الرئاسة الفرنسية بعد لقاء هولاند ومحمد بن راشد: متمسكون بالعلاقة الاستراتيجية مع الإمارات

باريس تدعم دبي في سعيها لاستضافة المعرض العالمي عام 2020

الشيخ محمد بن راشد لدى لقائه الرئيس الفرنسي في باريس أمس (أ.ب)
TT

قال بيان صادر عن قصر الإليزيه، عقب اللقاء الذي جرى بعد ظهر أمس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن هولاند شدد على تمسكه بـ«العلاقة الاستراتيجية» التي تربط البلدين، كما أشاد بنوعية «الحوار السياسي» القائم بينهما وبالدينامية التي تتحلى بها العلاقات الفرنسية - الإماراتية في قطاعات الاقتصاد والتجارة.

وبالمناسبة عينها، أعرب الرئيس الفرنسي الذي سبق له أن زار الإمارات منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عن دعمه لإمارة دبي في سعيها للفوز باستضافة المعرض العالمي في عام 2020.

وفي موازاة العلاقات الثنائية، تناول المسؤولان، بحسب الإليزيه، «الوضع الإقليمي» وتحديدا تطورات الأزمة في سوريا و«الحاجة الماسة» لوضع حد لها. وأكد البيان الرئاسي «تطابق» وجهات النظر بين الطرفين.

وحضر اجتماع أمس من الجانب الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية، ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش، ووزيرة الدولة ريم بنت إبراهيم الشيباني، وسفير الإمارات لدى فرنسا محمد مير عبد الله الرئيسي. ومن الجانب الفرنسي حضر وزير الخارجية لوران فابيوس وعدد من مستشاري الرئاسة.

ويأتي لقاء أمس في إطار سلسلة المشاورات التي تقوم بها فرنسا في الأيام الأخيرة بصدد الوضع السوري وما تراه من وجود «منعطف» حاد في مسار الأزمة بعد سقوط القصير واختلال التوازن العسكري بين النظام مدعوما من إيران وحزب الله والسلاح الروسي، والمعارضة التي تطالب بالسلاح وتعاني من انقسامات فصائلها المقاتلة أو مكوناتها السياسية.

إلى ذلك، أعرب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن سعادته بزيارة فرنسا والتشاور مع الرئيس هولاند، مؤكدا عمق علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين والقيادتين والشعبين الصديقين على مختلف المستويات، منوها خلال اللقاء بمواقف فرنسا الداعمة والمؤيدة لقضايا العدل والحرية والسلام، لا سيما القضايا العربية المحقة.

وترى باريس أن اختلال الميزان العسكري سيقضي على أمل الدعوة لمؤتمر «جنيف2» للبحث في تسوية سياسية وتحقيق الانتقال السياسي وتشكيل حكومة انتقالية تعود إليها الصلاحيات وفق بيان «جنيف1» الصادر في شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي. وتشارك باريس في مشاورات مكثفة مع الدول العربية الأساسية ومع شريكاتها الأوروبية ومع الولايات المتحدة الأميركية للبحث في سبل التعاطي مع هذه التطورات الخطيرة.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي أول من أمس إلى منع قوات النظام السوري من وضع يدها على مدينة حلب الاستراتيجية، وقال إن فرنسا «تدعو اليوم أكثر من أي يوم مضى إلى تسليح المعارضة السورية بالاعتماد على رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس». ومن المقرر أن يعقد غدا السبت اجتماع في تركيا بين إدريس وممثلي البلدان الغربية الرئيسة للتعرف على ما يريده من أسلحة وعتاد. ونقل عن مصدر مطلع أن اللواء إدريس يريد أمورا ثلاثة: المال والسلاح والعتاد.

وجاء لقاء الإليزيه، أمس، في إطار زيارة الأيام الثلاثة الرسمية التي يقوم بها رئيس وزراء الإمارات إلى فرنسا التي تربطها بها علاقات وثيقة انطلقت مع استقلال الإمارات، ولرغبتها في تنويع علاقاتها والخروج من ارتباطها الوحيد ببريطانيا الدولة المهيمنة السابقة. والبلدان يرتبطان بمعاهدة دفاعية، كما أن باريس أنشأت قاعدة عسكرية جوية - بحرية - برية قريبا من العاصمة أبوظبي، فضلا عن أن الإمارات تعتمد في جانب كبير من تسلحها على الصناعات الدفاعية الفرنسية. ووقع البلدان اتفاقية للتعاون النووي السلمي في عام 2008. وفي الميدان التجاري، تحتل باريس المرتبة الثامنة بين الدول المصدرة للإمارات (3.65 مليار يورو لعام 2011)، فيما تصل الاستثمارات الإماراتية في فرنسا إلى 4 مليارات يورو.

وفي سياق مواز، يقوم الرئيس هولاند بزيارة رسمية إلى قطر يومي 21 و22 من الشهر الحالي، وهي الثالثة إلى منطقة الخليج بعد زيارته السعودية والإمارات.