مصادر يمنية: الحوثيون يحاولون عرقلة الحوار الوطني.. ووضع أمني متردٍّ في مأرب

ياسر الرعيني: مؤتمر الحوار قطع نصف الطريق.. ونحن في مرحلة اتخاذ القرارات

TT

تشهد الساحة اليمنية جدلا واسع النطاق بين جماعة الحوثي والسلطات والمخابرات، بعد محاولة مجاميع حوثية اقتحام المقر الرئيس لجهاز المخابرات، في وقت يهددون فيه بالانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، هذا في حين فشلت حملة عسكرية في محافظة مأرب في تمكين إصلاح خطوط الكهرباء منذ عدة أيام.

وقالت مصادر سياسية يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة الحوثي «تثير المشكلات في مؤتمر الحوار الوطني الشامل عبر البيانات والوقفات الاحتجاجية اليومية التي تشوش على عمل وأداء المؤتمر وجدول أعماله التي تسير في الجلسة العامة الثانية»، في حين تشهد الساحة اليمنية جدلا وتباينات واتهامات متبادلة بشأن مسؤولية جهاز الأمن القومي (المخابرات) في مقتل نحو عشرة من المتظاهرين حاولوا اقتحام مبناه قبل عدة أيام، واتضح أنهم من جماعة الحوثي.

وأشارت المصادر إلى أن «التحالف القائم بين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح يقوم بعمل سلبي في مؤتمر الحوار، وهو ما استدعى اتخاذ رئاسة مؤتمر الحوار الوطني لقرار بمنع الوقفات الاحتجاجية داخل المؤتمر لكل الأطراف بعد أن باتت الوقفات شبه يومية». من جهته قال ياسر الرعيني، نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن، لـ«الشرق الأوسط» إن الاحتجاجات لم تمنع بصورة تامة في مؤتمر الحوار، «ولكن بدلا من أن تتم أثناء العمل وتقوم بتعطيله، قررنا أن تتم تلك الاحتجاجات بعد الساعة الوحدة والنصف بعد الظهر وخارج القاعة، والقرار سيطبق على جميع المكونات دون استثناء، وهي عملية تنظيم».

وحول الشوط الذي قطعه مؤتمر الحوار حتى اللحظة منذ انطلاقه في الـ18 من مارس (آذار) الماضي، أضاف الرعيني: «إننا قطعنا شوطا كبيرا ومرحلة مهمة، والمؤتمر الآن في منتصف الطريق ونحن الآن في الجلسة العامة الثانية التي تناقش التقارير الميدانية لفرق المؤتمر التي قامت بالنزول الميداني، والمهم أن الناس التقت على طاولة حوار واحدة، وما لم يكن يسمع أصبح الآن يسمع ويقال علانية»، وأكد الرعيني في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن المرحلة الراهنة من مؤتمر الحوار «هي مرحلة اتخاذ القرارات، وهي المرحلة التي ستثبت لنا مواقف القوى والمكونات السياسية المشاركة من الحوار ومدى جديتها»، مؤكدا أن على القوى السياسية اليمنية «إدراك ذلك، وأن هذه المرحلة من الحوار وهي مرحلة القرارات سيتأكد من خلالها الشعب اليمني من هو الجاد من تلك القوى في الحوار ومن هو مع مصلحة الشعب اليمني وأمنه واستقراره».

إلى ذلك، فشلت حملة عسكرية في محافظة مأرب من تمكين الفرق الهندسية من إصلاح خطوط نقل الكهرباء بسبب تمترس مسلحين قبليين يمنعون تلك الفرق من القيام بعملها، في وقت تعيش العاصمة صنعاء وباقي المحافظات في ظلام دامس جراء الاعتداءات التخريبية التي تستهدف المصالح الحيوية والتي كان آخرها قيام مسلحين، أمس، بتفجير أنبوب النفط في منطقة صرواح بمأرب، وفي ذات المحافظة أفرج مسلحون قبليون عن عدد من أساتذة جامعة صنعاء بعد اختطافهم لساعات، حيث أفلحت وساطة قبلية في تحرير أربعة من أساتذة جامعة صنعاء الذين اختطفتهم مجاميع مسلحة في محافظة مأرب للضغط على الحكومة اليمنية لتلبية مطالب مالية وخدمية.. وجاء الإفراج عن هؤلاء الأكاديميين بالتزامن مع بدء السلطات العسكرية في مأرب عملية عسكرية ضد من يسمون «المخربين» و«الإرهابيين» من عناصر تنظيم القاعدة، بعد أن تزايدت عمليات استهداف المصالح الحيوية، حيث ضربت أبراج الكهرباء خلال الساعات الماضية ثلاث مرات وللمرة العاشرة في غضون أسبوع.