نادي الاتحاد اللاعب محمد الخليوي في بيان بثه ظهر أمس، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

من جهته، قدم أيمن الطويل، أمين عام نادي الاتحاد، أحر التعازي وصادق المواساة لأسرة الخليوي وذويه، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، وقال: لا ينسى أحد ما قدمه الخليوي رحمه الله للمنتخب السعودي ولناديه الاتحاد، محققا معه المنجز تلو الآخر، كما أنه أحد عمالقة العصر الذهبي للاتحاد.

وأضاف: الحزن يعتصر الجميع على فقدان نجم امتاز بخلقه الرفيع داخل الملعب وخارجه. حتى بعد رحيله عن أسوار ناديه الاتحاد ظل متواصلا مع الجميع ومآثره كثيرة لا تحصى.

وتحدث زميله لاعب فريق الاتحاد السابق حمزة إدريس، بحرقة وألم بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كان أكثر من أخ، ومهما تحدثت عنه لن أستطيع أن أوفيه حقه - رحمه الله. كان نعم الأخ والصديق والزميل، وقضينا معا فترة طويلة في الملاعب، وكنا على مدار قرابة الـ8 أو 9 سنوات نتقاسم غرف المعسكرات وإبان مشاركتنا مع المنتخب السعودي. ومواقفه الإنسانية كثيرة لا تحصى، والخليوي كان يملك قلبا رحيما ومن أطيب القلوب التي عاشرتها، حيث لم يكن يحمل الضغينة على أحد ولا يغضب من أحد، وعند غضبه لا يتجاوز الأمر ثواني معدودة قبل أن ينسى ما حدث، وكان يحظى بمحبة الجميع له.