الإسبان في نزهة أمام تاهيتي ومعركة بين الأوروغواي ونيجيريا

الطريق مشرعة لأبطال العالم لقطف بطاقة نصف نهائي كأس القارات اليوم على حساب أضعف فرق البطولة

TT

ستكون الطريق مشرعة لمنتخب إسبانيا في بلوغ نصف نهائي مسابقة كأس القارات 2013 لكرة القدم المقامة في البرازيل، عندما يواجه تاهيتي المتواضعة على ملعب ماركانا في ريو دي جانيرو بالجولة الثانية من تصفيات المجموعة الثانية التي تشهد أيضا مواجهة ساخنة بين الأوروغواي ونيجيريا.

وكان المنتخب الإسباني، بطل أوروبا 2008 و2012 وبطل العالم 2010. استهل مشواره في ريسيفي الأحد الماضي بالفوز على الأوروغواي 2 - 1 فيما منيت تاهيتي صاحبة الإمكانات المتواضعة بخسارة ساحقة أمام نيجيريا 6 - 1.

ومنذ إجراء قرعة بطولة كأس القارات قبل عدة شهور، ظلت المواجهة المقررة غدا بين منتخبي إسبانيا وتاهيتي من أكثر الموضوعات التي تجذب الاهتمام وتثير الجدل في ظل الفارق الرهيب بين مستوى الفريقين من ناحية ومدى التوافق بين هذه المباراة واستاد ماركانا الأسطوري الذي يستضيفها.

ومن الطبيعي والمنطقي أن تتسم معظم المواجهات في كأس القارات بأنها لقاءات من العيار الثقيل ولكن مباراة اليوم تبدو هي الاستثناء الأكثر وضوحا من هذه السمة في ظل الفجوة الهائلة بين مستوى الفريقين ووضعهما على الساحة العالمية.

ويتصدر المنتخب الإسباني التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) بعدما سيطر على الساحتين العالمية والأوروبية منذ عام 2008، بينما يحتل منتخب تاهيتي المركز 138 في نفس التصنيف ويشارك في كأس القارات بعدما توج العام الماضي بلقب بطولة كأس أمم اتحاد أوقيانيا ليعرف طريقه إلى البطولات العالمية للمرة الأولى في تاريخه.

وبينما يضم المنتخب الإسباني بين صفوفه مجموعة من أبرز النجوم المحترفين في تاريخ كرة القدم، يعتمد منتخب تاهيتي على مجموعة من اللاعبين الهواة ولا تضم قائمة الفريق سوى محترف واحد هو ماراما فاهيروا مهاجم باناثينايكوس اليوناني.

وأعرب مدرب تاهيتي ايدي ايتايتا عن أمله أن يكون لاعبوه الهواة قد استفادوا من مباراة نيجيريا، لكنه لا ينفي قلقه من مواجهة إسبانيا ومتمنيا أن يتفادى فريقه الهزيمة بعدد قياسي من الأهداف.

وقبل البطولة شكك كثيرون بخيارات المدرب فيسنتي دل بوسكي الذي قرر عدم استدعاء لاعبين مثل الحارس ديفيد دي خيا وتياغو الكانترا وايسكو إلى كأس القارات والإبقاء عليهم مع منتخب تحت 21 عاما المتوج أوروبيا، رغم أنهم فرضوا أنفسهم من العناصر الأساسية في فرقهم وعلى أعلى المستويات، إلا أنه نجح بخبرته في قيادة الإسبان إلى الفوز الأول وبعرض جميل.

وقدم المنتخب الإسباني فاصلا جديدا من التألق والعروض الجميلة والقوية ليحقق الفوز على منتخب أوروغواي 2-1 في الجولة الأولى، بينما حقق منتخب تاهيتي نصرا من نوع خاص حيث سجل هدفا تاريخيا في مرمى المنتخب النيجيري ولكنه خسر المباراة 1-6. ويسعى المنتخب الإسباني إلى تحقيق فوزه الثاني على التوالي لقطف بطاقة نصف النهائي لكنه يرفض الاستهانة بالمنافس حتى ولو كان غير مرشح لتحقيق أي إنجاز.

