البحرين: نصف عام من الملاحقات الأمنية لتنظيم 14 فبراير وجيش الإمام

المتحدثة باسم الحكومة البحرينية لـ «الشرق الأوسط»: التنظيمان تابعان لولاية الفقيه

TT

وصفت سميرة رجب المتحدثة باسم الحكومة البحرينية الاحتجاجات والأحداث الأمنية التي شهدتها البحرين بأنها جاءت بتوجيه من ولي الفقيه وأنها تنضوي تحت مظلة سياسة حزب الله اللبناني الذي يتولى تنفيذ السياسة الإيرانية في المنطقة، وقالت: إنه تم كشف ارتباطات لقياداتها في الداخل البحريني بإيران وحزب الله.

ومساء أول من أمس بث التلفزيون البحريني تقريرا أمنيا عن الأحداث التي شهدتها البحرين في النصف الأول من العام الجاري أبرز فيه الجهود الأمنية في القبض على عدد من مرتكبي الأعمال الإجرامية الخطيرة التي شهدتها الساحة الأمنية في الفترة الأخيرة، وضمن هذه الجهود، تم تحديد هوية تنظيم «14 فبراير» الإرهابي، والقبض على عدد من القياديين الميدانيين والمنفذين.

وأعلن القبض على 33 من المتورطين في الأحداث الأمنية بينهم سيدتان، كما يجري ملاحقة 20 آخرين داخل وخارج البحرين، وقالت سميرة رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام إن مجموعة 14 فبراير وجيش الإمام من المجموعات العقائدية التي تمثل التيار السياسي الإسلامي الشيعي وهي تابعة لولاية الفقيه.

واستدلت رجب بأن الأب الروحي لهذه التنظيمات والمجموعات بوكيل المرشد الأعلى في البحرين الشيخ آية الله عيسى قاسم، وقالت (تم كشف ارتباطات حقيقية ومباشرة لهذه التنظيمات مع إيران ومع حزب الله اللبناني).

وأشارت إلى أن حزب الله الذي يمثل القوة العسكرية والمالية والتدريبية الموالية لإيران في المنطقة ساهم في تدريب هذه المجموعات «تنظيم 14 فبراير وجيش الإمام» لذلك فهي تعمل تحت مظلته.

وكان الأمن البحريني قد تمكن من القبض على الخلية الإرهابية المعروفة باسم (جيش الإمام) والتي تعود إلى 19 يناير (كانون الثاني) مطلع العام الجاري وضمت 8 أفراد وكانت تخطط لتدريب عناصر على الأسلحة والمتفجرات بهدف الإخلال بالأمن العام وتعريض سلامة الوطن للخطر، وقد تم القبض على عدد من المتهمين وتتراوح أعمارهم بين 27 و36 عام.

كما تم القبض على اثنين فيما عرف بقضية تفجير عدد من أجهزة الصراف الآلي التابعة لعدد من البنوك في المملكة، خلال فبراير الماضي، أحدهما 20 عاما والثاني 24 عاما.

كما تم القبض على 5 مواطنين في قضية حرق سيارة في شارع الشيخ حمد، وفي قضية التفجير الإرهابي الذي وقع في قرية الدير بتاريخ 17 مارس (آذار) الماضي، تم القبض على متورطين في القضية أحدهما 25 عاما والثاني 26 عاما.

وقال التقرير الأمني الذي بثه التلفزيون البحريني الرسمي مساء أول من أمس إن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على 4 مواطنين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما، خططوا لإحداث تصعيد خطير للتأثير على استضافة مملكة البحرين، الحدث الرياضي العالمي (جائزة البحرين الكبرى لسباقات الفورمولا1) قام عدد منهم بحرق سيارة ووضع جسم غريب أمامها، وذلك على شارع الزلاق بتاريخ 28 مارس الماضي كما قاموا بإضرام النار في سيارة بالقرب من الإشارة الضوئية المؤدية إلى شارع الفورملا1 بتاريخ 1 أبريل (نيسان) الماضي. وفي حادث تفجير سيارة بالقرب من المرفأ المالي باستخدام قنبلة محلية الصنع بتاريخ 14 أبريل، تم القبض على 3 متورطين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما.

