وزير التربية يشتكي نائبا ويطالبه بـ200 ألف دينار كتعويض

بعد مشادة كلامية وسيل من الشتائم

TT

تقدم وزير التربية والتعليم الأردني محمد جمعة الوحش أمس بشكوى ضد النائب محمد راشد البرايسة، وحسب مصادر قضائية فإن القضية سجلت لدى مدعي عام عمان القاضي نذير شحادة، وجاء موضوع الشكوى «الاعتداء على موظف عام أثناء تأدية وظيفته» والادعاء بالحق الشخصي والمطالبة بتعويض مبلغ 200 ألف دينار، ما يعادل 282 ألف دولار.

وجاء رفع القضية إثر مشادة كلامية حصلت في مكتب أمين عام وزارة التربية والتعليم، وروى مصدر في الوزارة لـ«الشرق الأوسط» أسباب المشكل أن الوزير تلقى معلومات تفيد بأن موظفي الوزارة تركوا عملهم ومكاتبهم، وتجمعوا في مبنى الديوان، لمشاهدة مباراة المنتخب الوطني الأردني مع نظيره الأسترالي، مشيرا إلى أنه توجه إلى مكان تجمع الموظفين.

وأضاف أن الوزير توجه لاحقا إلى مكتب أمين عام الوزارة كونه كبير الموظفين في الوزارة، لإبلاغه بضرورة عودة الموظفين إلى رأس عملهم. وبين المصدر أنه في أثناء دخول الوزير إلى مكتب الأمين العام، وجد 3 نواب في مكتبه، وقام بمصافحتهم، وبدأ بتوجيه الحديث للأمين العام بسؤاله إن كان على علم بما يفعل موظفو الوزارة، مضيفا أنه فوجئ على الفور، بتوجيه النائب البرايسة الشتائم له من دون معرفته بالأسباب التي دعته إلى ذلك.

وأشار إلى أن الوزير عقب الحادثة توجه إلى اجتماعه مع رئيس الوزراء عبد الله النسور وقدم استقالته، غير أن رئيس الوزراء لم يقبلها.

وتابع المصدر أن الوزير أدخل إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة، بعد مقابلة النسور، مشيرا إلى أن الوحش لا يزال في منزله يخلد إلى الراحة بعد أن خرج من المستشفى وتلقى العلاج اللازم.

إلى ذلك، اعتصم المئات من المعلمين وموظفي وزارة التربية والتعليم أمام مجلس النواب، وذلك احتجاجا على الإساءة التي صدرت من أحد النواب بحق مديرهم. ووجه المعتصمون انتقادات لمثل هذه الإساءات مطالبين مجلس النواب بالاعتذار إثر هذا التصرف الذي أساء لوزير «أمضى سنين طويلة في خدمة وتطوير التعليم في المملكة». واعتبروا أن ما صدر من النائب بحق وزير التربية يعد خروجا عن الأعراف والتقاليد، ويتنافى مع أبسط قواعد العمل الرسمي والنيابي.

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أيمن بركات أن موظفي الوزارة أرادوا من خلال هذه الوقفة إيصال رسالة إلى المؤسسة التشريعية أن المؤسسة التربوية تستهجن هذا التصرف من قبل أحد أعضاء مجلس النواب، وتؤكد دور المؤسسة التربوية في إعداد وتنشئة النائب والوزير والمهندس والطبيب وغيرهم.

وفي السياق ذاته، استنكرت نقابة المعلمين الأردنيين ما قالت إنه الاعتداء الآثم على وزير التربية والتعليم من قبل أحد النواب، معتبرة ذلك جريمة بحق المعلم والتربوي والعملية التربوية بأكملها. وأكد نائب نقيب المعلمين الدكتور حسام مشة، أن النقابة تعتبر المعلم والتربوي خطا أحمر، وأنها تقف مع قضاياهم العادلة، وتقف كذلك مع وزير التربية والتعليم، بما يدعم استقلالية الوزارة والنأي بها عن أي ضغوطات أو محسوبيات.