في المقابل، يبدو منتخب تاهيتي كان أكثر واقعية حيث يرى أن هز شباك المنتخب الإسباني بأي هدف ربما يكون إنجازا تاريخيا في حد ذاته وهو ما يسعى إليه بالفعل بغض النظر عن عدد الأهداف التي ستستقبلها شباكه والتي يتمنى أن تكون غير كارثية.

وقد يستغل دل بوسكي فرصة مواجهة تاهيتي ليدفع بفريق مختلف تماما عن الذي فاز على أوروغواي 2-1.

وقال دل بوسكي: «ستتاح الفرصة للجميع. عدد اللاعبين المشاركين في هذه البطولة سيكون أكبر من أي بطولات أخرى».

وأكدت مصادر قريبة من الفريق الإسباني أن دل بوسكي يفكر بإجراء تغيير جذري والدفع بـ11 لاعبا يختلفون عمن بدأوا المباراة الرائعة أمام أوروغواي، مستفيدا من التواضع الشديد في مستوى تاهيتي.ويعني ذلك أنه دل بوسكي يفكر فيما هو بعد هذا الدور وأن حلم الإسبان بأن يكون النهائي أمام البرازيل يتطلب إراحة الأساسيين.

وقال فيرناندو توريس، الذي شارك كبديل في مباراة الأحد أمام الأوروغواي: «كلنا نعتقد أننا قادرون على اللعب، لكن لا يمكن أن يلعب سوى 11».

واعترف خوان ماتا، زميل توريس في تشيلسي الإنجليزي، بأن اللعب في ماراكانا سيكون أمرا فريدا وقال: «إنه استاد نسمع عنه طيلة حياتنا، اللعب هنا، أمر فريد. منذ صغري وأنا أتذكر مباريات أقيمت هناك».ولكن ماتا يأمل ألا تكون زيارة «اليوم» هي الوحيدة لإسبانيا إلى ماراكانا وقال: «أنتظر أن نعود هنا لخوض النهائي مع البرازيل».

وفي المقابل، يحلم منتخب تاهيتي الذي سجل هدفا لم يكن مرجحا في شباك نيجيريا بتسجيل هدفا جديدا في شباك بطل العالم.

وقال المهاجم فاهيروا: «ما من شيء مستحيل. بالطبع، لن نقول إننا سنفوز على إسبانيا ولكننا سنسعى لترك بصمة».

ووصل منتخب تاهيتي إلى البطولة وهو يضع لنفسه بعض الأهداف منها الحفاظ على شباكه نظيفة في شوط كامل بالبطولة ولكن هذا لم يتحقق في لقاء نيجيريا وإن نال الفريق جائزة أكبر بإحراز هدف في هذه المباراة بضربة رأس من جوناثان تيهاو.

وقال اللاعب: «بالنسبة لي، تسجيل هدف في كأس القارات يمثل أمرا استثنائيا. فعلنا هذا بالفعل في هذه المباراة. إنه استثناء أن نسجل هدفا في هذه المباراة حتى وإن استقبلت شباكنا ستة أهداف».

نيجيريا - الأوروغواي وفي المباراة الثانية وعلى رغم نتائجهما المتناقضة في الجولة الأولى، ستكون مواجهة نيجيريا والأوروغواي حاسمة للتأهل إلى نصف النهائي عندما يلتقيان في سالفادور اليوم، علما بأن نيجيريا ستواجه إسبانيا القوية، فيما تلعب الأوروغواي مع تاهيتي المتواضعة في الجولة الثالثة.

وقبل الخسارة مع إسبانيا، وصف مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز مباراة نيجيريا بأنها «المباراة المفتاح» فيما اعتبرها قائد الفريق دييغو لوغانو «النهائي بالنسبة لنا».