كما تم كشف مخطط لتفجير قنبلة أثناء الحدث الرياضي العالمي (جائزة البحرين الكبرى لسباقات الفورمولا1) بتاريخ 20 أبريل شارك فيه سيدتان إحداهما تبلغ من العمر 31 والثانية 38 عاما بمشاركة شاب يبلغ من العمر 23 عاما.

كما تم كشف مجموعة مكونة من 4 مواطنين بحرينيين تتراوح أعمارهم بين 30 و43 عاما كانت تخطط لأعمال إرهابية تستهدف مواقع معينة، ومن بينها مركز الخدمات الأميركية بالجفير.

وقال التقرير إنه في إطار الكشف عن عدد من الجرائم الخطيرة التي ارتكبت في الفترة الأخيرة، وبعد تكثيف أعمال البحث والتحري، تم تحديد هوية عدد من عناصر ما يسمى بـ«تنظيم 14 فبراير» الذي وصف بالإرهابي، تم القبض على عدد من القياديين الميدانيين والمنفذين بالتنظيم، المتورطين في هذه القضايا وغيرها، والتي تمثلت في جرائم إرهابية خطيرة، وهو الأسلوب الذي ينتهجه هذا التنظيم.

وقال التقرير إن تنظيم 14 فبراير تشكل في أعقاب الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين في فبراير 2011 وذلك من قيادتين في الداخل والخارج، على رأسها هادي المدرسي أحد مؤسسي التيار الشيرازي الانقلابي في البحرين، الذي وفر للتنظيم دعما طائفيا، ما يؤكد أن منطلقاته، طائفية ذات غطاء شيرازي.

وكان ضمن مهام التنظيم تجنيد عناصر مسؤوليتها التنسيق بين مجموعات التنظيم وأخرى وظيفتها التخطيط وتنفيذ التفجيرات ونقل الأسلحة، وإسناد مهام الإعلام وإرسال العناصر للتدريب في الخارج وإيواء العناصر الهاربة بالداخل إلى أفراد معينين وتم القبض على 4 من قيادات التنظيم التي تتولى قيادة المجموعات والتنسيق، ومسؤولين ميدانيين ومسؤول إعلامي، وسيدة كانت تخطط لتفجير قنبلة في سباق الفورمولا1.

كما يجري ملاحقة 7 متهمين بعضهم قيادات ميدانية ومعظمهم ممن شاركوا في عمليات أمنية، وبعد اكتمال التحقيقات سيتم الكشف عن المصادر والجهات التي تقدم الدعم المالي لهذه الأعمال الخطيرة سواء كانت في الداخل أو الخارج.

كما أعلن عن جناح تنظيم 14 فبراير في الخارج الذي يتخذ عدد من قياداته من لندن مقرا لها ويتنقلون بين إيران والعراق ولبنان للحصول على الدعم المادي والمعنوي والتدريب على الأسلحة.

وتتولى هذه القيادات بحسب الأمن البحريني التنسيق بين أجنحة التنظيم والتواصل مع بعض القيادات المسؤولة في إيران حيث يتلقون وبشكل مباشر الدعم المادي والتوجيهات الميدانية. والإشراف على نقل الأسلحة وتخزينها بالداخل وتدريب العناصر الإرهابية على مختلف الأسلحة وحرب العصابات وصناعة القنابل والمراقبة والتجنيد، وتم تحديد 13 من قيادات التنظيم البارزة في الخارج، وشدد التقرير على أن الأدلة والاعترافات أثبتت وجود تدخل من جانب كل من إيران وحزب الله اللبناني وكذلك قيادات متطرفة بالعراق في شؤون الأمن الداخلي البحريني.