قضية ميسي تتفاعل والنجم الأرجنتيني ينفي التهرب من دفع الضرائب

رئيس برشلونة السابق يدافع عن المهاجم الشهير وصحف مدريد ترى أنه لطخ سمعته

TT

تفاعلت قضية التحقيقات التي فتحتها السلطات القضائية بحق نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي ووالده للتهرب من دفع الضرائب، حيث نفى اللاعب أن تكون له صلة بهذا الأمر، فيما دافع خوان لابورتا، الرئيس السابق للنادي الكتالوني عن المهاجم الشهير، في الوقت الذي رأت فيه بعض الصحف الإسبانية أن هذه الواقعة ستلطخ صورة النجم الكبير.

وكان مصدر قضائي إسباني قد أشار إلى أن القسم المالي في النيابة العامة لمدينة برشلونة فتح تحقيقا بحق المهاجم ليونيل ميسي بخصوص التهرب الضريبي متهما إياه بعدم التصريح بأربعة ملايين يورو في إقراراته الضريبية خلال أعوام 2007 و2008 و2009.

وبحسب وسائل الإعلام الإسبانية فإن التحقيق يستهدف أيضا والد ميسي خورخي هوراسيو ميسي.

وكان وقع الخبر كالقنبلة داخل عائلة اللاعب الذي أكد على في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «إننا لم نرتكب أي مخالفة في الدفع الضريبي»، مشيرا إلى أنه علم عبر وسائل الإعلام بفتح تحقيق بحقه.

وقال ميسي: «نحن مندهشون لأننا لم نرتكب قط أي مخالفة من أي نوع. كنا دائما نفي بالتزاماتنا الضريبية بناء على نصائح مستشارينا الضريبيين المكلفين بتوضيح الوضع».

أما والد اللاعب فقال لصحيفة «آس» الإسبانية: «إنه خطأ كامل، أولئك الذين يجب التحدث إليهم هم المسؤولون عن قطاع الضرائب والقانون الذين سيوضحون (هذه المسألة)». مضيفا: «تحدثت مع محامينا لإيجاد حل، ولكن أنا لا أفهم ما يحدث».

ودافع لابورتا، الذي شغل المنصب الرئاسي ببرشلونة فيما بين عامي 2003 و2010، عن ميسي وقال لمحطة «كادينا كوبي» الإذاعية: «إنني مقتنع تماما بأنه لا ليونيل ولا والده قد ارتكبا أي خروقات أو مخالفات». وقال لابورتا: «لا أتذكر أين كانت الشركات التي دفعت أجر ميسي لها (مقابل حقوقه الإعلانية). ولكن ما أعرفه هو أن جميع هذه الشركات كانت قانونية. أعرف أن أسرة ميسي كانت تواجه مشكلة مع أحد مستشاريها القانونيين، وربما من هنا تأتي هذه الاتهامات».

في المقابل صرح وزير الصناعة والطاقة والسياحة الإسباني خوسيه مانويل سورايا تعليقا على الاتهامات الموجهة بحق ميسي، بأنه يجب أن يكون الكل سواسية فيما يتعلق بالالتزام الضريبي.

وقال سورايا إن القاضي المختص هو من يتعين عليه البت في اتهام ميسي وإذا ما كان يجب على اللاعب الأرجنتيني دفع أي أموال للضرائب فسيقوم بهذا الأمر ولكن المسألة يحددها قضاء البلاد.

وكان للاتهامات صدى واسع في الصحف الإسبانية الصادرة أمس، وكتبت صحيفة اليمين - الوسط «إل موندو»: «لطخ ميسي صورته بالغش لتفادي دفع الضرائب». وفي افتتاحيتها، ذكرت الصحيفة أن ميسي، 25 عاما، أفضل لاعب في العالم في آخر 4 أعوام، كان حتى الآن مثالا للتواضع والبساطة: «كم يرغب مئات الآلاف من الأطفال الاقتداء بميسي؟ الرمز لم يكن مثاليا، بل على العكس من ذلك». واعتبرت أن الاتهامات بحال صحتها ستكون «خطيرة للغاية»، ويجب أن يدان اللاعب بشكل مضاعف نظرا لمدخوله المرتفع.

وأشارت «ماركا» أكبر الصحف الرياضية في العاصمة مدريد: «الشك يضرب الرمز.. رمز مثله يجب أن لا ينسى أن الصدق والتضامن يعتبران من القيم الرياضية أيضا.. اللعب النظيف في الرياضة كما في الحياة».

وذكرت الصحيفة أن ميسي في المركز العاشر على لائحة الرياضيين الأغنى في العالم إذ يتقاضى راتبا سنويا بقيمة 3.‏20 مليون دولار (15 مليون يورو) بالإضافة إلى عائدات تجارية تصل إلى 21 مليون دولار (53.‏15 مليون يورو).

في المقابل، شددت صحيفة «سبورت» الكاتالونية على أن ميسي لم يحكم عليه وانتقدت محاكمته من قبل بعض وسائل الإعلام. وقال مدير الصحيفة جوان فيهيلس: «لا يستحق ميسي ظلم المحاكمات الموازية، فلننتظر التحقيق، لكن أن يدان من دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه أو تتم محاكمته فهذا أمر غير مقبول».

ولم تتطرق صحيفة «آس» الواسعة الانتشار للخبر إلا في صفحتها الـ18 مذكرة بالتصريح المسائي لوالد اللاعب الذي نفى أي تهرب من دفع الضرائب.

وتتهم النيابة العامة اللاعب ووالده بإخفاء جزء من عائدات صورة النجم الأرجنتيني عن الضرائب الإسبانية. وأوضحت النيابة العامة «في سنوات 2006 و2007 و2008 و2009 حصل ميسي على مداخيل مهمة من بيع حقوق صورته، وهذه المداخيل كان يجب أن تخضع للضريبة على الدخل في إسبانيا». وأضافت أن هذه المداخيل «تم إخفاؤها في الخزينة العامة بقصد تفادي دفع الضرائب».

وتتهم النيابة العامة على وجه التحديد، ميسي ووالده بأنهما «تظاهرا ببيع حقوق صورة اللاعب لشركات وهمية أنشئت في الملاذات الضريبية (بليز، الأوروغواي). وموازاة مع ذلك، كانا يوقعان عقودا تتعلق بحقوق صورة ميسي مع شركات أخرى في بريطانيا وسويسرا». وتابعت أن هذه المداخيل تم تحويلها من قبل ميسي ووالده إلى الملاذات الضريبية بيليو أو الأوروغواي دون أن تخضع إلى الضرائب.

وفي حال وافق القضاء الإسباني على متابعة ميسي فإن صورة الأخير الحائز على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 4 مرات قد تتضرر كثيرا.

وإنجازات ميسي على أرضية الملعب كانت سببا في حصوله على الكثير من العقود التجارية المربحة، وهو صنف في المركز العاشر هذا الشهر على لائحة الرياضيين الأغنى في العالم من قبل مجلة «فوربس».