المشاركون في مؤتمر «نصرة سوريا»: حزب الله منظمة إرهابية

اجتماع القاهرة ذكر بتحذيرات علماء السعودية من حسن نصر الله ودعا لفتح باب الجهاد

د. يوسف القرضاوي يدعو إلى نصرة ثورة الشعب السوري من على منبر الأزهر في ديسمبر الماضي (أ.ب)
TT

قال المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي «موقف علماء الأمة تجاه القضية السورية»، في ختام اجتماعاتهم بالقاهرة أمس، إنه عندما حذر علماء المملكة العربية السعودية من حزب الله وحسن نصر الله كانوا يهاجَمون واتهموا بالطائفية، مؤكدين أن «أحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده الذين يذبحون أولادنا، وأن أهل السنة في نظر الشيعة كفار ويجب قتلهم»، مؤكدين أن «حزب الله منظمة إرهابية ومرتزقة دخلوا الإسلام وخرجوا بارتكاب المكفرات».

واختتم المؤتمر أعماله في القاهرة أمس، الذي نظمه «المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي» بأحد الفنادق الكبرى بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة) بحضور الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر نائبا عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشارك في فعالياته شخصيات سياسية ودينية في مقدمتهم الدكتور عماد عبد الغفور مساعد الرئيس محمد مرسي للتواصل المجتمعي، والدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف، والداعية السلفي محمد حسان، والشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة المصرية، إلى جانب وفود إسلامية من السعودية وسوريا والأردن والكويت. ونبه حضور المؤتمر إلى «ضرورة فتح باب الجهاد ودعم سوريا بالمال والسلاح لنصرة الإسلام، وتوحيد جهود أهل السنة في جبهة عامة للدفاع عن حريتهم وحقوقهم ومقاومة المشروع الصفوي في بلاد الإسلام»، مشددين على أن «مجاهدي سوريا يحاربون الجيش السوري وإيران وحزب الله».

من جانبه، أكد الشيخ يوسف القرضاوي، أن الشعب السوري أول من ابتلي بالحكام العسكريين، مضيفا: «حين جاء حافظ الأسد الرئيس السوري السابق فرض على الشعب السوري أن يعيش هذا الحكم خلفا عن سلف، وكانت سوريا عزبة لديه حتى ورثها (الجزار) بشار الأسد و(شياطينه)».

وقال القرضاوي في كلمته أمس، إن شعب سوريا خرج ليعلن عن حاجته، ويطالب بحقوقه من أول يوم في الثورة، مؤكدا أن السوريين لم يكونوا يحملون سلاحا في بداية ثورتهم. وأضاف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: «وقفت مع كل الثورات العربية من أول يوم وأقسمت أن يسقط الطغاة، وسيسقط الأسد وسنصلي في المسجد الأموي قريبا - بإذن الله - والله لن ينصر الظلم على الحق»، موضحا أن كثيرا من جنود الجيش السوري «النظامي» استجابوا لدعوته، وتركوا جيش بشار الأسد، وشكلوا الجيش السوري الحر حتى يسقطوا بشار.

وأوضح الشيخ يوسف القرضاوي أن النظام السوري يأتيه دعم من روسيا وإيران وحزب الله، ولديه أسلحة متطورة ويستخدمها في قتل الشعب، مضيفا أن «حزب الشيطان (حزب حسن نصر الله) دخل سوريا علنا جهارا نهارا ليقتل أهل السنة بالقصير». مطالبا العرب بـ«الوقوف موقف رجولة ضد الطائفية التي تريد قتل السنة».

ووجه القرضاوي رسالة إلى روسيا قائلا: «لقد تعامل معكم العرب لعشرات السنين وبعتوهم، واليوم تقدمون الأسلحة لدعم بشار في قتل شعبه، وإذا كانت روسيا تريد صداقة العرب والمسلمين، فلا بد أن يكفوا عن دعم الأسد»، وأشار القرضاوي إلى أن «الأمة مستعدة للتضحية والجهاد، ولا بد لنا أن ننادى بالجهاد للدفاع عن دين وشرع الله».

وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن شيخ الأزهر، أكد الدكتور حسن الشافعي، أن الأزهر يدعم الثورة السورية وأصدر أكثر من وثيقة تتحدث عن علاقة الشريعة بالسلطة. وقال الشافعي إن الظروف السيئة هي التي حالت دون حضور شيخ الأزهر للمؤتمر، مشيرا إلى أن «سوريا لن تكون ساحة التصفية للطائفيين من الشيعة، بل ستعود سوريا سنية». ووجه الشافعي رسالة إلى المحللين العرب «الذين اتهمونا بالطائفية، نقول لهم: ماذا يعني خروج حزب الله ليسيل الدم البريء في مدينة القصير؟ ولماذا يذهبون إلى هناك؟ إنها حرب على السنة، وإنها الطائفية التي عليها الشيعة».

واستنكر الشافعي موقف الدول الأجنبية التي تصمت على دماء الشعب السوري، مضيفا: «لن يكون هناك هلال خصيب تحت قيادة طائفية شيعية، لكنه سيبقى كما هو سنيا وسينتصر الحق».

وكشف الداعية الإسلامي صفوت حجازي، عضو رابطة علماء أهل السنة، عن قيام الرابطة بتقديم السلاح والذخيرة لمجاهدي الجيش الحر في سوريا لمحاربة بشار الأسد، مضيفا: «النظام السوري مجرم كافر، وحزب الله منظمة إرهابية ومرتزقة دخلوا الإسلام وخرجوا بارتكاب المكفرات، والقتال في سوريا واجب وفرض».

وقال الداعية السلفي محمد حسان، إن الاكتفاء بيانات الإدانة لما يحدث في سوريا هو انتقاص من دور الأمة في نصرة الشعب السوري، داعيا إلى وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح، مطالبا باعتبار ما يجري في أرض الشام من حزب الله وإيران وروسيا والصين وغيرهم من المعاونين لبشار، إعلان حرب على الإسلام والمسلمين. ودعا حسان إلى مقاطعة النظام السوري على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي.

من جهته، قال الداعية السعودي محمد بن عبد الرحمن العريفي، إنه «عندما حذر العلماء في السعودية من حزب الله وحسن نصر الله كنا نهاجم ونتهم بالطائفية، لكن أحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده الذين يذبحون أولادنا، وتأكد للجميع أن أهل السنة في نظر الشيعة كفار يجب قتلهم».

وأكد الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، أن «الحرب في سوريا عقائدية، ولا بد للأمة الإسلامية أن تكون يدا واحدة». وأضاف أبو إسماعيل في تصريحات له أمس، على هامش المؤتمر: «لم نعد نتحدث برفاهية تجاه هؤلاء الذين يعملون على محاربة الإسلام»، مشيرا إلى «ضرورة أن تكون وحدتنا من أجل نصرتنا على كل من يحارب الإسلام»، مؤكدا أنه «عندما ننجح وننتصر على النظام في سوريا، فستتحول سوريا لنظام آخر يحارب الشيعة»، وتابع بقوله: «نحن أصحاب رسالة، ولا بد من إنشاء دولة إسلامية عقائدية سنية».

في السياق ذاته، قال الدكتور عماد عبد الغفور مساعد الرئيس المصري في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «مؤتمر نصرة سوريا يعد صرخة لنصرة المستضعفين». وأضاف عبد الغفور: «وجهنا من خلال المؤتمر رسالة للعالم بمد أيديهم لنصرة الشعب السوري، وبينا للعالم الحقائق والظلم الذي يقع على الشعب السوري».

بدوره، قال الشيخ منيف محمد الطوالة، رئيس المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي، إن فكرة المؤتمر جاءت بهدف دفع الأمة تجاه مسؤوليتها الشرعية لفهم أعدائها ومن يمكرون بها، من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة والشبكة العنكبوتية وكل الوسائل المتاحة والمباحة.