لكن بحال التعادل، ستبقى الأمور معلقة بينهما حتى الجولة الأخيرة المقررة الأحد المقبل.

وقال المهاجم المخضرم دييغو فورلان المحترف مع إنترناسيونال البرازيلي والذي نزل بديلا في مباراة إسبانيا: «الخسارة أمام إسبانيا أمر طبيعي. يجب أن ننسى المباراة ونستعد لنيجيريا. كنا نعلم قبل المجيء إلى البرازيل أن مباراتنا الأهم ستكون ضد نيجيريا، وهذا لم يتغير».

وأوضح تاباريز: «اللاعبون على اقتناع بضرورة طي الصفحة الهزيمة أمام إسبانيا والتفكير في المباراة الثانية أمام نيجيريا».

ويراهن منتخب أوروغواي على «الانتفاضة» التي يتميز بها والتي لن تكون سهلة أمام منافس مثل المنتخب النيجيري بطل أفريقيا.

وقد يدفع تاباريز بفورلان منذ البداية رغم أنه ظل على مقاعد البدلاء حتى الدقيقة 69 في مباراة إسبانيا وأكد بعد المباراة أنه شعر بالارتياح للمركز الذي لعب فيه بهذه المباراة في إشارة لمشاركته في خط الوسط لصناعة اللعب بينما اعتاد فورلان منذ بداية مسيرته مع الفريق في مارس (آذار) 2002 على اللعب في الهجوم.

وتعتمد الأوروغواي على مهاجم ليفربول الإنجليزي لويس سواريز صاحب هدف رائع من تسديدة حرة في مرمى إسبانيا: «نحن معتادون على المواقف الصعبة يجب أن تتذكروا كيف بلغنا نصف نهائي مونديال 2010 وكف فزنا على فنزويلا (1 - صفر في تصفيات المونديال)»، بالإضافة إلى الهداف الخطير أدينسون كافاني.

أما مشوار نيجيريا قبل الوصول إلى البرازيل فعكرته مشكلات بخصوص مكافآت اللاعبين، لكن المدرب ستيفن كيشي عبر عن ارتياحه بعد الفوز الأول على تاهيتي على رغم انتقاده لمهاجميه الذين لم يحسموا المباراة باكرا: «لا أقول إني منزعج لكني كنت قلقا لعدم ترجمة الفرص ما منح الأمل لخصمنا».ويدرك المنتخب النيجيري تماما أن مواجهة اليوم تختلف كلية عن المباراة أمام تاهيتي وأن المنافس يمتلك من الخبرة والإمكانيات والمهارات ما يجعله المرشح الأقوى للفوز.

ولم يجد اللاعب نامدي أودوامادي صعوبة في هز شباك تاهيتي ثلاث مرات (هاتريك) كما سجل زميله أوا إتشيجيدي هدفين وأهدر المهاجم الشاب أحمد موسى سلسلة من الفرص الذهبية. لكن اللاعبين الثلاثة سيواجهون غدا خط دفاع يتميز بالخبرة بقيادة دييغو لوغانو وهو ما يجعلهم بحاجة إلى بذل جهد أكبر والحرص على تركيز أكبر في استغلال الفرص التي تسنح لهم في المباراة.

ويأمل كيشي أن يتعافى لاعب وسط لاتسيو الإيطالي اوغينيي اونازي بعد غيابه عن لقاء تاهيتي لعلاج ركبته المصابة في نيجيريا.

وتقام المباراة على ملعب «أرينا فونتي نوفا» في سالفادور عاصمة ولاية باهيا في شمال شرقي البرازيل، البالغة سعته 48747 متفرجا، والذي بني خصيصا لكأس القارات وكأس العالم 2014. وتم تهديم الملعب القديم العائد لناديي باهيا وفيتوريا في 2010.