مدير الأمن القومي الأميركي: التجسس ساعدنا في إحباط عشرات الهجمات الإرهابية

سنودن المختفي في هونغ كونغ يتعهد بمقاومة أي محاولة لتسليمه إلى الولايات المتحدة

TT

قال مدير عام «وكالة الأمن القومي» الأميركي الجنرال كيث ألكسندر المكلف برنامجا لجمع وتحليل بيانات الإنترنت والهاتف مساء أول من أمس إن برامج المراقبة التي تقوم بها وكالته ساهمت في منع «عشرات الهجمات الإرهابية». وردا على أسئلة تعكس تشكيك البرلمانيين، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي أن برامج وكالته يخضع لإشراف مناسب من القضاء والكونغرس. وقال في الجلسة «إنها معلومات سرية لكن الأمر يتعلق بعشرات الأحداث الإرهابية التي أسهم (هذا البرنامج) في منعها هنا وفي الخارج».

وفي معرض حديثه عن إحباط المخططات الإرهابية، أشار ألكسندر خصوصا إلى حالتي أفغاني أميركي، يدعى نجيب الله زازي اعترف بالذنب في قضية التخطيط لهجمات انتحارية في نيويورك، وحالة باكستاني أميركي يدعى ديفيد هيدلي اعتقل في عام 2009 لدوره المفترض في هجمات كانت نفذت قبل سنة من توقيفه في مومباي الهندية.

وهذه هي المرة الأولى التي يخضع فيها ألكسندر للمساءلة العامة في الكونغرس منذ كشف المتعاقد السابق مع الوكالة إدوارد سنودن عن البرنامج. وقال ألكسندر: «أريد أن يعرف الأميركيون أننا شفافون في هذه المسألة»، مشددا على أن «ثقة الشعب الأميركي ضرورة مقدسة» كي تتمكن وكالته من القيام بعملها.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الكشف عن برامج المراقبة سيساعد إرهابيين على تجنب الرصد قال ألكسندر إنهم «سيتفادون ذلك وسيموت أميركيون» لهذا السبب. وأضاف: «تم إلحاق ضرر كبير عبر الكشف عنه. والنتيجة باعتقادي هي تهديد أمننا».

في الشهر الفائت اختفى سنودن التقني العامل المتعاقد الخاص مع قاعدة لـ«وكالة الأمن القومي» في هاواي بعد تحميل وثائق سرية ليظهر في نهاية الأسبوع في هونغ كونغ لإجراء مقابلات صحافية.

وأحرج سنودن وأغضب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بكشفه عن جمع الوكالة تسجيلات اتصالات ملايين المشتركين الأميركيين في خدمة الهاتف واستهدافها بيانات الإنترنت الخاصة بمستخدمين أجانب. وأثار الأمر خلافا حول الخصوصية وحدود السلطة التنفيذية في العصر الرقمي على ما كان ينوي سنودن بحسبه ودعوات إلى توقيف المسرب وإعادته إلى بلاده للمحاكمة.

وصرح سنودن لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» في هونغ كونغ أنه سيقاوم أي محاولة لتسليمه، متهما وكالة الأمن القومي الأميركية بإجراء عشرات آلاف هجمات القرصنة حول العالم. وردا على سؤال عن سنودن، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينغ في لقاء صحافي دوري «لا معلومات لدي لأقدمها». ولزم الإعلام الصيني الصمت نسبيا حيال المسألة. لكن صحيفة «تشاينا دايلي» أكدت أمس أن أخبار البرنامج الأميركي «ستشوه بالطبع صورة واشنطن في الخارج وستشكل امتحانا للعلاقات الصينية الأميركية». وقالت الصحيفة الرسمية إن «كيفية التعامل مع القضية سيطرح تحديا للنوايا الحسنة الناشئة بين بكين وواشنطن نظرا إلى وجود سنودن على أراض صينية، فيما تشهد العلاقة بين البلدين توترا مستمرا حول أمن الإنترنت». وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن بلادها ضحية للهجمات على الإنترنت وأن «الصين تدعو بشدة إلى ضمان أمن الإنترنت».

واعتبر الكثيرون سنودن شخصا نفذ عمل عصيان مدني شجاع للكشف عن تجاوزات الحكومة الأميركية والدفاع عن خصوصية مستخدمي الإنترنت الأبرياء. كما اعتبره آخرون ومن بينهم مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأميركية وعدد من المشرعين الكبار خائنا كشف عن نظام يجيز حماية الأميركيين.

وأكد ألكسندر أن لديه «مخاوف كبيرة» حول كيفية حصول سنودن على معلومات سرية حرجة بمستواه التعليمي المحدود وخبرته المهنية الضئيلة. وقال: «علينا مراجعة تلك الآليات».

وفتحت عدة تحقيقات في القضية ما يشير إلى احتمال توجيه اتهامات جنائية إلى سنودن. كما يستعر الجدل في الولايات المتحدة حول شرعية وفائدة مقاربة وكالة الأمن القومي القاضية برصد البيانات الخاصة. وأكد ألكسندر في جلسة الاستجواب: «نحن لا نرى أن الأمر يتعلق بتسوية بين الأمن والحرية. الأمر لا يتعلق بخيار ويمكننا بل إنه واجبنا أن نتولى الأمرين معا» مشددا على التزام وكالته ودائرة الشؤون الرقمية الأميركية «بعمق احترام القانون وحماية الحق بالخصوصية».

لكن سنودن في هونغ كونغ لم يبد أي ندم. وقال: «لست خائنا ولا بطلا. أنا أميركي». وأكد لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» إجراء وكالة الأمن القومي أكثر من 61 ألف عملية قرصنة حول العالم استهدفت «أسس شبكات» تسمح بالوصول إلى مئات آلاف الكومبيوترات، مشيرا إلى وجود مئات الأهداف في الصين وهونغ كونغ.