غنى وتنوع الصناعة التقليدية المغربية في «معرض الصانع» بمراكش

يسعى إلى تسويق المنتج التقليدي المغربي من أجل تدعيم قدرات الصناع

نماذج من علاقة الصناعة التقليدية بالفن
TT

أكدت الدورة الأولى لـ«معرض الصانع» بمراكش، الذي اختتمت فعالياته أمس الأحد، أن الصناعة التقليدية المغربية تبقى إحدى علامات التميز الحضاري للبلد، وأنها تستطيع، بالدعم اللازم والتخطيط الجيد، أن تكون أبرز قاطرات التنمية بالبلد.

ويندرج المعرض، الذي شارك فيه نحو 300 من الصناع الفرادى والتعاونيات والمقاولات الصغرى والمتوسطة من مدينتي فاس ومراكش، والذي نظم بمبادرة من وزارة الصناعة التقليدية بتعاون مع وكالة الشراكة من أجل التنمية وهيئة تحدي الألفية، في إطار تنفيذ مشروع النهوض بالصناع الفرادى والتعاونيات والمقاولات.

ويراهن المنظمون على أن يصبح المعرض واجهة لإشعاع الصناعة التقليدية على المستويين الوطني والدولي، ويشددون على أن المعرض يعتبر تكريما لخبرات الصناع والتعاونيات والمقاولات المشاركة. وهم يعولون على أن تشكل التظاهرة فرصة أمام الصناع لعرض وبيع منتجاتهم لزوار المعرض، وتمكينهم من ربط علاقات تجارية مع المهنيين والمشترين والمستوردين الوطنيين والدوليين الذين وجهت إليهم الدعوة لحضور هذه التظاهرة.

وقال عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية، إن «معرض الصانع» يدخل في إطار السياسة العامة للوزارة للترويج والتسويق من أجل دعم قدرات الصناع التقليديين الفرادى الذين استفادوا من مواكبة الوزارة، خصوصا على مستوى اعتماد منتجاتهم.

وتضمن برنامج المعرض، الذي نظم على مساحة 10 آلاف متر مربع، ورشات وموائد مستديرة، خصصت للإشكاليات المرتبطة بقطاع الصناعة التقليدية، تناولت مواضيع تهم تحديات وآفاق تسويق وإنعاش الصناعة التقليدية، وعلامة الجودة والملكية الفكرية في الصناعة التقليدية، والتطوير والتوجهات في الصناعة التقليدية، وتحديات وآفاق تصدير منتجات الصناعة التقليدية، والتكوين المهني والصناعة التقليدية، والصناعة التقليدية والتجارة العادلة. كما تضمن البرنامج تقديم عروض مسائية للأزياء التقليدية، تناولت مواضيع عرائس فاس ومراكش والجلابة والقفطان، قدمت فيها أزياء تم انتقاؤها من أروقة العارضين.

وسواء تعلق الأمر بصناعة الزرابي أو الأواني النحاسية أو المصنوعات الجلدية والفخارية والحديدية والخشبية أو التطريز وصياغة الجواهر، أو غيرها، فإن المغرب يزخر بصناعة تقليدية غنية ومتنوعة عرفت تطورا مستمرا على مدى قرون. ويعرف القطاع ازدهارا مستمرا بالنظر إلى ارتباطه بعادات وتقاليد المجتمع، كما يتميز بوزنه الاقتصادي الواضح، إذ يكتسي هذا النشاط أهمية اقتصادية واجتماعية حقيقية تفسر ترسخه في المجتمع. ونظرا لكونها رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية، تلعب الصناعة التقليدية دورا هاما في تحقيق التوازنات الاقتصادية للبلاد، إذ تساهم، حسب إحصائيات صادرة عن الوزارة الوصية، بنسبة 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام، كما أن رقم معاملاتها قفز من 10 مليارات درهم سنة 2007 إلى 17 مليار درهم سنة 2010. كما تعد الصناعة التقليدية أحد أهم القطاعات المشغلة في المغرب، إذ تشغل، بشكل مباشر، مليونين ونصف مليون مغربي، وتشكل مصدر عيش لما يناهز 10 ملايين نسمة. ويمثل العاملون في الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية نحو 400 ألف صانع. وتم إحصاء أكثر من 100 حرفة مرتبطة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بالصناعة التقليدية.

وتتميز الصناعة التقليدية المغربية بحركيتها وتغيرها المستمر، استجابة لمتطلبات عصرها، لتظهر تخصصات جديدة، كما أن الدولة أخذت تشجع التعبيرات المرتبطة بالموضة، التي تكون وليدة تعاون بين الحرفيين والمبتكرين والمصممين. وتترجم هذه التعبيرات تلاقح المهارات العريقة للصناع والجسارة الابتكارية للمصممين المعاصرين.

ويتقاطع قطاع الصناعة التقليدية، في المغرب خاصة، في الشق المتعلق بالصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية، مع استراتيجيات قطاعية أخرى، تشمل، بشكل خاص، مجالي السياحة والثقافة.