«الحر» يسيطر على سرية عسكرية في حماه وينفي استهدافه لمطار دمشق

اشتباكات في محيط حيي برزة والقابون بالعاصمة

TT

لم تجد الدعوات الأممية لوقف القتال في سوريا أذنا صاغية لدى طرفي النزاع، إذ تواصلت المعارك العسكرية أمس، في مختلف المدن والمناطق بين المعارضين السوريين والقوات النظامية لا سيما في العاصمة دمشق حيث تركزت الاشتباكات في محيط حي برزة، وحماة التي أعلن الجيش الحر سيطرته على سرية عسكرية تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد هناك.

ووفقا لنشطاء ووسائل إعلام محلية فقد شن مقاتلو المعارضة هجوما هو الأكبر على مطار دمشق الدولي منذ شهور. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة صواريخ محلية الصنع أصابت المطار، كما ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن قذيفة مورتر سقطت في طرف المطار بالقرب من مدرج للطائرات مما أدى إلى تأجيل عدد من الرحلات احترازيا.

وتضارب الأنباء حيال إصابة طائرة عراقية إثر الهجوم، إذ قالت قناة «روسيا اليوم»، المملوكة للحكومة الروسية إن الهجمات بالصواريخ أدت إلى إعطاب طائرة عراقية وإصابة 4 ركاب و4 من موظفي المطار، لكن وكالة «سانا» نقلت عن وزير النقل السوري الدكتور محمود سعيد نفيه صحة النبأ الذي تردد عن إصابة طائرة عراقية. واعتبر سعيد أن «المعلومات عن استهداف المطار وإصابة طائرة عراقية مبالغ فيها»، مؤكدا أن «الأمر لا يتعدى سقوط إحدى قذائف الهاون في طرف المطار بالقرب من نهاية المدرج». ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مدير العمليات في المطار تأكيده أن «حركة الإقلاع والهبوط تسير بشكل عادي دون أن تتأثر بسقوط هذه القذائف وبين أن جميع الطائرات أقلعت وفق البرنامج المقرر واستقبل المطار جميع الرحلات المخططة».

وأوضح محمد علوش، المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا التابعة للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب لواء الإسلام» الموجودة في محيط المطار نفت أن يكون لها علاقة بهذه العملية وانسحب هذا النفي على بقية الكتائب التي تقاتل هناك». ورجح علوش أن يكون «وراء إعلان هذا الخبر هدف سياسي لا سيما وأن الجهة الإعلامية التي تبنته هي (روسيا اليوم)». وتشهد المنطقة المحيطة بمطار دمشق الدولي، جنوب شرقي دمشق اشتباكات وعمليات عسكرية منذ أشهر، بين «كتائب لواء الإسلام» التابعة للجيش السوري الحر ومجموعات معارضة أخرى والقوات النظامية، وقد أشارت تقارير إعلامية أكثر من مرة إلى توقف حركة المطار بسبب اشتباكات على الطريق المؤدي إلى هناك.

وقال وزير النقل السوري محمود سعيد في اتصال مع التلفزيون الرسمي إن «موقع سقوط القذيفة في طرف المطار يحتوي على مستودع بسيط فيه بعض الحاجيات فسقطت بعض ألواح الزجاج من نوافذه وتضرر بعض العاملين بجروح بسيطة وطفيفة»، مؤكدا أن «الحركة الجوية سليمة والركاب في صالات الترانزيت والوصول والمغادرة دون أي مشكلة والحركة طبيعية في المطار ومثل هذه الأخبار الملفقة تعودنا عليها وأيضا الإخوة الركاب والعاملون في المطار تعودوا على العمل في مثل هذه الظروف والخدمة مستمرة».

في موازاة ذلك، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مركز سريّة عسكرية تابعة للجيش النظامي في بلدة مورك، الواقعة على طريق دمشق - حلب الدولي في ريف حماه. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «النظام حشد قواته بهدف استردادها»، مشيرا إلى أن «مقاتلي الكتائب المعارضة غنموا أسلحة وذخائر بعد اشتباكات عنيفة وقعت أمس بينهم وبين القوّات النظامية في المكان». ولفت المرصد إلى «مقتل ستّة عناصر من القوّات النظامية، واندلاع النيران في عدد من الآليات العسكرية داخل الكتيبة». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنّ «الكتيبة مهمّة جدّا من الناحية الاستراتيجية، نظرا إلى وقوعها على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممرّ إلزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات إلى حلب وإلى خان شيخون في محافظة إدلب، وصولا إلى جنوب معرّة النعمان».

وفي دمشق، شهد حي برزة الذي تسيطر المعارضة على معظم أحيائه اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية، في ظل قصف بقذائف الهاون والمدفعية من قبل النظام. فيما أفاد ناشطون أن «المعارك تتركز على جبهة البساتين». وفي داريا، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «رتلا عسكريا توجه من مطار المزة في محاولة لاقتحام المدينة، في وقت دارت فيه اشتباكات تمكن على أثرها الجيش الحر من السيطرة على عدد من المباني في داريا». بدورها، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الطيران الحربي النظامي قصف مدينة يبرود وجبال وادي بردى وأطراف قرية افرة والجرد ومدن الزبداني وداريا ومعضمية الشام وعدة مناطق بالغوطة الشرقية»، وأعلن المرصد السوري سقوط قذائف على حي القابون في شمال شرقي مدينة دمشق.

وفي حلب، أفادت شبكة «شام» الإخبارية عن «وقوع اشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري بين الجيش الحر والقوات النظامية»، مشيرة إلى «قصف صاروخي أصاب بلدة تيارة بريف حلب الشرقي». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بلدة أعزاز وأطراف مطار منغ العسكري في حلب تعرضت للقصف بالطيران الحربي».